معارضون يعتبرون نواف فارس من صقور النظام ويشكون في دوافع انشقاقه

بعضهم يعتبر أن الدول الغربية تسعى إلى اختيار شخصيات لاستخدامها في المرحلة الانتقالية

نواف الشيخ فارس خلال البيان الذي ألقاه عبر «الجزيرة»
TT

يعتبر السفير السوري لدى العراق نواف الشيخ فارس، الذي أعلن انشقاقه الاربعاء، من «صقور» النظام السوري، وقد أثارت رغبته بالانضمام إلى «صفوف الثورة» شكوك الناشطين المعارضين الذين يلمحون إلى سعي غربي لاختيار شخصيات تشكل فريقا انتقاليا مقبولا من النظام.

وقال تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية إن نواف الشيخ فارس الجراح، وهو اسمه الكامل، من المقربين من الأجهزة الأمنية التي بدأ حياته المهنية فيها، قبل أن يعين محافظا ثم أول سفير في بغداد بعد إعادة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والعراق في 2008.

وولد الفارس في بلدة البوكمال في محافظة دير الزور في أقصى الشرق السوري على الحدود العراقية، وهو ينتمي إلى عشيرة الدميم التي تشكل جزءا من قبيلة العقيدات السنية الكبيرة الموجودة في شرق البلاد، لا سيما في دير الزور، وكذلك في العراق والأردن وفي شمال المملكة العربية السعودية.

وحصل نواف الفارس على إجازة في الحقوق قبل أن يدخل كلية الشرطة ويتخرج منها ضابطا.

عين رئيسا لفرع الأمن السياسي في محافظة اللاذقية (غرب) بين 1990 و1994، ثم أمين فرع حزب البعث في محافظة دير الزور بين 1994 و1998، ثم محافظا للاذقية (غرب) بين 1998 و2000، ومحافظا لإدلب (شمال غرب) بين 2000 و2002، ومحافظا للقنيطرة (جنوب غرب) بين 2002 و2008.

في 16 سبتمبر (أيلول) 2008، اختاره الرئيس بشار الأسد سفيرا في بغداد، ما يدل على الثقة التي كان يتمتع بها لدى النظام.

وكانت هذه المهمة تتسم بالتعقيد نظرا لأنها أتت بعد ثلاثين سنة من قطع العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والعراق بسبب دعم دمشق لطهران في الحرب الإيرانية العراقية في أيام الرئيس العراقي صدام حسين.

والأربعاء، أعلن نواف الفارس انشقاقه وانضمامه إلى «ثورة الشعب»، الانتفاضة الشعبية التي بدأت قبل 16 شهرا.

وقال السفير المنشق في شريط فيديو «أعلن استقالتي من مهمتي كسفير للجمهورية العربية السورية لدى العراق الشقيق. كما أعلن انسحابي من صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي»، و«انضمامي منذ هذه اللحظة إلى صفوف ثورة الشعب في سوريا».

وأضاف «أدعو كل شرفاء حزب البعث إلى أن يحذوا حذوي لأن النظام حوله (الحزب) إلى أداة لقمع الشعب وتطلعاته نحو الحرية والكرامة وغطاء لكل رذائله وموبقاته». إلا أن هذا الانقلاب لا يقنع الناشطين المعارضين على الأرض في سوريا.

ويقول الناشط الإعلامي أبو غازي من مدينة حماه في وسط سوريا لوكالة الصحافة الفرنسية «الناس يشككون بالدوافع التي حملته على الانشقاق. لعل المجتمع الدولي والنظام اللذين يشعران ببوادر تغيير في الموقف الروسي، يسعيان إلى جمع شخصيات تشكل حكومة توافقية. وربما يندرج الانشقاق في هذا الإطار».

ويضيف «نريد أن نعيش في ديمقراطية حقيقية وفي دولة قانون. وهذه لا يمكن بناؤها مع أشخاص أيديهم ملوثة بالدماء وكانوا لفترة طويلة شركاء للنظام».

ويلتقي مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن مع هذا الرأي ويعطي رأيا سلبيا حوله، ويقول لوكالة الصحافة الفرنسية «القصة تشبه قصة مناف طلاس. إذا كان السفير انشق، فلأنه يسعى إلى السلطة. بينما تسعى أجهزة الاستخبارات الغربية إلى اختيار شخصيات يمكن استخدامها في المرحلة الانتقالية».

وعلى موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي على الإنترنت، انتقادات كثيرة في المقابل، وفي منتدى قبيلة العقيدات على الإنترنت، تؤكد نبذة عن نواف الفارس أنه «رمز وقدوة» و«رفع اسم قبيلة العقيدات عاليا». ويشيد الموقع «بتواضعه وحبه للناس».

وأمس نشرت وكالة سانا بيانا صادرا عن الشيخ كمال الفارس الجراح، شيخ عشيرة الدميم من قبيلة العقيدات من مدينة البوكمال، جاء فيه «سمعنا عبر الإذاعات المغرضة الليلة الماضية انشقاق السفير نواف الفارس عن الوطن الأم سوريا الحبيبة»، مؤكدا أن العشيرة تعتبر أن «التصرف الذي قام به السفير نواف الفارس هو تصرف شخصي»، مؤكدا أن «عشائر الدميم تؤمن بحل القضية السورية بحلول داخلية وعلى طاولة المفاوضات والحوار».