هولاند يترأس أول احتفال له باليوم الوطني ويعرض حصيلة شهرين من رئاسته

دعا إلى تجنيب سوريا الحرب الأهلية وقال لشريكته إن «المسائل الخاصة تعالج في النطاق الخاص»

هولاند (وسط) خلال مشاركته في العرض العسكري بجادة الشانزليزيه أمس (أ.ب)
TT

ترأس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس، أول احتفال بمناسبة اليوم الوطني في ولايته، قبل مشاركته في مقابلة تلفزيونية عرض فيها حصيلة الشهرين الأولين من ولايته. وعبر الرئيس هولاند، قائد القوات المسلحة، جادة الشانزليزيه قبل حضور العرض العسكري الطويل الذي شارك فيه 4950 رجلا وامرأة من الجيوش الثلاثة والشرطة تحت شعار الجيش «في خدمة الأمة والسلام في العالم»، مع تكريم القبعات الزرق الذين يخدمون في إطار قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام والقوات العائدة من مهمات خارجية.

وبعد ذلك بساعات قليلة، قدم هولاند مقابلة مع ثلاث محطات تلفزيونية فرنسية، تطرق فيها إلى مواضيع الساعة وفي طليعتها الأزمة في سوريا، كما علق على الوضع في مالي، والمسائل الاقتصادية مثل ملف التسريحات في مجموعة «بيجو سيتروين»، وصولا إلى مسألة شريكته ترييرفيلر التي أثارت بلبلة بإقحامها حياتهما الخاصة في الحياة السياسية العامة في فرنسا.

فبشأن سوريا، قال هولاند إن روسيا والصين «تعرقلان أي قرار في مجلس الأمن» الدولي سعيا لإيجاد تسوية توقف أعمال العنف في هذا البلد، مضيفا: «قلت ذلك (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين الشديد التمسك بأن تبقى سوريا قريبة من بلاده. هناك علاقات تجارية وتاريخية، وإنني احترمها». وقال بعدما التقى بوتين في الأول من يونيو (حزيران) في باريس: «قلت له إن الأسوأ هو أن تكون هناك حرب أهلية في سوريا. دعونا إذن نتصرف لإيجاد موقف سياسي يمنع الحرب الأهلية. ما زال الوقت مناسبا، أكثر من مناسب». ورأى هولاند أن مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» الذي انعقد في 6 يوليو (تموز) في باريس «أتاح جمع نصف بلدان العالم والقول إن علينا الاستمرار في ممارسة الضغوط من أجل رحيل (الرئيس السوري) بشار الأسد وتحقيق انتقال سياسي» في هذا البلد.

وبالنسبة لمالي، قال هولاند إنه ينبغي أن «يكون بوسع الأفارقة أنفسهم أن ينظموا الدعم لمالي». وتابع أنه يتعين «أولا أن تكون هناك حكومة حقيقية في مالي يمكنها تحمل مسؤولياتها، وأن يكون من الممكن القيام بتدخل في إطار الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة. وفي هذا السياق، يعود للأفارقة أن يحددوا التوقيت والقوة».

وحول ملف مجموعة «بيجو سيتروين»، ثاني شركة أوروبية لتصنيع السيارات التي أعلنت مؤخرا عن إغلاق مصنع وإلغاء ثمانية آلاف وظيفة مثيرة زلزالا في فرنسا، رأى الرئيس أن خطة إعادة هيكلة المجموعة «غير مقبولة» ويتعين «إعادة التفاوض بشأنها». وصعّد هولاند اللهجة ضد إدارة المجموعة تحديدا، متهما إياها بـ«الكذب» وبأنها أرجأت الإعلان عن الخطة إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية. وقال: «إنها صدمة، والدولة لن تسمح بحصول ذلك»، مشيرا إلى أن الحكومة كلفت خبيرا التدقيق في قرارات المجموعة للتثبت من استنادها إلى مبررات.

وبعدما أعلنت المجموعة عن إغلاق مصنعها في أولي - سو - بوا ليكون أول مصنع للسيارات في فرنسا يتم وقف الإنتاج فيه منذ مصنع «رينو» في بولونيه - بيانكور قرب باريس عام 1992 - قال هولاند إنه لا يمكن للحكومة منع ذلك، لكن «يمكننا التصرف بحيث تبقى أولي موقعا صناعيا، كما ينبغي توفير ضمانات حول الحفاظ على موقع (رينو)».

وأكد الرئيس أن الوظائف و«تصحيح الأوضاع الإنتاجية» والصناعية تبقى في مقدم أولوياته، على قدم المساواة مع خفض الدين. وقال «نعم، الأولوية الأولى هي الوظائف. ينبغي بذل كل الجهود ليكون التوظيف في أعلى مستوى ممكن بحلول نهاية ولايتي» التي تستمر خمس سنوات.

وأكد معارضته لإدراج «قاعدة ذهبية» تقضي بالعودة إلى التوازن المالي في الدستور، مشيرا إلى أن هذه القاعدة ستصدر «في إطار قانون أساسي».

وكان هولاند حضر قبل المقابلة العرض العسكري بمناسبة العيد الوطني وإلى جانبه فاليري ترييرفيلر. وسئل في المقابلة عن رسالة التأييد التي وجهتها شريكته على موقع «تويتر» إلى خصم صديقته السابقة سيغولين رويال في الانتخابات التشريعية والتي أثارت بلبلة كبيرة، فأكد أن هذا الحادث لن يتكرر. وقال: «أعتبر أن المسائل الخاصة تعالج في النطاق الخاص، وهذا ما قلته للمقربين مني من أجل أن يلتزموا بشكل صارم هذا المبدأ». وشدد على أن «المبدأ الذي ذكّرت به للتو سيطبق بشكل دقيق. الفرنسيون يريدون أن تكون الأمور واضحة، أن يتولى الذي اختاروه قيادة البلاد وألا تجري أي تدخلات». وقال: «ليس هناك موقع لـ(السيدة الأولى). فاليري تود الاستمرار في نشاطها المهني، وأتفهم ذلك. انطلاقا من هنا، ستكون حاضرة إلى جانبي حين يتطلب البروتوكول ذلك»، مضيفا: «ليس من السهل احتلال هذا الموقع، يجب أن تكون هناك قواعد».