شركة أمنية تعتذر عن عدم الوفاء بتوفير الأفراد المتعاقد عليهم في أولمبياد لندن

الحكومة البريطانية زادت عدد أفراد الجيش من 3500 إلى 17 ألفا لسد العجز

حاملة المروحيات (أوشين) في مياه نهر التيمس بمنطقة غرينيتش شرق لندن خلال فترة الأولمبياد الذي ستنطلق منافساته بعد أسبوعين
TT

اعتذرت شركة «جي 4 إس» الأمنية أمس عن عدم تمكنها من توفير عدد الأفراد المتعاقد عليهم لتأمين أولمبياد لندن التي تبدأ بعد أقل من أسبوعين.

وقالت الشركة في بيان إنها ستخسر نحو 50 مليون جنيه إسترليني (77 مليون دولار) بسبب عدم الوفاء بالعدد الذي تعهدت به من الأفراد.

وذكر المدير التنفيذي للشركة نيك باكليس: «نحن محبطون للغاية لعدم قدرتنا على الوفاء بتعاقدنا (مع اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن) ومن الضروري استدعاء أفراد الجيش الإضافيين». وزادت الحكومة البريطانية عدد أفراد الجيش من 3500 إلى 17 ألفا لسد العجز في عدد الأفراد.

وكانت الشركة قد أبرمت تعاقدا لتوفير عشرة آلاف حارس، لكن من المرجح أن يقل ذلك بواقع 30 في المائة تقريبا عن التزاماتها في التعاقد. وقالت الشركة إنه من المتوقع أن تفقد «ما بين 35 و50 مليون جنيه إسترليني تقريبا» بسبب عدم الوفاء بالتزاماتها. ويتعين أن يمثل مسؤولو الشركة أيضا أمام جلسة استماع برلمانية.

وتستمر الأولمبياد من 27 يوليو (تموز) الحالي حتى 12 أغسطس (آب) المقبل وسيعقب ذلك أولمبياد المعاقين في الفترة من 29 أغسطس حتى التاسع من سبتمبر (أيلول) المقبل.

من جانبها أكدت الحكومة البريطانية أول من أمس أنه سيجري نشر 3500 جندي إضافي لسد ثغرة أمنية في الألعاب الأولمبية، وتعني هذه التغييرات على الخطة الأمنية في اللحظة الأخيرة، أنه «سيتم نشر 3500 جندي إضافي في أكثر من 30 ملعبا في الدورة الأولمبية، مما يرفع عدد أفراد الجيش الذين جرى نشرهم لدورة الألعاب إلى 17 ألف جندي».

وستأتي بقية القوة الأمنية البالغ قوامها 23700 جندي في الملاعب من حراس من شركات خاصة ومئات المتطوعين، مما يترك الجيش في وضع مهيمن، وجاءت الخطوة بعدما أقرت شركة الأمن الخاصة «جي 4 إس» بوجود تأخير وصعوبات في معالجة الطلبات في الوقت المحدد عبر إجراءات تدقيق معقدة.

وكان البرلمان البريطاني انتقد بشدة أول من أمس وزيرة الداخلية تيريزا ماي في تعاطيها مع الملف الأمني لأولمبياد لندن وفشل شركة الأمن الخاصة (جي 4 إس) في توفير العدد المطلوب من حراس الأمن ولجوء الحكومة إلى الاستعانة بأعداد إضافية من الجنود ومستخدمي الجيش. واضطرت ماي إلى الإجابة على أسئلة نواب البرلمان في جلسة مساءلة عاجلة أكدت خلالها استعانة وزارة الدفاع بما يصل إلى 3500 جندي إضافي لحماية دورة الألعاب الأولمبية التي ستفتتح في 27 يوليو الحالي. وأوضحت أن عدد الجنود الذين سيشاركون في المخطط الأمني ارتفع إلى 17 ألفا سيعملون إلى جانب الآلاف من رجال الشرطة وعناصر الاستخبارات الداخلية وحراس الأمن المدنيين.

وأشارت إلى أن شركة الأمن الخاصة (جي 4 إس) وجدت صعوبات فنية في توظيف 10 آلاف حارس أمن وفق الجدول الزمني المحدد. ومع ضمان موافقة جهاز الاستخبارات الداخلي (إم إي 5) على ملفات جميع المتقدمين لتلك المناصب، مضيفة أن «الاستعانة بمستخدمي الجيش كان الحل الأمثل والأسرع لسد العجز في الأعداد المطلوبة من رجال الأمن».

وبينت ماي أن 11 ألف جندي سينتشرون حول 30 من المنشآت الرياضية و70 من المرافق غير الرياضية كالفنادق ومحطات القطارات ومواقف السيارات. وجاء قرار الاستعانة بالجنود لحماية الحدث الرياضي بعد أيام على إعلان وزير الدفاع فيليب هاموند قرار الحكومة بحل 17 وحدة عسكرية مكونة من أكثر من 20 ألف ضابط وجندي ضمن خطة الحكومة لتحديث الجيش خلال السنوات الثماني المقبلة.

إلى ذلك، تلقى سلاح الجو الملكي البريطاني تعليمات باستخدام القوة المميتة لإسقاط أي طائرة تهدد أولمبياد لندن اعتبارا من منتصف ليلة أمس.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن المشير ستيوارت آثا أكد أن إسقاط أي طائرة مشبوهة «سيكون الخيار الأخير في أسوأ سيناريو محتمل، وسيتخذ هذا القرار أعلى مستوى في الحكومة»، في إشارة إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.

وأضافت أن سلسلة من القيود على المجال الجوي حول لندن وجنوب شرقي إنجلترا تم فرضها اعتبارا من الساعة الواحدة من صباح أمس السبت بالتوقيت المحلي وعلى مدى شهر.

وتم نشر مروحيات (سي كينغ) في قاعدة نورثولت الواقعة غرب لندن، فيما سترسو حاملة المروحيات (أوشين) في مياه نهر التيمس بمنطقة غرينيتش شرق لندن خلال فترة الأولمبياد الذي ستنطلق منافساته بعد أسبوعين.

ونسبت «بي بي سي» إلى متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية قوله: «نخطط للتعامل مع تهديد إرهابي من درجة شديد خلال أولمبياد لندن، لكننا لا نقترح أن هناك أي تهديد أو خطر محدد ضد دورة الألعاب الأولمبية».

وستنطلق فعاليات أولمبياد لندن في السابع والعشرين من يوليو، وتستمر حتى الثاني عشر من أغسطس من العام الحالي، وسيليها الأولمبياد الخاص بذوي القدرات الخاصة من العشرين من أغسطس وحتى التاسع من سبتمبر 2012.

وتم نشر منظومة صواريخ أرض - جو في ستة مواقع داخل لندن وحولها ومقاتلات من طراز (تايفون) للمرة الأولى في العاصمة البريطانية منذ الحرب العالمية الثانية خلال دورة الألعاب الأولمبية لحمايتها من هجوم على غرار هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأميركية.