طهران تغير أسلوبها في التعامل مع الأزمة السورية وتقترح استضافة حوار بين الحكومة والمعارضة

غليون لـ«الشرق الأوسط»: إيران شريكة النظام في قتل السوريين ولم تخف دعمها للأسد

TT

أكدت المعارضة السورية رفضها الدخول في أي حوار مع النظام السوري بوساطة إيرانية، على خلفية إعلان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي عن استعداد بلاده لدعوة المعارضة السورية إلى طهران لإجراء حوار مع الحكومة السورية. وبينما لم يوضح ما إذا كانت الدعوة تشمل المعارضة المسلحة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كرر صالحي موقف بلاده بوجوب أن «يكون حل المسألة السورية سوريا».

نقلت وكالة الطلبة الإيرانية عن صالحي أمس أن إيران مستعدة لاستضافة محادثات بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة في محاولة لإنهاء الصراع الدائر في البلاد.

ويشير هذا البيان إلى تحول في أسلوب القيادة الإيرانية التي ظلت تدعم مساعي الرئيس السوري الأسد في قمع الانتفاضة المستمرة منذ 17 شهرا.

وقال صالحي أمس إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة للجلوس مع المعارضة السورية وتدعوها إلى إيران.. نحن مستعدون إلى تسهيل وتوفير الظروف اللازمة لإجراء محادثات بين المعارضة والحكومة (السورية)».

من ناحيتها، سارعت المعارضة السورية إلى رفض دعوة صالحي جملة وتفصيلا، وشدد رئيس المجلس الوطني السوري السابق رئيس المكتب السياسي فيه الدكتور برهان غليون لـ«الشرق الأوسط» على أننا «في المجلس الوطني نعتبر إيران شريكة في قتل السوريين»، متهما الإيرانيين بأنهم «لم يخفوا في أي مرحلة دعمهم للأسد وزودوه بكل ما يحتاجه من وسائل وتكنولوجيا ومعدات لدعمه في قمع الشعب السوري».

وتشكل دعوة صالحي الدعوة الأولى من نوعها من قبل إيران التي اكتفت سابقا بعرض استخدام نفوذها لدى النظام السوري في محاولة فتح حوار، من دون أن تقترح استقبال المعارضة السورية. ويصف القادة الإيرانيون أعضاء المعارضة السورية بـ«الإرهابيين».

وتؤيد روسيا والصين مشاركة إيران في حل الأزمة السورية، وهو ما أعلنه المبعوث الأممي إلى دمشق كوفي أنان بعد لقائه الأخير بالأسد في دمشق، لكن المعارضة السورية وبعض الدول الغربية والعربية ترفض قطعا أي مشاركة إيرانية وتتهم طهران بتقديم مساعدة عسكرية للقمع في سوريا.

وفي حين تنفي إيران «مثل هذه المساعدة وتتهم بدورها تلك الدول بتسليح المعارضة السورية من أجل إسقاط نظام دمشق وإضعاف الجبهة المضادة لإسرائيل التي تعتبر فيها سوريا عنصرا أساسيا»، أكد غليون أن «إيران لا تصلح لأن تكون شريكة في الحل في سوريا». وقال إن «الكلام الصادر عن أنان وإيران ينطلق من تصور غريب عن الوضع الراهن في سوريا وهو مغاير لرؤيتنا كمعارضة سورية، لأن المشكلة ليست في الحوار بين حكومة ومعارضة بل في النظام نفسه، نظام يقمع شعبه ويقتله».

وشدد غليون على أنه «لا يمكن لنا أن نقبل بأي وساطة حوار إيرانية أو سواها لأن النظام هو من يجب أن يزول وسيزول»، معتبرا أن «كل ما يتم التداول به إعلاميا عن دعوات ومبادرات ليس إلا محاولة لتغيير صورة الوضع القائم المتمثل بنظام يشن الحرب على شعبه ولا يمكن لأي وساطة جديدة أن تغير هذا الواقع».

ورأى أنه «لا بد أن يأخذ مجلس الأمن الدولي قرارا لحماية الشعب السوري أو أن يؤمن له الوسائل لحماية ذاته». وأوضح أننا «قطعنا الأمل والأوهام حول أي فعل دولي لوقف القتل، وقرر الشعب أخذ مصيره بيده والدفاع عن نفسه بما توفر لديه من أسلحة وإمكانات، وإن كان هناك من أمل لأن يتصدى المجتمع الدولي لردع القتل فسنرحب به، رغم أننا لا نرى أملا في الأفق مع الاستمرار بعد 17 شهرا في الحديث عن الحوار، والذي بات (مقرفا ومستفزا)».