بارزاني: نسعى لاقتداء العراق بالثورة الفرنسية.. وإذا فشلنا فسنسير بكردستان على طريقها

في مراسم احتفالية لقنصلية فرنسا في أربيل بذكرى 14 يوليو

مسعود بارزاني خلال الاحتفالية («الشرق الأوسط»)
TT

أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، أن «الثورة الفرنسية التي اندلعت في الرابع عشر من يوليو (تموز)، وهو اليوم الوطني للعراق أيضا، كانت مصدر إلهام لجميع الشعوب والأمم، ولا أدري كيف تصادف ذلك اليوم مع الثورة العراقية المندلعة عام 1958، ولكن ما يحز في أنفسنا هو مستوى التقدم الذي حققته الثورة الفرنسية، والإخفاق الذي أصاب العراق بعد ثورته، ولذلك نحن نسعى إلى جعل العراق يقتدي بالثورة الفرنسية ومبادئها الإنسانية، وإذا فشلنا في ذلك فسنسير بكردستان بهذا الاتجاه». جاء ذلك في كلمة ألقاها بارزاني في مراسم الاحتفال باليوم الوطني الفرنسي، التي نظمتها القنصلية الفرنسية بفندق «روتانا» بأربيل يوم أمس الأحد.

وتحدث القنصل الفرنسي الدكتور فريدريك تيسو الذي سيودع كردستان لانتهاء مهام عمله، معبرا عن اعتزازه بالشعب الكردي وتجربته الديمقراطية، وقال: «منذ خمس سنوات من عملي في إقليم كردستان لاحظت تقدما لافتا في مختلف المجالات، وإصرارا كبيرا من قيادة الإقليم على النهضة الاقتصادية والعمرانية، وهذا ما أثار ارتياحنا، خصوصا أنني كنت أحد الأصدقاء المقربين للشعب الكردي منذ أكثر من ثلاثين سنة، وكنت على دراية بوضعهم المأساوي تحت ظل النظام السابق، وخصوصا أثناء الهجرة المليونية للشعب الكردي في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) من عام 1991 عندما حاول النظام الديكتاتوري العراقي قمع الانتفاضة الشعبية في كردستان، وأنا سعيد اليوم بوجود رئيس منتخب من قبل الشعب وحكومة إقليمية تسعى لتحقيق التقدم في شتى مجالات الحياة، وخصوصا في مجال الاستثمار وتنمية العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم».

من جانبه ثمن بارزاني دور القنصل الفرنسي وما قدمه من أجل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين الإقليم وفرنسا، وأعلن أن أثمن شيء عند الشعب الكردي هو صفة البيشمركة، واعتزازا من قيادة الإقليم بدور الدكتور تيسو فقد قررنا اعتباره أحد أفراد بيشمركتنا، ونتمنى له دوام التوفيق والنجاح في مهامه القادمة أينما حل». وأشار بارزاني إلى أن «الشعب الكردي يعتز بالثورة الفرنسية التي شكلت مصدر إلهام لجميع الشعوب والأمم في العالم، وقد حققت فرنسا بعد تلك الثورة العظيمة تقدما في مختلف مجالات الحياة، ولا أدري سر المصادفة الغريبة بين الثورة الفرنسية والثورة العراقية التي أطاحت بنفس اليوم من عام 1958 بالحكم الملكي وإعلان الجمهورية، ولكن ما يحز في أنفسنا هو مستوى التقدم الذي حصل في فرنسا منذ نجاح تلك الثورة، والانحدار والتراجع الذي أصاب العراق منذ نجاح ثورته ضد الملكية، ونحن الآن في مرحلة نسعى من خلالها إلى إعادة بناء العراق الديمقراطي اهتداء بالثورة الفرنسية، وسنبذل كل جهودنا لوضع العراق على المسار الديمقراطي الصحيح والاقتداء بالثورة الفرنسية ومبادئها الإنسانية، فإذا فشلنا في ذلك فسنسير بكردستان في هذا الطريق خدمة لشعبنا، ونتعهد أمام شعبنا بأن نتمسك بالديمقراطية وأن نسير في نفس الطريق الذي سار فيه شعب وقيادة فرنسا».

وأضاف بارزاني أن «تاريخ علاقتنا مع الشعب الفرنسي وحكوماته علاقة صداقة قوية وراسخة، فعلى اختلاف توجهات القوى السياسية في فرنسا، ولكن الثابت في سياسة الجميع هو الصداقة مع الشعب الكردستاني ومد يد العون له». وذكر بارزاني بموقف الرئيس الفرنسي شارل ديغول عام 1967 الذي رد على رسالة وجهها إليه قائد الثورة التحررية الكردية آنذاك الزعيم الملا مصطفى البارزاني، حيث أكد الرئيس الفرنسي أنه أمر بإلغاء صفقة بيع طائرات فرنسية إلى الحكومة العراقية في ذلك الوقت بسبب القتال الذي كانت القوات العراقية تشنه ضد الثوار الكرد بجبال كردستان، إلى جانب مواقف الراحلة السيدة دانيال ميتران والرئيسين فرنسوا ميتران ونيكولا ساركوزي والدكتور برنارد كوشنير وجهود الدكتور فريدريك تيسو القنصل العام الفرنسي الذي تعود علاقته مع الشعب الكردي إلى أكثر من ثلاثين عاما، لذلك نعتبره أحد أفراد بيشمركتنا، وهو أسمى ما يمكننا أن نسميه اعتزازا منا بدوره وصداقته».