الناطق باسم البعث: الدوري ببغداد ولن نقيم احتفالات بذكرى 17 يوليو

بغداد تستقبل ذكرى انقلاب البعثيين غدا باستنفار أمني

عنصر أمن عراقي يشهر سلاحه في نقطة تفتيش وسط بغداد تنفيذا للاستنفار الأمني أمس.. ويلاحظ شدة زحام السيارات بسبب التفتيش (أ.ب)
TT

أضاع العراقيون الموعد المحدد لعيدهم الوطني، فبينما لا يزال قسم كبير منهم يتمسك بـ14 يوليو (تموز) عيدا وطنيا، فإن هناك من يعتبر تاريخ سقوط النظام السابق هو العيد الوطني للعراق، في حين يرى قسم آخر أن موعد خروج القوات الأميركية من البلد هو العيد الوطني الحقيقي للعراق، مع أن هناك غالبية معتدلة تطالب بأن يكون يوم الإعلان عن قيام الدولة العراقية الحديثة وتنصيب الملك فيصل الأول عاهلا عام 1921 عيدا وطنيا للبلد.

وكان ذكرى انقلاب 14 يوليو 1958 الذي أطاح فيه العسكر بالعهد الملكي هو العيد الوطني الرسمي للعراق حتى بعد مرور عقد كامل عندما أطاح البعثيون بالرئيس عبد الرحمن عارف في انقلاب 17 يوليو 1968، وقللوا من شأن العيد الوطني مقابل تفخيم ذكرى انقلابهم الذي صار فيما بعد عيدا وطنيا، وبعد 10 أعوام أخرى وفي عام 1979 أطاح صدام حسين برئيسه ورفيقه أحمد حسن البكر لينصب نفسه حاكما مطلقا للعراق ولحزب البعث وللجيش.

واليوم تستنفر الحكومة العراقية أجهزتها الأمنية خشية قيام حزب البعث بتفجيرات في الذكرى الـ44 لانقلابهم التي تصادف غدا، ورافقت هذه التعزيزات الأمنية أخبار عن وجود عزة الدوري، نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين في الحزب والدولة، الذي يقود حزب البعث حاليا، في بغداد لإدارة التفجيرات.

ممثل حزب البعث والناطق الرسمي باسمه، خضير المرشدي، نفى وسخر من ادعاءات الأجهزة الأمنية العراقية التي تتعلق بقيام «حزبنا بتفجيرات في بغداد أو في أي منطقة أخرى من العراق قد تستهدف أبناء شعبنا، ونحن نعتبر هذه الأنباء خطة مسبقة لأن تقوم الأجهزة الأمنية ذاتها بتفجيرات وإسنادها للآخرين، ونحن نستنكر وندين بشدة هذه الأعمال الإجرامية»، على حد قوله، مشيرا إلى أن «ادعاءات الحكومة العراقية هذه ليست بجديدة؛ إذ إنهم دائما يسندون التفجيرات والأعمال الإرهابية إلى حزب البعث والتكفيريين، بينما أثبتت الحقائق التي تكشف عنها الأحزاب والأجهزة الأمنية أنهم ضالعون في هذه التفجيرات، فالمالكي يفجر من جهة وغيره من جهة أخرى، أما حزبنا فقد اتخذ قرارا منذ 2003 بعدم توجيه السلاح لأي عراقي مهما كان ومهما اختلفنا معه وسلاحنا موجه ضد الاحتلال فقط».

ولم ينف المرشدي وجود عزة الدوري ببغداد، وقال لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من دمشق أمس: «نعم الرفيق عزة الدوري موجود ببغداد ويتنقل داخل العراق من مدينة لأخرى، فمؤخرا كان في مدينتي الديوانية والناصرية، واجتمع هناك بكوادر الحزب، وقد صدر بيان بهذا الصدد»، موضحا أن الدوري «يقود تنظيمات الحزب في الداخل والخارج، وهو لم يترك العراق ويزور بغداد».

ونوه الناطق الرسمي باسم حزب البعث العراقي بأن «حزبنا لن يقيم احتفالات بمناسبة ذكرى ثورة 17 يوليو، والأمر اقتصر على إصدار بيان وتبادل التهاني، فهذه الثورة، على الرغم من وجود سلبيات فيها فإنها قدمت الكثير للعراقيين وللعرب»، مقرا بأن «النظام السابق لم يكن ديمقراطيا ولم يقل بأنه كان ديمقراطيا، لكننا نريد الآن تحقيق حكم ديمقراطي يقضي على الفساد في العراق، فحزبنا تطور وفق ما يحدث عالميا، خاصة في معايير حقوق الإنسان وحرية التعبير عن الرأي، والبعث اليوم هو غيره قبل 2003». وعن مصير القيادات البعثية العراقية في سوريا فيما إذا تغير نظام الرئيس بشار الأسد، قال المرشدي: «لقد لقينا من إخوتنا السوريين معاملة كريمة وطيبة إنسانيا، ومصيرنا سيكون مثل مصير الشعب السوري الشقيق».

وكان الدوري يعد الشخصية الثانية في ظل وجود صدام حسين، ولم يعرف عنه أنه كان شخصية مؤثرة في إدارة الدولة والحزب، وارتبط بعلاقات متينة مع العشائر العربية داخل العراق وخارجه، وقد قفز إلى المركز الأول في حزب البعث بعد إلقاء القبض على الرئيس العراقي السابق، حيث لم تتمكن القوات الأميركية أو الأجهزة الأمنية العراقية من القبض عليه. وكانت أنباء قد تحدثت عن وفاته منذ سنوات، إلا أنه فاجأ الجميع قبل شهرين بظهوره على شاشات التلفزيون في خطاب متلفز تحدث فيه عن أحداث آنية، مما أكد وجوده على قيد الحياة.

وأكد المتحدث الرسمي باسم البعث أن الدوري «يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني أمراضا حقيقية».