مسؤول ليبي يكشف عن هوية قاتل شرطية بريطانية

المشتبه به كان الزعيم الرئيسي للطلبة وبعد عودته أصبح شخصية بارزة في لجان القذافي الثورية

TT

أكد مستشار رئيس الحكومة الليبية الانتقالية عاشور الشامس أن قاتل الشرطية البريطانية إيفون فليتشر خارج السفارة الليبية في لندن عام 1984 كان طالبا ليبيا. وذكر الشامس مستشار عبد الرحيم الكيب رئيس الحكومة الليبية الانتقالية، وهو معارض سابق كان يقيم في لندن منذ السبعينات، لصحيفة «صنداي تلغراف» في عددها الصادر أمس، أن الحكومة الليبية الانتقالية لديها معلومات مؤكدة عن هوية القاتل تم جمعها من مسؤولين في النظام السابق ممن يوجدون في السجون والذين انشقوا خلال الثورة على القذافي.

وأوضح الشامس أحد مؤسسي قيادات جبهة إنقاذ ليبيا أن المتهم كان مسؤولا عن الطلبة الليبيين في بريطانيا وقت تنظيم المعارضة الليبية للمظاهرة ضد القذافي خارج سفارته في لندن عام 1984، مضيفا أن المتهم قام بفتح النار من رشاش آلي من إحدى نوافذ الطابق الأول للسفارة فأصاب الشرطية إصابات قاتلة وجرح 10 متظاهرين ليبيين كان الشامس نفسه من بينهم.

وأضاف الشامس أن القاتل فر بعد العملية مباشرة من الباب الخلفي للسفارة لأنه لم يكن يتمتع بأي حصانة دبلوماسية وكان يمكن للشرطة البريطانية اعتقاله لو أسرعت إلى مكان الحادثة أو قامت بمنعه من مغادرة البلاد. وقالت مصادر مقربة من الشامس الذي تعذر الاتصال به أمس لـ«الشرق الأوسط» إنه تقدم شخصيا قبل سنوات باسم القاتل إلى «اسكوتلنديارد». وأشار الشامس إلى أن القاتل عاد إلى ليبيا ليشغل عدة مناصب رفيعة داخل أركان نظام القذافي، مشددا على أن الوقت قد حان لطي هذه الصفحة من تاريخ القذافي وتحقيق العدالة للضحية وعائلتها بعد 28 عاما من الانتظار. ولفت الشامس إلى أن محققين من الشرطة البريطانية زاروا ليبيا منتصف الشهر الماضي، من أجل بحث كيفية حل القضية غير أنه لم تتسرب أي معطيات عن طبيعة تلك اللقاءات الأمنية وما ترتب عليها.

وقال المستشار عاشور الشامس إن «مصادر عدة من النظام السابق أكدت اسم المشتبه به، وإن الحكومة الانتقالية تواصلت مع عدد من سجناء النظام والمنشقين الذين لديهم معرفة بالحادث. وبخلاف الأسماء السابقة المشتبه بها، فإن المتهم حي ويمكن إلقاء القبض عليه أو استجوابه. وهو يعيش حاليا في مدينة بشمال أفريقيا كان قد انتقل إليها بعد سقوط نظام القذافي».

وكان الشامس، وهو شخصية معارضة بارزة استقرت في لندن أثناء حكم القذافي، موجودا في المظاهرة المناهضة للقذافي التي قتلت خلالها الشرطية فليتشر وأصيب فيها هو وعشرة معارضين بعدما أمطروا بنيران أسلحة آلية من نافذة في الطابق الأول من المبنى الواقع في ميدان سانت جيمس.

وقال الشامس إنه خلال دقائق من إطلاق النار غادر المتهم السفارة من باب خلفي قبل أن تحاط بشرطة العاصمة، وبصفته عضوا في «اللجان الثورية» للطلبة الموالين للقذافي التي استولت على السفارة لم يكن لخليفة وضع دبلوماسي، وكان من الممكن اعتقاله قبل مغادرة البلد.