فريق أوباما يجدد هجومه على رومني بدعاية تلفزيونية تسخر منه

بعد 12 ساعة من طلب المرشح الجمهوري الاعتذار عما وصفه بالهجمات «الكاذبة»

الرئيس الأميركي باراك أوباما محاطا بمؤيديه أثناء حملته الانتخابية في غلين ألين، بولاية فرجينيا، قرب ريتشموند (أ.ف.ب)
TT

بعد 12 ساعة من مطالبة ميت رومني للرئيس الأميركي باراك أوباما بالاعتذار عما وصفه بالهجمات «الكاذبة والمضللة والمغرضة»، جاءت هذه الدعاية التي تتهم المرشح الجمهوري بأنه «المشكلة وليس الحل»، لتظهر أن مطالباته هذه لم تلقَ أي استجابة.

وفي هذا الفيديو الذي وضع على موقع «يوتيوب» ليذاع في مجموعة من الولايات الحاسمة على الخريطة الانتخابية الأميركية، كرر فريق أوباما اتهاماته لشركة «باين كابيتال» التي أسسها رومني عام 1984 والتي حقق منها ثروته، كما استهدف مباشرة المرشح وأمواله الشخصية.

ويقول هذا الفيديو ومدته 30 ثانية: «مؤسسات ميت رومني انتقلت إلى المكسيك»، و«كحاكم (لماساتشوستس) استخدم رومني عمالا من الباطن في الهند»، و«كان لديه الملايين في حساب في سويسرا وجنات ضريبية في جزر برمودا وجزر كايمان».

لكن أهم ما يميز هذا الفيديو الشريط الصوتي المصاحب الذي يسمع فيه رومني وهو ينشد بصوت شديد النشاز النشيد الوطني «أميركا ذي بيوتيفول» (أميركا الجميلة) الذي أنشده خلال لقاء انتخابي في فلوريدا (جنوب شرق) في يناير (كانون الثاني) الماضي في خضم الانتخابات التمهيدية لحزبه.

و اوضحت آخر الاستفتاءات تفوق اوباما على رومني انخفض الى نقطة واحدة، او الى صفر ، اوضح آخر استفتاء اجرته صحيفتا «تامبا باي» و «ميامي هيرالد» في فلوريدا ان ان الفرق بين الاثنين لم يعد موجودا في الولاية، والتي تعتبر ولاية غير مضمونة لاي من الحزبين. وايدت نسبة 46 في المائة اوباما، بينما قالت نسبة 45 في المائة انها تدعم رومني. وصوت اثنان في المائة مع المرشح الليبرالي غاري جونسون. وقالت نسبة سبعة في المائة انها ليست متأكدة.

وحسب الاستفتاء، يتوقع ان إضافة السناتور الجمهوري ماركو روبيو نائبا للمرشح رومني سيساعد رومني، ولو بصورة هامشية. لكنها ستجعل رومني يتفوق بنقطة واحدة على اوباما: 46 في المائة مقابل 45 في المائة.

من جانبه يختتم أوباما السبت زيارة لمدة يومين لولاية فرجينيا الرئيسية (شرق) بلقاءات انتخابية في الضواحي الراقية لمدينة ريتشموند والعاصمة الفيدرالية واشنطن.

وأمام أنصاره الذين جاءوا للاستماع إليه الجمعة من كل مناطق البلاد تحفظ أوباما عن الهجوم على رومني بنفس شراسة الدعاية التلفزيونية. واليوم ذكر في غلين الين القريبة من ريتشموند أمام 900 شخص قدموا لرؤيته تحت الأمطار الغزيرة بفكرته في اقتصاد تقوده الطبقة المتوسطة.

وقال: «لدى رومني فكرة مختلفة. لقد استثمر في مؤسسات وصفت بأنها رائدة في نقل النشاط إلى خارج البلاد»، مضيفا: «أما أنا فأريد عودة المؤسسات».

وينوي أوباما من جهته القيام بحملة بين الاثنين والجمعة القادمين في أوهايو (شمال) وتكساس (جنوب) وفلوريدا (جنوب شرق).

ومنذ الخميس تشهد حملة انتخابات الرئاسة الأميركية المقرر أن تجرى في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل حالة تجاذب بسبب تداعيات تحقيق لصحيفة «بوسطن غلوب»، يقول إن رومني كذب بشأن تاريخ تخليه عن «باين كابيتال». ويؤكد رومني أنه ترك الشركة عام 1999، وهو التاريخ الذي تولى فيه الإشراف على تنظيم دورة الألعاب الأولمبية في سولت ليك سيتي. إلا أن مستندات فدرالية رسمية نشرتها الصحيفة الصادرة في ماساتشوستس تكشف انه استمر لثلاث سنوات إضافية في هذه الشركة التي كان يملكها بنسبة 100% حتى عام 2002 قبل توليه مباشرة منصب حاكم هذه الولاية.

وتعتبر هذه الفترة من 1999 إلى 2002 فترة حرجة لانها شهدت عمليات إلغاء وظائف مكثفة نتيجة إعادة شراء شركات مفلسة من قبل باين كابيتال. ونجاح الديمقراطيين في اثبات تورط رومني في عمليات الصرف هذه سيفقد هذا الأخير واحدا من اهم شعارات حملته وهو ان نجاحه في مجال الأعمال يؤهله ليكون رئيسا جيدا على مستوى توفير الوظائف للأميركيين.

ومساء الجمعة كرر رومني موقفه السابق وقال «لم يكن لي اي دور على الإطلاق في إدارة باين كابيتال بعد (شباط) / فبراير 1999» مؤكدا لشبكة سي.ان.ان ان «هناك فرقا بين ان تكون مساهما وبين ان تدير» شركة.

كما حذر رومني فريق أوباما من الاستمرار في نشر معلومات «كاذبة ومضللة ومغرضة» في هذا الصدد بل وأكد في حديث اخر لشبكة سي.بي.اس الجمعة ان الرئيس له «مصلحة كبرى في ابداء اسفه للهجمات الاتية من فريقه».

الى ذلك، يحاول رومني الابقاء على الغموض حول اختياره مرشحا لمنصب نائب الرئيس، وسط ازدياد حدة النبرة بين المعسكرين قبل أربعة أشهر من الانتخابات.