ليبيا: حرب استقطاب محمومة بين الأحزاب لاستمالة المستقلين قبل إعلان النتائج النهائية للانتخابات

ولي العهد القطري يزور طرابلس قريبا للقاء الانتقالي وحكومته وصوان وجبريل

TT

بينما اندلعت حرب استقطاب بين مختلف الأحزاب والتكتلات السياسية في ليبيا لاستمالة المرشحين المستقلين الـ120 الذين فازوا بمقاعدهم في انتخابات المؤتمر الوطني العام (البرلمان) التي أجريت الأسبوع الماضي، يستعد ولي العهد القطري لزيارة العاصمة الليبية طرابلس في ثاني زيارة يقوم بها مسؤول أجنبي بعد زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي، ويليام بيرنز، إلى ليبيا.

وتحدث مرشحون مستقلون في عدة دوائر انتخابية عن اتصالات جرت بهم من قبل ممثلين عن حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، من أجل إقناعهم بالانضمام إلى الحزب الذي يحتل المرتبة الثانية من حيث عدد المقاعد التي حصل عليها والمخصصة للأحزاب.

وحصد تحالف القوى الوطنية الذي يتزعمه الدكتور محمود جبريل، رئيس أول حكومة انتقالية للثوار خلال الانتفاضة الشعبية التي أطاحت العام الماضي بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، أكثر من نصف المقاعد الثمانين المخصصة للأحزاب، بينما حصل مرشحوه المستقلون أو المحسوبون عليه على نسبة مماثلة تقريبا في أول انتخابات تشهدها البلاد منذ نحو ستة عقود.

وطبقا لمعلومات «الشرق الأوسط» فقد بدأت أحزاب إسلامية اتصالات غير معلنة ببعض النواب الفائزين في هذه الانتخابات للانضمام إليها قبل الإعلان عن تشكيل تحالف يضم حزب الإخوان المسلمين ومختلف الجماعات والأحزاب السياسية ذات المرجعية الإسلامية، في مواجهة تحالف جبريل الذي يضم نحو ستين حزبا وعددا من منظمات المجتمع المدني.

وتحدث أكثر من مرشح مستقل لـ«الشرق الأوسط» عن تلقيه عروضا من جهات رفض تسميتها لمنحه منصبا وزاريا أو حكوميا بالإضافة إلى تسهيلات أخرى إذا ما وافق على الانضمام والقبول بهذا العرض.

وبرر أحد قيادات التكتلات الإسلامية في ليبيا، الذي رفض تعريفه، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، هذه الاتصالات بمحاولة تحجيم الفوز الساحق الذي حققه تحالف جبريل في نتائج هذه الانتخابات التي من المفترض أن يتم الإعلان عن نتائجها النهائية بشكل رسمي خلال الأسبوع الجاري.

وكانت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات قد أعلنت أن الفرق واللجان الفنية التابعة لها تعمل على استكمال النتائج المرحلية وصولا إلى النتائج الأولية، لافتة إلى أن العمل جار حاليا لمعالجة بعض المشاكل والأخطاء الفنية الواردة باستمارات التسوية المحالة من الدوائر الثلاث عشرة. وأشارت إلى أنه فور الانتهاء من كل المعالجات سيتم الإعلان عن النتائج الأولية ولتبدأ بعدها مباشرة فترة الطعون أمام المحاكم المختصة التي حددت بأربعة عشر يوما تمهيدا لإعلان النتائج النهائية.

إلى ذلك، قالت مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط» إن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ولي العهد القطري، سيصل إلى العاصمة طرابلس خلال اليومين المقبلين في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول قطري رفيع المستوى بهذا الحجم. وأوضحت المصادر أن الشيخ تميم سيرافقه وفد كبير يضم حمد بن جاسم، وزير الخارجية، لإجراء محادثات مع رئيس المجلس الانتقالي، المستشار مصطفى عبد الجليل، ورئيس حكومته المؤقتة، الدكتور عبد الرحيم الكيب. ومن المتوقع، وفقا لما أعلنته مصادر ليبية رسمية لـ«الشرق الأوسط»، أن يلتقي المسؤول القطري عددا من قيادات الأحزاب والتكتلات السياسية، من بينها محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء التابع لجماعة الإخوان، بالإضافة إلى الدكتور محمود جبريل رئيس تحالف القوى الوطنية.