ناشط فلسطيني لـ«الشرق الأوسط»: شركاء مع السوريين في الثورة ضد نظام الأسد

نقمة وغضب في مخيم اليرموك بعد مقتل 10 فلسطينيين برصاص الأمن السوري

TT

شارك الآلاف في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، الذي يقع على بعد 8 كلم من وسط العاصمة السورية دمشق، في تشييع عشرة شبان فلسطينيين، قتلوا يوم الجمعة برصاص قوات الأمن السورية على مظاهرات معارضة خرجت في أحياء لوبية وصفد وراما، احتجاجا على قتل طفل فلسطيني في شارع فلسطين على يد عناصر موالية للنظام.

ويقول أحد الناشطين الفلسطينيين المناهضين لنظام الأسد لـ«الشرق الأوسط» إن «اشتباكات عنيفة دارت بين عناصر المعارضة وبين عناصر الأمن السوري بعدما عمدت الأخيرة لإطلاق النار على المتظاهرين وأردت عشرة أشخاص منهم»، لافتا إلى أن «أهالي الأحياء المجاورة للمخيم كالتضامن والحجر الأسود ويلدا والميدان والقدم وقفوا إلى جانب الفلسطينيين وشاركوا معهم في التصدي لقوات الأمن».

ويتوقع الناشط المعارض أن تشكل هذه الحادثة «مقدمة لتحول كبير في موقف الفلسطينيين من الثورة السورية، إذ باتوا شركاء لإخوتهم السوريين في الثورة ضد نظام يقمع ويقتل الشعبين».

وكان المخيم، المشيد عام 1957 على مساحة تقدر بـ2.110.000 متر مربع، قد اشتعلت المظاهرات فيه في أوائل يوليو (تموز) الماضي، حين حاول مئات اللاجئين الغاضبين اقتحام مقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة المقربة من النظام السوري. واتهموا الجماعة بالتضحية بأرواح الفلسطينيين من خلال تشجيع المحتجين على التظاهر في مرتفعات الجولان حيث قتل 24 شابا منهم برصاص القوات الإسرائيلية خلال إحياء الذكرى الـ44 لنكسة يونيو (حزيران) 1967.

وبحسب لجان التنسيق المحلية في سوريا، فإن عدد الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا برصاص الأمن السوري خلال الثورة المندلعة ضد نظام الأسد وصل إلى 40 في جميع أنحاء سوريا، ومعظمهم يسكن في مخيمات درعا وحمص واللاذقية.

وقدم اللاجئون الفلسطينيون الدعم الإغاثي لأبناء مدينة درعا أثناء الحصار الذي فرضته قوات النظام السوري على المدينة. ويظهر شريط فيديو على «يوتيوب» جثثا مشوهة لفلسطينيين يتحدرون من مخيم «الطوارئ» كانوا يحاولون نقل الطعام والدواء لأهالي مدينة درعا فاعترضتهم مجموعة من عناصر الأمن السوري وقامت بقتلهم، كما قال ناشطون من المعارضة السورية.

وفي حين تلتزم معظم الفصائل الفلسطينية موقف الحياد في ما يخص الانتفاضة السورية باستثناء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - جناح أحمد جبريل والتي تعلن تأييدها الواضح لنظام الحكم في سوريا، فإن الناشط الفلسطيني المنخرط في الثورة يؤكد أن «الفلسطينيين لن يسمحوا بعد الآن لنظام الأسد بأن يقتل الأطفال ويغتصب النساء باسمهم وتحت عناوين قضيتهم». ويضيف: «هذا النظام قتلنا في تل الزعتر وتاجر بدمائنا والآن يقتل الشعب السوري تحت اسم فلسطين والدفاع عن العروبة»، موضحا أننا «سنقطع الطريق عليه وننخرط مع إخوتنا السوريين في الثورة المندلعة ضده».

يذكر أن مخيم اليرموك هو مسكن لأكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا، وقد عمل اللاجئون على تحسين مساكنهم وإضافة المزيد من الغرف عليها. ويعاني المخيم من اكتظاظ سكاني، وهناك 3 طرق رئيسية فيه تنتشر على أطرافها المحلات التجارية وتزدحم شوارعها بسيارات التاكسي والباصات الصغيرة التي تجوب أرجاء المخيم.

والعديد من اللاجئين في مخيم اليرموك هم من الأشخاص المؤهلين ويتمتعون بكفاءات أكاديمية ومهنية ويعملون كأطباء ومهندسين وموظفين في جهاز الخدمة المدنية. ووفق منظمة الأونروا فإن الظروف المعيشية في المخيم هي أفضل بكثير من الظروف التي يعيش فيها اللاجئون الفلسطينيون الآخرون في المخيمات في سوريا.