جوبيه ينتقد «الموقف الإجرامي» لروسيا والمعارضة السورية تصف لافروف بـ«الوزير الفاشل»

رئيس الوزراء الأردني: الحوار لم يعد الحل للأزمة في سوريا.. وعلى مجلس الأمن التدخل

TT

بينما أثار تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي أدلى به أمس، وأعلن فيه أن الرئيس السوري بشار الأسد «لن يرحل ولن يتخلى عن منصبه لأنه يحظى بدعم كبير من الشعب السوري»، سخط المعارضة السورية التي وصفت لافروف بأنه «وزير فاشل ولا يجيد قراءة التطورات التي تحصل في سوريا»، أدان وزير الخارجية الفرنسي السابق آلان جوبيه «الموقف الإجرامي» لروسيا التي ما زالت تدعم نظام الأسد، في وقت أعلن فيه رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة في براغ أن الحوار لم يعد الحل للأزمة في سوريا وعلى مجلس الأمن الدولي التدخل.

واعتبر عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري أحمد رمضان، أن «السياسة الروسية في سوريا هي سياسة فاشلة، يقودها وزير فاشل لا يجيد قراءة الواقع، ولم يتعلّم مما حصل في الدول دول عربية مثل تونس ومصر وليبيا واليمن والآن سوريا».

وأكد رمضان في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما يجري على أرض الواقع في سوريا هو خلاف ما يقوله لافروف، فالمواجهات تجري الآن في قلب دمشق وعلى مقربة من مقر بشار الأسد، وكرة اللهب تدنو منه، كما أن الانشقاقات بدأت تصيب الدائرة الأولى في النظام». وقال «خلال الأسبوع الماضي انشق 94 ضابطا.. اثنان منهم برتبة لواء واثنان آخران برتبة عميد، والباقون عقداء، وهذا دليل على أن درجة انهيار النظام السوري تتسارع، وكلام لافروف عن بقاء الأسد لا يخدم روسيا ومصالحها في المنطقة». أضاف «إذا أراد لافروف أن يطبق خطة أنان عليه أن يسأل حلفاءه في النظام السوري لماذا قوّضوا الخطة ببنودها الستة؟، ولماذا لم يوقفوا القتل ولم يسحبوا الجيش من المناطق السكنية؟، ولماذا لجأوا إلى استعمال المدفعية والطيران الحربي في قصف المدنيين؟». وشدد رمضان على أن «مطالب وزير خارجية روسيا بعيدة عن المنطق وليس فيها ما يغيّر شيئا من الواقع على الأرض».

أما المعارض السوري هيثم المالح فأوضح أن «موقف لافروف ليس مفاجئا، لأن الروس هم ورثة الستالينية، خصوصا بعدما تحوّلت روسيا من دولة شوفينية إلى دولة مافيوية». واعتبر المالح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «من يحكم روسيا هي عصابة مافيوية أمثال لافروف وغيره، وموقف حكامها يتصف بالغباء وعدم الخبرة في السياسة الخارجية منذ زمن بعيد، بدليل أن الروس وقفوا إلى جانب الصرب في الحرب التي شنّت على المسلمين في البوسنة والهرسك، ومع (الزعيم الليبي الراحل معمّر) القذافي ضدّ الشعب الليبي والآن يقف مع بشار الأسد في حربه على الشعب السوري». وقال «هذه سياسة خرقاء وجاهلة لما يحصل في المنطقة، وهؤلاء (الروس) سيخرجون من سوريا ومن المنطقة بسبب هذه السياسة الخرقاء، لأنهم يقومون بنفس الأدوار السابقة ويطبقون نفس الرؤية، من أجل مبارزة الولايات المتحدة الأميركية وإن على دماء الشعب السوري». وردا على سؤال عمّا إذا كان لا يتوافق مع ما قاله لافروف بأن الأسد يحظى بتأييد كبير من الشعب السوري، أجاب المالح «بشار الأسد يحظى بتأييد الفاسدين في السلطة والشبيحة فقط، حتى إن الطائفة العلوية ليست كلّها معه، ويجب أن يعلم الروس أن بشار الأسد لم يعد له نصيب في السلطة».

وبدوره، انتقد جوبيه «الموقف الإجرامي» لروسيا التي ما زالت تدعم الأسد، وصرح لإذاعة «فرانس إنتر» أن «روسيا متعنتة وترفض أي تدخل للأمم المتحدة في سوريا. يجب التنديد بهذا الموقف الإجرامي.. أعتقد أن هذه الكلمة ليست قوية كفاية»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال رئيس بلدية بوردو «يجب وقف مهمة كوفي أنان الفاشلة والضغط في مجلس الأمن الدولي لتبني قرار تحت الفصل السابع يسمح باستخدام القوة لإخضاع هذا النظام المجرم».

وتابع «الحظر على الأسلحة غير متوازن بما أننا نعلم أن النظام السوري يتلقى أسلحة على الأرجح من روسيا في حين أن الجيش السوري الحر لا يحصل على أسلحة. يجب تصحيح هذا الخلل. يجب أن تطرح في الأمم المتحدة بوضوح مسألة الحظر على الأسلحة».

وقال جوبيه «لن يبقى بشار الأسد في السلطة. أصبح هذا الأمر مستحيلا. إنه مجرم وسيلاحق وهذا ما أتمناه أمام محكمة الجزاء الدولية. نقوم بجمع عناصر لهذه الغاية».

وبدوره، قال رئيس الوزراء الأردني أمس بعد لقاء مع نظيره التشيكي بيتر نيكاس «من المستحيل اليوم تسوية الأزمة في سوريا عبر الحوار»، وأضاف «لكن لا نزال نتحدث عن حل سياسي - علينا أولا وقف إراقة الدماء ثم إيجاد تسوية بين المعارضة والنظام السوري» معربا عن الأمل في تدخل مجلس الأمن الدولي الذي تعرقل روسيا والصين جهوده.

وقال الطراونة وهو أيضا وزير الدفاع «علينا ممارسة ضغوط كبيرة على الحكومة السورية».

ويستقبل الأردن حتى الآن على أراضيه 135 ألف لاجئ من سوريا حيث قتل أكثر من 17 ألف شخص معظمهم من المدنيين بينهم نساء وأطفال في قمع حركة الاحتجاج ضد نظام بشار الأسد التي انطلقت في مارس (آذار) 2010 بحسب منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان.

كما أوضح رئيس الوزراء الأردني أن الوضع الإنساني صعب في بلاده خصوصا مع قطع كبير للمياه. وقال «لكننا نقوم بواجباتنا الإنسانية حيال إخواننا».

أما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ فقد دعا خلال وجوده في العاصمة الليبية طرابلس أمس إلى ضرورة اللجوء للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي وأنه يجب أن يفوض القرار بتنفيذ خطة السلام التي وضعها أنان.