«إخوان سوريا» يعقدون مؤتمرهم العام الأول في اسطنبول ويبحثون سبل دعم الثورة وتوضيح صورتهم

الدروبي لـ «الشرق الأوسط»: نعمل تحت ضوء الشمس بعدما عملنا لسنوات وراء الكواليس

TT

بدأت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا أمس مؤتمرا عاما في مدينة اسطنبول التركية، هو الأول منذ أكثر من 30 عاما، بمشاركة قرابة 150 شخصية من قيادات سابقة وحالية وممثلين عن مراكز الإخوان في مختلف أصقاع الأرض لبحث «قضايا استراتيجية» تتعلق بسوريا عموما و«التحديات» التي تواجه الجماعة خصوصا.

وذكرت الجماعة، وهي الهيئة الأكثر تمثيلا في المعارضة السورية وفي المجلس الوطني السوري، في بيان صحافي، أن انعقاد المؤتمر الذي يختتم اليوم جاء «انطلاقا من شعار (الإخوان المسلمون، مسيرة مستمرة) ودعما لثورة شعبنا المباركة»، ويأتي «تطبيقا عمليا لمنهج الجماعة في الدعوة والحركة، وتطلعا إلى نهضة شاملة في وطننا سوريا بعد سقوط النظام الأسدي الظالم وتأكيدا على المشاركة الفاعلة التي تنشدها الجماعة في دعمها لثورة الحرية والكرامة».

وقال الناطق الرسمي باسم إخوان سوريا وعضو المجلس الوطني السوري ملهم الدروبي لـ«الشرق الأوسط» إن المؤتمر «يعقد للمرة الأولى في تاريخ الجماعة على أرض واحدة»، ملخصا أولوياته بـ«دعم الثورة السورية وبحث تحديات مرحلة ما بعد سقوط الأسد وكيفية العمل لإزالة سوء الفهم القائم دوليا حول فكر الجماعة ومشروعها، عدا عن التأكيد على أهمية دور الشباب ومشاركة المرأة في سوريا عموما والجماعة خصوصا».

وشدد على أن رمزية المؤتمر تتلخص بـ«الانفتاح على العالم والآخر والعمل تحت ضوء الشمس بعدما عملنا لسنوات وراء الكواليس، كما أن رمزيته في التواصل بين الأجيال داخل الجماعة والتأكيد على أن مسيرة هذه الجماعة النهضوية المعتدلة مستمرة، وهي تريد الخير لسوريا ولمواطنيها الذين يجب أن يتساووا في الحقوق والواجبات من دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو الانتماء».

وخلال الجلسة الافتتاحية، أكد المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشقفة أن «الجماعة لا تزال متجذرة في سوريا»، ودعا «الأسرة الدولية إلى الاستجابة لصوت الشعب السوري».

ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء قوله: «أبقينا على وجودنا في سوريا في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية رغم سنوات طويلة من الضغوط التي مارسها النظام»، مشددا على «أننا لن نقبل بأي خطة في سوريا لا تشمل الشعب».

وفي سياق متصل، قال الدروبي لـ«الشرق الأوسط» إن «الجماعة تتواصل في الفترة الأخيرة مع المجتمع الدولي وخصوصا العواصم الكبرى من أجل توضيح رؤيتها لسوريا المستقبل والدولة المدنية الديمقراطية الحرة التي نود بناءها، عدا عن نظرتنا للمرحلة الانتقالية سواء لناحية تطبيق العدالة الانتقالية وتشكيل الدستور وإجراء الانتخابات وضمان عدم حصول فوضى أمنية»، مؤكدا «إننا نلقى ارتياحا وتجاوبا إيجابيا». وتابع: «أقول إن التخوف بدأ يهتز ولم يزل تماما ولا يزال أمامنا عمل كبير للقيام به لإثبات أننا جماعة معتدلة ووسطية».

من ناحيته، قال ممثل الإخوان المسلمين في المجلس الوطني السوري «إنه أول لقاء للجماعة بعد أكثر من ثلاثين سنة وفرار العديد من عناصرها خارج سوريا بعد تمرد تم قمعه بشكل عنيف عام 1982»، لافتا إلى أن «هناك مسألتين رئيسيتين (على جدول الأعمال): مسألة داخلية تعني مجموعتنا وهي كيفية تنشيط الشبان والنساء في تنظيمنا والأخرى كيفية جمع المزيد من الدعم للثورة».

تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر يأتي ضمن مجموعة لقاءات واجتماعات تعقدها الجماعة، وقد شارك في جلسة الافتتاح، بحسب وكالة الأناضول، رئيس المجلس الوطني السوري الدكتور عبد الباسط سيدا. كما شارك مراقبون عامون سابقون لجماعة الإخوان المسلمين منهم عصام العطار وصدر الدين البيانوني.