على وقع المجازر: أسماء الأسد اشترت أثاثا لقصر الرئاسة بنصف مليون دولار «أونلاين»

«ويكيليكس»: السورية الأولى اشترت 130 قطعة أثاث على الطرازين العثماني والمملوكي

أسماء الأسد وبرقيات «ويكيليكس» عن مشتريات أسماء الأسد وأثاث على الطراز العثماني لقصر اللاذقية الصيفي
TT

مشتريات عائلة الرئيس السوري بشار الأسد لم تتأثر بالعقوبات، فهي تجري عبر رسائل البريد الإلكتروني، اصطاد موقع «ويكيليكس» معظمها، ومنها ما يكشف أن السورية الأولى اشترت بأكثر من 440 ألف دولار من محل واحد في منطقة تشيلسي الراقية بلندن بعض أثاث القصر الرئاسي الصيفي الذي تم تجديده قرب اللاذقية. ونشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية تفاصيل جديدة من مراسلات خاصة بأسماء الأسد كشفت فيها عن قيامها بشراء الأثاث الفاخر منذ أربعة أشهر وهو ما يعني أن أسرة الأسد واثقة من القضاء على الثورة السورية، والبقاء في السلطة في الوقت الذي يلقى فيه الآلاف من أبناء سوريا حتفهم بصورة يومية.

واشترت أسماء الأسد البالغة من العمر 36 عاما شمعدانات ومساند ومقاعد جلوس من الطراز العثماني وما يقرب من 130 قطعة أخرى بحسب رسائلها مع منصور عزام وزير شؤون الرئاسة السوري.

وجاءت عمليات الشراء من طرف زوجة الرئيس السوري لإعادة تجهيز القصر الرئاسي في مدينة اللاذقية والذي تعتبره الأسرة مقرا صيفيا لإطلاله على البحر.

وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد فرضا حظرا تجاريا على سوريا في سبتمبر (أيلول) الماضي، ولكنه لم يمنع السيدة الأولى في سوريا من الاستمرار في الشراء عبر الإنترنت.

ونشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية تقريرا عن إنفاق أسماء الأسد، وقالت: «المزيد من تفاصيل الحياة المترفة التي تتمتع بها زوجة الرئيس السوري كشفت في رسائل مسربة».

وتقول «إندبندنت» إن بعض رسائل البريد الإلكتروني المسربة التي تزعم أن أسماء الأسد تبادلتها مع متجر شهير للأثاث في لندن تشير إلى أنها أنفقت مؤخرا نحو 270 ألف جنيه استرليني لشراء قطع أثاث.

وتظهر الرسائل الإلكترونية التي نشرتها «ويكيليكس» أن أسماء الأسد اشترت قطع الأثاث للقصر الرئاسي في مارس (آذار) الماضي من متجر «دي إن ديزاينز» في منطقة تيشلسي الراقية في غرب لندن، من بينها خمس ثريات يبلغ ثمن الواحدة منها 8800 جنيه استرليني. وكشفت دفعة من الرسائل في وقت سابق على موقع «ويكيليكس»، صورة مشابهة لعادات التسوق لدى سيدة سوريا الأولى، إذ ناقشت شراء المجوهرات والبحث عن نسخة من أحدث أفلام «هاري بوتر».

يذكر أن آخر مذابح الأسد كانت في قرية التريمسة الواقعة بمحافظة حماه وسط سوريا التي راح ضحيتها ما يصل إلى 250 شخصا يوم الخميس الماضي، في الوقت الذي يحذر فيه المراقبون الدوليون من المجازر التي يقوم بها قوات الأسد واستهداف القرى السنية وذبح أطفالها.

يُذكر أن صحيفة «الغارديان» البريطانية سبق وأن رفعت النقاب عن حياة الترف التي تعيشها أسماء الأسد، إذ إن السيدة الأولى كانت تنفق أموالا طائلة على التسوق من ماركات عالمية رغم الاضطرابات السياسية التي تعيشها البلاد.

وعلى الرغم من استمرار قتل المدنيين الأبرياء في سوريا، تشير الرسائل الإلكترونية إلى أن أسماء الأسد لم تتخل عن خططها الرامية إلى تجديد القصر الصيفي، والذي تذهب إليه بصحبة زوجها للهروب من حرارة الصحراء الحارقة.

تولت أسماء الأسد، والتي وصفتها مجلة «فوغ» في الماضي بأنها «وردة في الصحراء»، على عاتقها مسؤولية تجديد القصر الذي يقع على ساحل مدينة اللاذقية، والتي تبعد 200 ميل شمالي العاصمة السورية دمشق. ومن غير المعروف على وجه الدقة الحجم الحقيقي لهذا القصر، والذي يوفر إطلالة خلابة على البحر المتوسط، ولكن اعتمادا على أمر الشراء الخاص بأسماء الأسد، فإن هذا القصر يحتوي على بهو كبير في الطابق الأرضي مع غرفة استقبال مجاورة.

وفي الطابق الأول، هناك غرفة للطعام تتسع لعشرة أشخاص على الأقل وغرفة عربية تقليدية تستخدم في تسلية الضيوف، والتي تشتهر باسم «المجلس»، بالإضافة إلى صالون أو غرفة للرسم.

طلبت أسماء الأسد، وهي أم لثلاثة أطفال، أيضا شراء أثاث لغرفتين عائليتين وقاعة في الطابق السفلي وردهة للسيدات.

وفي يوم 2 مارس، قام منصور عزام، مساعد أسماء الأسد والذي يعمل في وزارة شؤون الرئاسة، بإرسال رسالة إلكترونية إليها تتضمن بيانا بأسعار الأثاث التي طلبت شراءه.

قامت أسماء الأسد، بشراء «حبل متدلي يحتوي على 9 مصابيح مغطاة بالحرير تصل قمته إلى 3.000 جنيه استرليني للقاعة التي تقع في الطابق السفلي».

تظهر الرسائل الإلكترونية أن أسماء الأسد، والتي تزوجت بشار الأسد في عام 2000، تظل على اطلاع دائم بطريقة وضع الأثاث في القصر، بينما يقوم مساعدوها بالتقاط الصور الفوتوغرافية وإرسالها إليها عبر البريد الإلكتروني.

ظهرت هذه الرسائل الإلكترونية، والتي قامت صحيفة «ذا ميل أون صنداي» بنشرها بصورة حصرية، في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن مقتل أكثر من 200 شخص في المجزرة التي قامت بها القوات الحكومية في قرية التريمسة في يوم الخميس الماضي.

من المعتقد أن أكثر من 16.000 شخص قد لقوا مصرعهم في سوريا منذ اندلاع الثورة السورية ضد الرئيس الأسد في شهر مارس عام 2011، حيث تشمل هذه القائمة النساء والأطفال الذين لقوا نحبهم في تبادل لإطلاق النار بين الثوار والقوات الحكومية.

وكانت زوجة الرئيس الأسد التي توصف بأنها «ديانا الشرق الأوسط»، بالإشارة إلى الأميرة البريطانية الراحلة ديانا، حيث إنها تجمع بين الجمال والأناقة، إلا أنها خطفت الأضواء الشهر الماضي مرة أخرى بسبب ارتدائها «تي شيرت» أسود كتب عليه «حلوة يا بلدي» في مباراة لمنتخب بلادها للعبة الريشة استعدادا للمشاركة الأولمبية، مما أثار جدلا كبيرا بين الجاليات السورية في العالم، وقد اعتبره البعض لا مبالاة من السيدة الأولى بما يحدث في بلدها لا سيما بعد سقوط أكثر من 16 ألف قتيل جراء حملة القمع الدامي التي يمارسها النظام الحاكم في سوريا.

المعارضة السورية اعتبرت الأمر إهانة واستفزازا جديدا من قبل أسماء الأسد السيدة السورية الأولى المولودة في لندن، في كنف أسرة مسلمة سنية يعود أصلها إلى حمص، ودرست في كينغز كوليج الشهيرة، فعندما تغرق البلد في حرب أهلية تحاول أسماء مرة أخرى تقديم تلك الصورة عن الطمأنينة والسعادة، البعيدة عن الدم المسفوك، التي تروجها في كل ظهوراتها العلنية. هذه المرة تم تصوير من كانت تنعت يوما بـ«زهرة الصحراء» في صالة رياضية بدمشق يتمرن فيها فريق الريشة الطائرة السوري الذي يشارك في أولمبياد المعاقين بلندن. ويفترض أنها ذهبت إلى هناك لتشجيعهم. تبتسم أسماء، كعادتها، بينما تمسك مضربا بيديها. ترتدي لباسا عمليا، وسروالا من الجينز، وتظهر حافية وأظافر قدميها مصبوغة باللون الأحمر.

لكن ما أغضب سوريين كثيرين كان العبارة المكتوبة باللغة العربية التي تظهر على القميص الأزرق الذي كانت ترتديه: «حلوة يا بلدي». كان يمكن لسوريا أن تكون بلدا «حلوا»، بالنظر إلى تراثها الأثري أو الضيافة الدافئة لشعبها، لكنها، مع 16 ألف قتيل، حسب المعارضة، لم تعد ذلك المكان المثالي. وعلّق آخرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالقول: «هل سوريا في ظل كل هذا الدم حلوة في نظر حرم الرئيس»، في حين اعتبره البعض الآخر استفزازا للشعب السوري.

وذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن صحيفة «بيلد» الألمانية وصحيفة «لوجورنال دو ديمانش» قامتا بنشر عدة صور لزوجة الرئيس السوري بشار الأسد وهي ترتديه، في حين أن القمع في سوريا ما زال مستمرا منذ بداية الثورة، فيما أوضحت صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» أن اللقطات هذه قد تم اتخاذها يوم الاربعاء 20 يونيو (حزيران) في دمشق خلال تدريب فريق البادمنتون السوري قبيل دورة الألعاب في لندن، وقد ارتدت أسماء جينز أزرق وبدت في الصور حافية القدمين.

ومن المرجّح أن تكون هذه المرأة، التي ستكمل 37 عاما في أغسطس (آب)، قد ضحكت أقل مما يظهر في الصور عندما حظر الاتحاد الأوروبي، في مارس، تصدير المنتجات الفاخرة إلى سوريا بدءا بالعطور ومستحضرات التجميل. فهذه العقوبات كانت، إلى درجة كبيرة، موجهة ضدها بعد أن نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية بعض بريدها الإلكتروني الذي يظهر فيه ولعها بالترف والمشتريات التي كانت تقوم بها، عبر الإنترنت، من باريس ولندن.

المشتريات

* مسند عثمان للجلوس: سعر الواحد 3 آلاف دولار المفروشات تم شراؤها قبل 4 أشهر من من متجر «دي إن ديزينز» الراقي بكينغز رود بحي تشيلسي، أرقى أحياء لندن، وهي ليست الرئيسية وباهظة الثمن لقصر رئاسي، إنما مكملة لمشتريات سابقة من الأثاث من شركات أخرى، لكن شراءها تم على وقع المجازر والخراب.

بين المشتريات 5 شمعدانات قيمتها 15 ألف دولار، طبقا للوارد برسالة إلكترونية تاريخها 2 مارس الماضي ومرسلة من منصور عزام، وزير شؤون رئاسة الجمهورية، وعنوانه [email protected] بالرسائل التي بدا فيها كرئيس لقسم المشتريات بالوزارة.

أما السيدة أسماء الأخرس، المولودة في لندن قبل 36 سنة، فكانت تستخدم العنوان البريدي للوزارة نفسها، وتوقع أسفل رسائلها أحيانا بأحرف aaa اختصارا لاسمها الكامل: أسماء الأخرس الأسد.

ومن بين قائمة الأغراض التي طلبت السيدة الأولى في سوريا شراءها، كانت هناك 5 ثريات بقيمة 8.800، كما أفادت صحيفة «ذا ميل أون صنداي». وبين المشتريات 11 مسندا للجلوس، معروف الواحد منها باسم «عثماني» في جردة منتجات المحل، وقيمتها طبقا لسعر الواحد منها الوارد في موقعه على الإنترنت 33 ألف دولار. وكان عزام كتب الرسالة في يوم سماه الثوار السوريون «جمعة تسليح الجيش الحر».

كما هناك طاولة مستديرة لغرفة الطعام، لكنها ليست الرئيسية، طلبتها في رسالة سابقة وقيمتها 16 ألفا، مع بساط (سجادة) أخضر وأحمر لغرفة الجلوس ويطلق عليه المحل اسم «مملوك» كإشارة بأنه على الطراز المملوكي، وقيمته 17 ألف دولار، إضافة إلى علاقة للثياب لمدخل الطابق الأرضي قيمتها 5 آلاف دولار، وهناك طلبية لمفروشات خاصة بغرفتي نوم وبصالون في الطابق الأرضي ولغرفة طعام مع غرفة جلوس في الطابق الأرضي أيضا، كما لغرفة للملابس، وكلها كانت تصل إليها رسائل إلكترونية مرفقة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي بصور عنها وبألوانها لتضعها في جو من التواصل بشأنها. وتحتوي الرسائل على معلومات شخصية وصور وملفات فيديو تبادلها الأسد مع زوجته ومعاونيه، وبعضها يكشف عن هوس أسماء الأسد بالتسوق والشراء عبر الإنترنت بالتخفي وراء أسماء مستعارة أحيانا، منها «عالية كيالي» الذي استخدمته لشراء مجوهرات وقطع أثاث رئيسية مصنوعة يدويا وأحذية وما شابه».