بن علي: مستعد للتنازل عن ممتلكاتي المزعومة في سويسرا للدولة التونسية

الرئيس التونسي في فرنسا اليوم لـ«طي صفحة التوتر» بسبب الثورة

TT

أبدى الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي أمس استعداده للتنازل عن «ممتلكاته المزعومة» في سويسرا لصالح الدولة التونسية، بحسب ما أفاد محاميه اللبناني أكرم عازوري في بيان.

وأوضح عازوري أنه في طور إجراء مفاوضات مع الحكومة السويسرية عبر سفيرتها في لبنان وأنه أطلعها على مشروع رسالة إلى وزارة الخارجية السويسرية فيها «أرجو أن تأخذوا علما بأن موكلي يتنازل لصالح الدولة التونسية عن كل الممتلكات والموارد المزعوم وجودها على الأراضي السويسرية والمزعوم أنها عائدة للرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، تتابع الرسالة: «إنني بالتالي أفوضكم تفويضا قطعيا لا رجوع عنه بتحويل كافة الممتلكات المزعومة إلى الدولة التونسية دون أي إجراء إضافي قضائي أو غير قضائي ودون الحاجة إلى مراجعة موكلي».

وكان الرئيس التونسي المنصف المرزوقي دعا في التاسع من يونيو (حزيران) سويسرا إلى أن تعيد في أقرب وقت أرصدة مالية هربها الرئيس التونسي المخلوع ومقربون منه إلى مصارف سويسرية. ونوه المرزوقي بموقف سويسرا، معتبرا أنها «كانت من بين أولى الدول التي أبدت استعدادها لإرجاع الأرصدة التونسية».

الى ذلك يتوجه المرزوقي اليوم إلى فرنسا في زيارة تستمر ثلاثة أيام، وتهدف إلى طي صفحة التوتر الذي شاب العلاقات بين البلدين بسبب موقف فرنسا من الثورة في عام 2011. وسيلتقي المرزوقي في زيارته الرسمية الأولى إلى فرنسا نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند، كما يفترض أن يجري محادثات مع رئيس الوزراء جان مارك ايرولت ورئيس بلدية باريس برتران ديلانوي، الذي ولد في تونس خلال عهد الحماية الفرنسية. وسيزور المرزوقي مرسيليا بعد غد في اليوم الأخير من زيارته.

وفي إشارة إلى رغبة فرنسا في تصحيح العلاقة بين البلدين، سيكون المرزوقي أول مسؤول أجنبي رفيع المستوى يلقي كلمة أمام الجمعية الوطنية منذ كلمة رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروسو، في يناير (كانون الثاني) 2006. وأعرب المرزوقي عن أمله في طي صفحة الخلاف بعد أن كانت تونس استنكرت الموقف الفرنسي قبل فرار الرئيس زين العابدين بن علي في يناير (كانون الثاني) 2011، إذ لم تتعامل فرنسا خلال حكم نيكولا ساركوزي مع الثورة على قدر حجمها. كما أن تونس لم تعين إلا في الخامس من يوليو (تموز) سفيرها الجديد لدى فرنسا، عادل الفقيه، بعد أن ظل المنصب شاغرا منذ مارس (آذار) 2011، أي قبل ثلاثة أشهر من اندلاع الثورة.

وصرح المرزوقي في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية بأن «الشعب التونسي لم يرق له موقف بعض الحكومات الفرنسية السابقة التي أعطت دعما للديكتاتورية»، في إشارة إلى العلاقات الوثيقة بين فرنسا ونظام بن علي. وكانت فرنسا حافظت خلال حكم جاك شيراك وساركوزي على علاقات خاصة مع الرئيس التونسي المخلوع. كما أنها أبقت على دعمها له حتى بعد بدء المظاهرات بفترة طويلة.

وأضاف المرزوقي: «أنتم تتذكرون هفوات بعض الوزراء الفرنسيين خلال الثورة. هذه الهفوات تركت آثارا في تونس، وأنا أريد إزالة هذه الآثار». وتابع: «سنحل هذه المشكلات سريعا لأن الجانبين لديهما الأهداف والمبادئ نفسها، والحكومة الحالية تفهمنا بشكل أفضل».

وأشاد المرزوقي بأهمية «العلاقة الاستراتيجية» بين تونس وفرنسا، التي كانت الشريك الاقتصادي الأول لتونس، كما يقيم قرابة 600 ألف تونسي في فرنسا. ولدى قرابة 1200 شركة فرنسية فروع في تونس. وبحسب وزارة الاقتصاد الفرنسي، فإن المبادلات التجارية بلغت 7.6 مليارات يورو في عام 2011، الذي جرت فيه الثورة وشهد تراجعا اقتصاديا، مقابل 6.9 مليارات قبل عام.

ويقيم الرئيس التونسي المعارض التاريخي للنظام السابق علاقة خاصة مع فرنسا، حيث أمضى ثلث حياته بين دراسة الطب وسنوات المنفى.

ويرى محللون أن المرزوقي زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (يسار الوسط) بات موقفه ضعيفا على صعيد السياسة الداخلية، بعد أن بات حزب النهضة الإسلامي يقود الائتلاف الحاكم. كما يشارك حزب التكتل اليساري في التحالف، وهو عضو في الاشتراكية الدولية التي ينتمي إليها الحزب الاشتراكي للرئيس الفرنسي. وتأتي زيارة المرزوقي بعد زيارة لرئيس الوزراء التونسي الإسلامي حمادي الجبالي إلى باريس، في أواخر يونيو (حزيران).