أضيق زقاق بحي الكسرة البغدادي يدخل موسوعة «غينيس»

لا يسمح بالمرور فيه لأكثر من شخص واحد

TT

تقع منطقة الكسرة وسط بغداد، وتعد من المناطق الشعبية القديمة، وتربط بين منطقتي الأعظمية والوزيرية. وتعتبر ذات أعلى نسبة كثافة في بغداد، إذ إن العائلات التي سكنت منذ أكثر من سبعين سنة في بيت لا تتجاوز مساحته مائة متر مربع بقيت في البيت نفسه، وأغلب عائلات هذه المنطقة من صغار الكسبة والعمال.

يذكر أن هذا الحي سمي «الكسرة» نسبة إلى الكسرة التي حدثت في سدته من جهة النهر بسبب فيضان دجلة سنة 1925 وإغراق المدينة، وهي تمتد من شارع «المغرب» إلى شارع «طه» باتجاه الأعظمية.

وبسخرية لا تخلو من مصاعب يومية ومواقف أكثر من طريفة، يستذكر أبو خالد، بقال الزقاق الأكثر شهرة في الحي، كثيرا من القصص التي حصلت وما زالت بسبب قربه من الزقاق الضيق، بشكل دعا سكانه لمطالبة الجهات المعنية بإدراجه ضمن موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية العالمية.

لا يتجاوز عرض الزقاق القديم أكثر من 40 سم، ويضيق في بعض أجزائه إلى أقل من 30 سم، ويمتد إلى نحو 35 مترا، في ممرات متعرجة وضيقة وغير معبدة، وهو يقع في زقاق «41» السكني؛ بالتحديد في سوق الكسرة داخل محلة «302»، ويعد الزقاق الأكثر ضيقا بين بقية الأزقة القديمة، ويسميه العامة «الدربونة الضيكة»، و(الدربون في اللهجة العراقية الدارجة تعني الزقاق) كونه لا يسمح بالمرور فيه لأكثر من شخص واحد، ويقطنه أكثر من 10 عائلات على جانبيه، في بيوت شعبية ذات كثافة سكانية عالية، أنشئت في ثلاثينات القرن الماضي، ولا تزال شاخصة حتى الآن.

يقول البقال مصطفى نصيف (أبو خالد) إن الأفراح والأحزان لا تمر قريبا من هذا الزقاق، والمعروف بين العامة بـ«الدربونة الضيكة»، فالعروس مثلا لا يمكنها أن تزف من بيت أهلها بسبب ضيق المكان، وتضطر لاختيار أحد بيوت أقاربها في مناطق مجاورة. (تفاصيل شرق وغرب)