سوريون يتظاهرون أمام سفارة روسيا في القاهرة ويطالبون موسكو بالانحياز للشعب

معارض سوري لـ«الشرق الأوسط»: طالبنا الروس بتطمين إيران شريطة رفع يدها عن دعم الأسد

TT

نظم رعايا سوريون في مصر مظاهرة أمام سفارة روسيا بالقاهرة داعين موسكو التي تدعم نظام حكم بشار الأسد، إلى الانحياز للشعب، وقال الناشط زكريا السقال، عضو المنبر الديمقراطي السوري، الموجود حاليا في لندن: «طالبنا الروس تطمين إيران (التي تدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد) شريطة رفع يدها عن مساندة النظام». وكان السقال ضمن وفد المعارضة الذي زار موسكو قبل أيام والتقى هناك كلا من سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي وأعضاء من الخارجية الروسية.

وأضاف السقال: إن موسكو أعلنت عن فتح بابها بشكل دائم أمام المعارضة السورية وإنه سوف يتم لقاء المعارضة بالجانب الروسي، عقب التنسيق مع كل أطراف المعارضة على الشكل الذي ستكون عليه المرحلة الانتقالية، مشيرا إلى أن وفد المعارضة أكد للجانب الروسي أن رحيل الأسد أمر محسوم ولا تفاوض عليه.

وكان وفد رفيع من المجلس الوطني السوري برئاسة الدكتور عبد الباسط سيدا زار الثلاثاء الماضي العاصمة الروسية، تلبية لدعوة وزارة الخارجية الروسية لإجراء مباحثات رسمية مع الجانب الروسي بشأن تطورات الوضع السوري، وذلك بعد يومين من استقبال موسكو وفد المنبر الديمقراطي الذي رأسه المعارض السوري ميشال كيلو واقتراحه اختيار العميد مناف طلاس لإدارة المرحلة الانتقالية في سوريا ما بعد الأسد، والذي ووجه باستنكار من عدة أطياف بالمعارضة السورية.

وأضاف السقال في رده على أسئلة «الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني من لندن أن وفد المعارضة تحدث عن كل ما يحيط بسوريا بوضوح وشفافية لم يعتدها الروس.

وفيما يتعلق بالحديث مع الجانب السوري حول الدعم الإيراني قال السقال: «لا شك أن التطرق لإيران ضروري طالما أنها شريك للنظام (السوري)»، وأضاف أنه تم التحدث مع الروس عن أنه عليهم تطمين إيران شريطة رفع يدها وكفها عن التدخل ودعم طاغية الحكم في سوريا، نحن لا نريد أن نكون طرفا مواجها لإيران شريطة أن تبقى دولة تحسن العلاقات مع جوارها.

وحول ما استشعره وفد المنبر الديمقراطي من الجانب الروسي قال السقال: «نحن شعرنا أن الروس أصغوا إلينا جيدا ودونوا ما كتبناه، ولمسنا أن الفترة التي استمرت بلقاء السيد لافروف وزير الخارجية الروسي، والتي استمرت لأكثر من ساعتين ونصف والارتياح الذي بدا عليهم، أنهم يحترمون وجهة نظرنا وموقفنا من الأزمة وطرق حلها، والمسؤولية التي تقع عليهم لحلها».

وعن مدى شعور الروس بخطورة الثورة على نظام بشار، أوضح السقال: «نحن قلنا للروس وبشكل جلي، النظام خاسر ولن يخرج من هذه الثورة منتصرا حتى ولو قضى على المظاهرات والحراك الشعبي، سيكون مئات الآلاف من المسلحين الذين سيعملون هم والنظام على تدمير البلد، لن يكون هناك وطن ولا دولة قابلة للعيش والحياة ستكون نفقا مظلما من الحرب الأهلية».

وحول إمكانية التنسيق مع الجانب الروسي في حل الأزمة، أضاف السقال: «نحن قلنا إن التنسيق ممكن ولكن شرطه وثيقتا التوافق اللتان أبرمتا (كلتاهما) مع أطراف المعارضة والتي تشترط ترحيل النظام، وأسس الانتقال الديمقراطي كما حددتها وثيقة العهد الوطني لمؤتمر القاهرة».

وعن الضمانات التي ستقدمها المعارضة السورية لروسيا حتى ترفع يدها عن نظام الأسد، أشار السقال إلى أن تاريخ العلاقة الروسية، واتفاقيات السلاح من أجل (مواجهة) إسرائيل وعدوانيتها واحتلالها للأراضي هو بحد ذاته ضمانة، ولكن يمكن أن تتطور العلاقة من أجل التنمية وتطوير سوريا الحديثة.

وعلى صعيد متصل نظم مئات السوريين في العاصمة المصرية القاهرة أمس، وقفة صامتة أمام مقر السفارة الروسية في ضاحية الدقي، لمطالبة النظام الروسي بالكف عن دعم نظام الأسد الذي «يقوم منذ قيام الثورة بارتكاب مجازر القتل بالأسلحة الروسية الصنع». كما قام وفد من المتظاهرين بمقابلة أعضاء بالسفارة ومعهم بعض الأطفال الصغار الذين أهدوهم قطعا من ملابس أقرانهم ممن تم قتلهم على أيدي النظام السوري. وعلق عضو في السفارة الروسية لـ«الشرق الأوسط» بقوله «إنه لا علم للسفارة بما يقال عن شحنات أسلحة روسية تصل إلى سوريا».

وقال الناشط السوري أحمد بربور أحد المشاركين في المظاهرة: إذا أردت أن توقف السيل، عليك أن تسد المكان الذي ينبع منه.. والأسلحة التي تقتل الشعب السوري روسية. ومن جهته أوضح جمال السوري وهو ناشط سوري أيضا، أن اللقاءات التي تجري بين أطياف المعارضة والجانب السوري «بلا فائدة» وتزيد من الوقت الممنوح لبقاء النظام الحالي في دمشق، قائلا: إن روسيا تريد بقاء الأسد وهو ما يرفضه الشعب السوري.