واشنطن: نظام الأسد مسؤول عن حماية ترسانته من أسلحة الدمار الشامل

مسؤول في الخارجية لـ«الشرق الأوسط»: بلغنا هذه الرسالة لدمشق مرات كثيرة

TT

تعليقا على تقارير صحافية نشرت مؤخرا عن أسلحة الدمار الشامل في سوريا، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن نظام بشار الأسد مسؤول عن حماية أسلحة الدمار الشامل التي يملكها، وإنها نقلت مرات كثيرة في الماضي هذا الرأي إلى الخارجية السورية.

وقال مسؤول في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إنه «ليس سرا أن نظام الأسد يملك واحدا من أكبر مخزونات الأسلحة الكيماوية في العالم. وإن الحكومة الأميركية ظلت تتابع أهداف وتصرفات نظام الأسد نحو هذا المخزون، وخاصة بعد بداية الثورة في سوريا في السنة الماضية، وحتى يظهر دليل على العكس، فإن الحكومة الأميركية تعتبر أن هذه الأسلحة تحت سيطرة نظام الأسد».

ونفى المسؤول صحة تقارير صحافية أفادت بأن الحكومة الأميركية إما ليست لها معلومات كافية عن هذه الأسلحة، أو لديها معلومات لكنها تقلل من خطورتها، أو لا تملك سيناريوهات في حالة وقوع هذه الأسلحة في أيدي إرهابيين، أو في حالة سقوط نظام الأسد. وأشار المسؤول إلى تصريحات كانت أدلت بها، في الأسبوع الماضي، فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، حملت فيها نظام الأسد مسؤولية وقاية هذه الأسلحة.

وكانت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية نشرت أمس تقريرا قالت فيه إنه مع التطورات الخطيرة المتزايدة في سوريا، يتزايد قلق الدول الغربية على مصير هذه الأسلحة، وخاصة الأسلحة الكيماوية. وإن سوريا لم توقع على ميثاق الأسلحة الكيماوية العالمي ولم تعلن أبدا تفاصيل ما تملك. وأضافت الصحيفة أنه، في الجانب الآخر، يخشى مراقبون وخبراء دوليون من أن الدول الغربية يمكن أن تبالغ في نشر معلومات عن هذه الأسلحة، ويشيرون إلى ما حدث قبيل غزو العراق عندما قالت هذه الدول، وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا، إن نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين يملك أسلحة دمار شامل، ثم بعد الغزو تأكد أن هذه الاتهامات لم تكن صحيحة.

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قالت، في الأسبوع الماضي، إن تقارير استخباراتية أميركية أوضحت أن حكومة الأسد نقلت بعض الأسلحة الكيماوية من مكان إلى مكان، وأن هذا زاد قلق الأجهزة الاستخباراتية. وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، مايك روجرز: «أنا مقتنع بأن إدارة الرئيس (باراك) أوباما يجب أن تكون أكثر فعالية في وضع سيناريوهات حالات طوارئ فيما يتعلق بالأسلحة الكيماوية التي يملكها بشار الأسد». وأضاف متسائلا: «ماذا إذا سقط نظام الأسد غدا؟ هل نحن مستعدون؟». ورفض أن يتحدث عن تفاصيل حصل عليها من الأجهزة الاستخبارية بحكم وظيفته، لكنه قال: «لا أعتقد أننا مستعدون. إذا سقط النظام هذا الأسبوع فأعتقد أننا سنكون في مأزق خطير».

وقالت مصادر إخبارية أميركية إنه على الرغم من أن الحكومة الأميركية تكرر أهمية انتقال سريع لنظام ديمقراطي في سوريا فإنه «سيكون الكابوس الأكبر للأسلحة الكيماوية هو الانهيار المفاجئ لنظام الأسد، أو أن يتصرف الأسد تصرفات غير عقلانية ويائسة عندما يرى أن نظامه سيسقط لا محالة، أو أن المسؤولين عن الأسلحة الكيماوية سيستدعون إلى مهام سريعة مع سقوط النظام ويتخلون عن مناصبهم الأصلية، أو أن هؤلاء المسؤولين سيهربون الأسلحة، أو يبيعونها، أو يخفونها في أماكن غير أماكنها الأصلية».

وقالت المصادر: «إن أكثر ما يقلق هو وصول الأسلحة إلى حزب الله اللبناني، أو حركة حماس الفلسطينية، أو منظمة القاعدة الإرهابية. غير أن التركيز هو على حزب الله، لأنه، بسبب علاقته القوية بنظام الأسد، يمكن أن يحصل على الأسلحة بطرق رسمية».

وكانت معلومات سابقة أشارت إلى أن من بين هذه الأسلحة غاز الخردل، وغاز الأعصاب «سارين»، وغاز الأعصاب «في إكس»، هذا بالإضافة إلى الصواريخ الباليستية التي تملكها سوريا، والتي يمكن تركيب رؤوس كيماوية في مقدماتها، بالإضافة إلى عشرات آلاف من الصواريخ التي يمكن أن تطلق من على الكتف، مثل التي يستخدمها إرهابيون لاستهداف الطائرات.

وكان تلفزيون «سي إن إن» قال إنه، حسب تقديرات استخباراتية أميركية، ستكون هناك حاجة إلى 75 ألف جندي لتأمين تخزين الأسلحة الكيماوية في سوريا، التي يعتقد أنها وضعت في عدة قواعد سرية، بعضها تحت سطح الأرض. وقال شارلز بلير، خبير في اتحاد العلماء الأميركيين، إن الولايات المتحدة يمكن أن تدمر الأهداف المدفونة عميقا، لكنه قال: «أي بلد لديه القدرة، حتى بالأسلحة النووية، على تدمير أهداف كيماوية أو نووية عميقة جدا لن يقدر على أن يفعل ذلك دون نشر سحابة هائلة من الإشعاع النووي أو الكيماوي». وقال ليونارد سبكتور، خبير في معهد مونتيري للدراسات الدولية (ولاية كاليفورنيا)، إن في الإمكان استعمال وسيلة غير القصف المكثف، وذلك باستخدام طائرات من دون طيار، أو إرسال فرق كوماندوز من القوات الخاصة.