تحسن مرتقب في العلاقات المغربية ـ الجزائرية.. والرباط ترحب بعزم الجزائر فتح الحدود

مصطفى الخلفي لـ «الشرق الأوسط»: مستعدون لأي تقارب بين البلدين

TT

رحب المغرب بأي تقدم يتحقق في العلاقات مع الجزائر، ويؤدي إلى فتح الحدود البرية المغلقة بين البلدين منذ صيف عام 1994. وعبرت الرباط عن استعدادها للتقارب مع الجزائر، في وقت قالت فيه مصادر مطلعة إن العلاقات المغربية - الجزائرية تتجه «نحو تحسن ملموس».

وكان مراد مدلسي وزير الخارجية الجزائري قال خلال لقاء صحافي في الجزائر مع لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي، إن العلاقات مع المغرب «هادئة» وزاد يقول: «العلاقة بين الجزائر والمغرب هادئة وهي في طور إعادة البناء، ويمكن اليوم أن نسجل بكثير من الأمل أن العلاقات بين المغرب والجزائر قد تحسنت». وأكد المسؤول الجزائري أن العلاقات بين البلدين «تزداد تطورا منذ أشهر... وهذا أمر جيد، خاصة في الوقت الذي نعمل فيه على تجسيد تطلعاتنا المغاربية بشكل ملموس ونضعها في صلب اهتماماتنا».

وأضاف مدلسي أن البلدين يقومان بعملية تقييم مسألة الحدود البرية بينهما، ولم يستبعد المسؤول الجزائري إعادة فتح الحدود التي أغلقتها الجزائر عندما قررت السلطات المغربية فرض تأشيرات دخول على الجزائريين عقب هجوم نفذه فرنسيون من أصول جزائرية ضد سياح إسبان في فندق «أطلس أسني» في مدينة مراكش، واتهمت يومها أجهزة الأمن المغربية عقب ذلك الهجوم المخابرات الجزائرية بالتورط فيه.

وتعقيبا على تصريحات مدلسي قال مصطفى الخلفي وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية «أود أن أؤكد ما قاله من قبل سعد الدين العثماني وزير الخارجية الذي أشار إلى أن قرار فتح الحدود بين الجزائر والمغرب هو قرار بين بلدين شقيقين»، وأكد الخلفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن المغرب يرحب بأي إرادة في التقدم بشأن موضوع فتح الحدود البرية بين الجزائر والمغرب، وقال في السياق نفسه «المغرب مستعد لسياسة التقارب».

يشار إلى أن المغرب دأب على دعوة الجزائر إلى فتح الحدود، وكان عبد الإله ابن كيران آخر من تطرق إلى هذا الموضوع وناشد الجزائر بحرارة فتح الحدود المغلقة.

وفي موضوع آخر وبشأن قضية الصحراء، قال مراد مدلسي إن ملف القضية يوجد أمام مجلس الأمن، وزاد قائلا: إن موقفي المغرب والجزائر المتعارضين لم يحولا دون تشكيل اتحاد المغرب العربي عام 1989. وحظي الاتحاد الذي يضم ليبيا والجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا بانطلاقة جديدة بمبادرة من الدول الأعضاء بعد تجميد استمر سنوات.

ومن جهته قال لوران فابيوس: إن فرنسا تدعم بقوة كل ما من شأنه أن يساعد على تحسين العلاقات بين الجزائر والمغرب، و«إننا ننظر باهتمام كبير إلى عدد من التحركات التي أشار إليها وزير الشؤون الخارجية الجزائري، والتي تسير في اتجاه تحسين العلاقات بين هذين البلدين، لأن المغرب والجزائر بلدان كبيران، وصديقان لفرنسا».

يشار إلى لوران فابيوس وزير الخارجية زار الجزائر زيارة خاطفة حيث أجرى محادثات مع نظيره الجزائري، والتقى مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتعد هذه أول زيارة لرئيس الدبلوماسية الفرنسية خارج فرنسا، ويتوقع أن يزور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في وقت لاحق الجزائر.