مصادر أميركية: البنتاغون ينصب محطة رادار مضاد للصواريخ في الخليج

مسؤول إماراتي يعلن التحقيق في حادث إطلاق سفينة أميركية النار على قارب صيد لم يستجب للتحذيرات

مروحية أميركية تقترب من سفينة حربية أميركية في الخليج (إ.ب.أ)
TT

قالت مصادر إخبارية أميركية أمس إن الولايات المتحدة بدأت بناء محطة رادار في موقع سري بالخليج ليشكل نقطة إنذار مبكر في حال إطلاق إيران صواريخ باليستية محتملة من أراضيها.. في وقت انتقدت فيه إيران مجددا الوجود العسكري الأميركي في الخليج قائلة إنه يشكل «مصدر عدم استقرار» بعد قيام سفينة أميركية بإطلاق النار أول من أمس على زورق صيد صغير قبالة سواحل الإمارات.

وذكرت هذه المصادر لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أنه سيتم بناء محطة رادار جديدة في قطر بهدف «طمأنة حلفاء واشنطن القلقين عبر إثبات أن البنتاغون يتخذ إجراءات بوجه إيران بعد أشهر من المفاوضات العقيمة، على ما يبدو، مع طهران حول برنامجها النووي». وهناك رادار مماثل منصوب على جبل كيرين في صحراء النقب (إسرائيل) منذ عام 2008 وآخر في تركيا في إطار الدرع المضادة للصواريخ التابعة للحلف الأطلسي.

وهذه الرادارات مرتبطة بأجهزة تلق على متن زوارق أميركية موجودة في شرق المتوسط. كما يتوقع أن ينشر الحلف الأطلسي صواريخ أخرى مضادة للصواريخ في بولندا ورومانيا. وأشارت الصحيفة إلى أن البنتاغون قد ينشر نظاما لاعتراض الصواريخ على علو مرتفع في الأشهر المقبلة وعلى الأرجح في الإمارات. ولم يتسن الحصول على تأكيدات من مصادر خليجية.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد تعهدت في ختام زيارة إلى إسرائيل بأن بلادها ستستخدم جميع الوسائل لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي العسكري. وقالت بعد لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «سنستخدم كل مكونات القوة الأميركية لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي». كما يزور وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إسرائيل في الأسابيع المقبلة، بحسب البنتاغون.

من جهتها، أكدت إيران أمس مجددا أن الوجود العسكري في الخليج يشكل «مصدر عدم استقرار» بعد قيام سفينة أميركية بإطلاق النار أول من أمس على زورق صيد صغير قبالة سواحل الإمارات. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست: «حين تقول الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن وجود قوات أجنبية يشكل مصدر عدم استقرار، فإن هذا الحادث يشكل خير مثال»، وأضاف: «ننصح هذه القوات بتجنب الأعمال الاستفزازية.. ونأمل في أن لا تحدث مثل هذه الحوادث مجددا».

إلى ذلك تفاعلت قضية مقتل صياد هندي وإصابة 3 من مواطنيه بنيران سفينة أميركية قبالة سواحل دبي، ففي حين طالبت الهند دولة الإمارات العربية المتحدة بفتح تحقيق في الحادث كان مسؤول إماراتي أعلن مقتل الصياد الهندي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة إثر إطلاق سفينة حربية أميركية النار على زورقهم على مقربة من مدخل ميناء جبل علي في إمارة دبي مساء أول من أمس مؤكدا أن بلاده فتحت تحقيقا في الحادث، بينما أعلن الأسطول الأميركي الخامس ومقره البحرين أن إحدى سفنه أطلقت الاثنين النار على زورق مدني قبالة سواحل جبل علي في إمارة دبي بعدما شكل مصدر تهديد لها.

وقال السفير طارق أحمد الهيدان مساعد وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية إن «حادث إطلاق نار وقع على مقربة من مدخل ميناء جبل علي في إمارة دبي حيث قامت سفينة تموين عسكرية أميركية بإطلاق النار على قارب صيد مما أدى إلى مقتل أحد الصيادين من الجنسية الهندية وإصابة ثلاثة من الجنسية الهندية في حالة خطيرة».

وبحسب الأسطول الأميركي الخامس فإن السفينة الأميركية الحربية التي أطلقت النار هي «يو إس أن إس راباهانوك»، حيث قامت بإطلاق نيران رشاشاتها الثقيلة على الزورق المدني بعدما لم يستجب للتحذيرات الموجهة له، مشيرا إلى أن إطلاق النار جرى بعد أن شكل الزورق مصدر تهديد للسفينة، موضحا أنهم «استخدموا سلسلة من التحذيرات المعروفة وغير القاتلة لتنبيه الزورق قبل لجوئهم إلى القوة». وعززت البحرية الأميركية في الأشهر الأخيرة قواتها في الخليج لمواجهة التهديدات التي تطلقها إيران بين الفينة والأخرى بإغلاق مضيق هرمز في حال تعرض منشآتها النووية لهجوم، حيث يمتلك الحرس الثوري الإيراني الكثير من الزوارق السريعة المزودة بقاذفات صواريخ.

وتتواجد سفينتا يو إس اس أبراهام لينكولن ويو إس أي إنتربرايز في المنطقة. وقريبا ستحل يو إس اس دوايت أيزنهاور محل لينكولن، ومنذ مطلع 2012 تتواجد حاملتا طائرات في المنطقة نتيجة التوتر فيها.

إلى ذلك طلبت الهند أمس من الإمارات التحقيق في مقتل الصياد الهندي بنيران السفينة الحربية الأميركية وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الهندية سياد أكبر الدين إن «سفير الهند في أبوظبي طلب من السلطات الإماراتية التحقيق في ملابسات الحادث المأساوي» وتابع أن سفارة الهند في واشنطن «على تواصل مع الحكومة الأميركية بشأن الحادث في الخليج وتلقت تأكيدا على إجراء تحقيق كامل».

وأصدرت السفارة الأميركية في نيودلهي بيانا قدمت فيه «تعازيها لعائلات طاقم» الزورق مشيرة إلى أنه «لم يستجب للتحذيرات وكان يقترب بسرعة من السفينة الأميركية».

وفي 12 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2000، صدم زورق محشو بالمتفجرات المدمرة الأميركية كول بينما كانت راسية في مرفأ عدن في اليمن. وأدى الهجوم إلى مقتل 17 بحارا أميركيا وإصابة أربعين آخرين بجروح وتبنى الاعتداء تنظيم القاعدة.

وهذا هو الحادث الثاني في غضون أشهر يكون ضحيته صيادين هنودا، ففي فبراير (شباط) قتل جنديان من البحرية الإيطالية كانا يقومان بحراسة ناقلة نفط من هجمات قراصنة في المحيط الهندي صيادين هنديين بعدما اعتقدا خطأ أنهما من القراصنة، وذلك قبالة سواحل كيرالا (جنوب الهند).

ووجهت الشرطة الهندية الاتهام إلى البحارين الإيطاليين وذلك بعد خلاف دبلوماسي مع روما. واعتبرت إيطاليا أن الحادث وقع في المياه الدولية وبالتالي خارج عن نطاق صلاحية القضاء الهندي.