كوريا الشمالية ترقي أحد جنرالاتها ليحل محل قائد الجيش المقال

تغييرات هرمية تهدف إلى تمكين زعيم البلاد من إحكام قبضته على القوات المسلحة

مسافرون يشاهدون خبر إبعاد قائد الجيش الكوري الشمالي، ري يونغ هو، عبر شاشة تلفزيونية، في محطة قطار بالعاصمة الكورية الجنوبية سيول (أ.ب)
TT

قررت كوريا الشمالية ترقية جنرال مقرب من النظام إلى رتبة نائب ماريشال، كجزء من إجراءات تهدف في ما يبدو إلى تكريس سلطة الزعيم كيم جونغ أون على رأس الجيش النافذ في البلاد. ورقي الجنرال هيون يونغ تشول إلى «رتبة نائب ماريشال في الجيش الشعبي الكوري»، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية أمس، وبذلك أصبح هيون أحد أربعة مسؤولين عسكريين في هذا المنصب.

ورأى محللون أن من المرجح أن يعين هيون قائدا للجيش البالغ عديده 1.2 مليون عسكري ليحل محل نائب الماريشال ري يونغ هو، قائد القوات المسلحة الذي أقيل من جميع مهامه الأحد الماضي «بداعي المرض». وكان هيون يونغ تشول عيّن جنرالا في سبتمبر (أيلول) 2010 مع خمسة مسؤولين آخرين من النظام، بينهم الزعيم المقبل كيم جونغ أون وعمته كيم كيونغ هوي.

وقال الأستاذ يانغ مو جين من جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول إن «من المتوقع أن يحل هيون محل ري يونغ هو» قائدا للجيش. ويرى المحللون أنه يمكن أن يتولى هيون أيضا المناصب الأخرى التي كان يشغلها ري، أي عضو في المكتب السياسي للجنة المركزية لحزب العمال الكوري، ونائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية. وقال تشونغ سونغ تشانغ من معهد سيجونغ إن هيون ومنذ ترقيته إلى رتبة جنرال في عام 2010 يعتبر من الشخصيات الأساسية التي يتوقع أن تلعب دورا لإحكام سلطة كيم جونغ أون على الجيش. وأضاف تشونغ: «يبدو أن كوريا الشمالية تتخذ إجراءات لتعيين هيون محل ري»، إلا أنه أشار إلى أن هيون ليس من أعضاء اللجنة العسكرية المركزية ولم يظهر قط إلى جانب الزعيم الجديد في إطلالاته التلفزيونية منذ مطلع العام. وفي المقابل فإن ري كان شخصية معروفة ومن كبار مؤيدي كيم ورافقه خلال مراسم تشييع والده كيم جونغ ايل في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وكان المبرر الرسمي لإقصاء ري هو المرض، إلا أن محللين أبدوا تشككهم لأن الإجراء إشارة إلى أن الزعيم الشاب يسعى إلى تعزيز سلطته على الجيش. وتابع المحللون أن سقوط ري كان لا مفر منه بعد أن أصبح تشو ريونغ هاي أحد المسؤولين المدنيين في الحزب مدير المكتب السياسي العام، أي المفوض السياسي الأعلى في الجيش.

ومع أن تشو لا يتمتع بالكثير من الخبرة، إلا أنه رقي أيضا إلى رتبة نائب ماريشال. كما أنه عيّن أحد النائبين لرئيس مجلس إدارة اللجنة العسكرية المركزية، وهي هيئة أساسية تتولى الشؤون العسكرية ويترأسها الزعيم كيم جونغ أون. والنائب الآخر لرئيس مجلس إدارة اللجنة كان ري.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن يو دونغ ريول كبير الباحثين في معهد العلوم التابع للشرطة قوله إن «كل ذلك جزء من إجراء يقوم به جونغ أون للحد من سلطة الجيش. لا بد أن ري اعترض على تولي تشو السيطرة على الجيش وأن شكواه بلغت مسمع جونغ أون».

وهيون شخصية غامضة ويقال إنه من أسرة حاربت قوات الاحتلال اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية إلى جانب مؤسس البلاد كيم جونغ إيل. وكان الجيش الكوري الشمالي صعد لهجته العدائية ضد كوريا الجنوبية ورئيسها لي ميونغ باك، ومردّ ذلك جزئيا إلى محاولة منه لتعزيز موقف كيم جونغ أون. وكان ري وصف خلال تجمع ضخم في بيونغ يانغ ضد سيول في مارس (آذار) القادة في كوريا الجنوبية بـ«كلاب مسعورة»، وأعلن «الحرب المقدسة» ضد سيول لأنها أهانت برأيه القيادة الكورية الشمالية.

كما اعتبرت كوريا الشمالية الشهر الماضي أن المناورات الأميركية والكورية الجنوبية على حدودها تشكل استفزازا، وتعهدت بتعزيز «قوتها النووية الرادعة». ويعزز الجيش الكوري الشمالي ترسانته النووية، وهو يسعى إلى توسيع نطاق صواريخه، مما أثار إدانة وعقوبات دولية.