حركة الانشقاقات بين ضباط وعناصر الجيش السوري في تزايد مستمر

العقيد الكردي لـ«الشرق الأوسط»: النظام السوري عمد إلى رفع رتب ورواتب الضباط المعروفين بولائهم له

TT

أكد نائب قائد الجيش السوري الحر، العقيد مالك الكردي، انشقاق ضابط برتبة عميد ووصوله ليل أمس إلى تركيا مع 5 ضباط آخرين وعدد كبير من العناصر برتب مختلفة، وكان مسؤول تركي قد أفاد بأن لواء سوريًّا أعلن انشقاقه وفر إلى تركيا خلال الساعات الأخيرة، إضافة إلى أكثر من 1200 لاجئ. كذلك أعلن المجلس العسكري لمدينة السويداء السورية في بيان له «انشقاق الملازم أول مهند العيسمي، من مدينة السويداء، وانضمامه إلى المجلس العسكري»، كما أعلن عن انشقاق 19 عسكريا من سرية المداهمة التابعة لحفظ النظام في الحسكة.

وأوضح الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن التباسا حصل في رتبة الضابط، وذلك نتيجة الترجمة «من اللغة التركية إلى العربية»، مؤكدا أن حركة الانشقاقات في الفترة الأخيرة هي في تزايد مستمر يوميا. وفي حين أكد الكردي أنه لغاية الآن هناك لواء واحد أعلن انشقاقه وانضم إلى الجيش الحر، وهو اللواء عدنان سلو الذي عين قائد القيادة المشتركة للجيش الحر، مشيرا إلى أن الجيش العربي السوري يضم في صفوفه نحو 4000 ضابط، بينهم نحو 150 لواء وما يقارب 2000 عقيد، فقد لفت إلى أنه خلال الثورة عمد النظام السوري إلى ترقية عدد كبير منهم بشكل عشوائي من دون أي شروط، إضافة إلى أنه استدعى عددا من المتقاعدين المعروفين بولائهم له ورفع رتبهم ورواتبهم.

وعن أهمية انشقاق ضابط برتبة لواء، يقول الكردي: «هذا دليل على انهيار الدائرة الضيقة المحيطة بالنظام، لا سيما أن عدد هؤلاء ليس كبيرا، ومن هم بهذه الرتبة هم من القيادات»، موضحا: «مع العلم أن الأهم ليس الرتبة، وإنما أهمية هذا الشخص وقدرته على اتخاذ القرار، وهذا ما يبدو واضحا من خلال وضع الضباط من الطائفة السنية الذين ليسوا أكثر من أرقام إضافية لا يحق لها اتخاذ القرارات المحصورة بأيدي الضباط العلويين».

وعما إذا كان هناك تواصل بين ضباط الجيش الحر والجيش النظامي، قال الكردي: «من الطبيعي أن نكون على تواصل مع زملائنا الذين قضينا معهم سنوات طويلة، لكن يبدو لنا واضحا أن هؤلاء، ولا سيما من ذوي الرتب العالية، أصبحوا متأكدين أن النظام زائل، لكن الطمع والخوف من خسارة المكاسب هو الذي يحول دون إعلان انشقاقهم». وهنا يرى الكردي أن هناك عددا من الضباط لم تتلوث أيديهم بالدماء، ولكن وجودهم لغاية الآن لا يزال يشكل غطاء لهذا النظام، وبالتالي فإن انشقاقهم سيلعب دورا أساسيا في ظهور الواقع الذي وصل إليه هذا النظام، مضيفا: «لكن بالتأكيد لم ولن نسامح من تلوثت أيديهم بالدماء، أو من كانت له اليد الطولى في إصدار الأوامر لقتل الشعب السوري، وسيحاكمون على جرائمهم».

وأعلن العميد مناف طلاس، وهو مقرب من الرئيس السوري بشار الأسد وأعلى مسؤول عسكري سوري يعلن انشقاقه، أمس أنه في باريس وأنه يأمل قيام «مرحلة انتقالية بناءة» في سوريا، وذلك في بيان سلم لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي هذا النص الذي يحمل توقيع «العميد مناف طلاس، باريس 17 تموز (يوليو) 2012» عبر هذا الضابط عن الأمل في «الخروج من الأزمة عن طريق مرحلة انتقالية بناءة تضمن لسوريا وحدتها.. استقرارها وأمنها، وتضمن لشعبها الغالي تطلعاته المحقة»، وأضاف: «لا يسعني إلا أن أعبر عن غضبي وألمي من زج الجيش لخوض معركة لا تعبر عن مبادئه».

من جهته، حذر السفير السوري السابق لدى العراق، الذي أعلن انشقاقه عن النظام السوري، نواف الفارس، في حديث لقناة «بي بي سي» البريطانية أول من أمس، من أن الرئيس السوري بشار الأسد سيستخدم أسلحة كيماوية ضد قوات المعارضة المسلحة، وأنه قد يكون استخدمها فعلا. وأضاف الفارس الذي أعلن انشقاقه في 11 يوليو (تموز) أن «أيام الأسد في الحكم باتت معدودة»، إلا أن الرئيس السوري بشار الأسد مستعد «لإبادة الشعب السوري بأكمله» للبقاء في السلطة. وردا على سؤال لصحافي «بي بي سي»، فرانك غاردنر عما إذا كان ذلك يعني استخدام أسلحة كيماوية، قال الفارس: «أنا مقتنع بأنه إذا حشر الشعب نظام بشار الأسد أكثر من ذلك، فسيستخدم أسلحة كهذه». وتابع أن «هناك معلومات غير مؤكدة تفيد بأن أسلحة كيماوية استخدمت في حمص». ورأى الفارس أن سقوط النظام «بات حتميا» الآن. وقال لـ«بي بي سي» من قطر التي لجأ إليها: «إنني واثق تماما أن هذه الحكومة ستسقط خلال فترة قصيرة». وأضاف: «نأمل أن تكون هذه الفترة قصيرة لتكون التضحيات أقل».