المعارضة السورية: لا حوار مع الأسد وكل من تلوثت أياديهم بدماء الشعب

ردا على المحادثات بين الروس وأنان حول الوضع في سوريا

TT

ردا على المباحثات الروسية مع المبعوث الدولي أنان، شدد عضو المجلس الوطني السوري نجيب الغضبان الموجود في نيويورك لمتابعة مناقشات مجلس الأمن لمشروع قرار فرنسي أميركي لإدراج خطة أنان تحت الفصل السابع، على أن «ثوابت المعارضة السورية تتمثل بحل سياسي من ضمن مبادرة جامعة الدول العربية ومبادرة أنان، وهي وقف القتل والقمع وسحب الجيش والمدرعات من المدن والمناطق السكنية، وتسليم (الرئيس السوري) بشار الأسد صلاحياته إلى نائبه وتشكيل حكومة انتقالية». وقال الغضبان في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «يريد الروس منا أن نتحاور مع الأسد، لكننا لن نتحاور مع قاتل الشعب السوري، وإن كان هناك من عملية تفاوضية فيجب أن تنطلق من البحث عن حكومة انتقالية تقود إلى صناديق الاقتراع وأن لا يكون للأسد أي دور في هذه العملية». أضاف: «يريد الروس أن يظهرونا أننا متشددون وهذا خطأ، نحن ننطلق من مبادئ ومطالب تقول: إنه لا حوار مع بشار الأسد ولا عائلته ومجموعة القتلة، فنحن لسنا مسؤولين عن إفشال خطة أنان ولسنا من قتل هذه الخطة بل الأسد وعصابته». وردا على سؤال عن أجواء مجلس الأمن عشية بحث مشروع القرار، أوضح أنه «لا قيمة لمبادرة أنان أو أي مبادرة أخرى إن لم تتقيد بمهلة زمنية وبقوة تحمي تطبيقها، والآن يهدد الروس باستخدام ضد وضع هذه الخطة تحت الفصل السابع وبالتالي فإن من يفشل خطة أنان هو النظام السوري والروس وأنان نفسه الذي يتحمل مسؤولية كبرى في ذلك لأنه لم يظهر نجاحا في فرضها». ورأى أن «فشل مجلس الأمن في إدراج مبادرة المبعوث العربي والدولي تحت البند السابع قد تدفع إلى فعل شيء من خارج مجلس الأمن». وتابع: «نحن كمجلس وطني سنطرق كل الأبواب، وربما نعود إلى مجلس الجامعة من ضمن ميثاق الجامعة واتفاقية الأمن العربي المشترك ونسعى لتمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه، بعد أن نكون استنفدنا كل الوسائل السياسية». وردا على سؤال عن الهدف من وجود وفد المعارضة في نيويورك، أجاب الغضبان «وجودنا هنا لإعطاء انطباع بأننا نحرص على حماية المدنيين بكل الطرق، ونريد حلولا سياسية ولا نتحمل في الوقت نفسه فشل مهمة أنان». أما عضو المجلس التنفيذي في «هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة مأمون خليفة، فأكد أنه «لا حوار مع هذا النظام، وأي تفاوض يجب أن يكون على انتقال سلمي للسلطة». وشدد على أن «التفاوض يكون مع من لم تلوث أياديهم بدماء السوريين وأموالهم». وأشار خليفة في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام الذي على رأسه بشار الأسد لا يقبل أن تحاوره معارضة وطنية، فهناك معارضة صنعها هذا النظام وهو يتحاور معها، في حين أن المعارضة الوطنية في الداخل والخارج قطعت الحوار معه نهائيا». وقال «في الأيام الأولى من الثورة كان يمكن أن يكون بشار الأسد جزءا من الحل، أما الآن فإنه بات جزءا أساسيا من المشكلة ولا حل إلا برحيله وانتصار الثورة». أضاف أن «الشعب السوري مدرك أنه إذا تمكن بشار الأسد من كسر الثورة وتكريس حكمه سيحول كل الشعب إلى عبيد، غير أن الشعب السوري هو شعب حر ويريد مجتمعا حرا ديمقراطيا يعيش فيه بكرامة». ورأى خليفة أن كوفي أنان «لم يقدم أي شيء للشعب السوري، فهو يلعب في الوقت الضائع لأن الدول الكبرى غير متفقة حتى الآن على إسقاط النظام في سوريا وهناك مساهمة دولية على تأجيل إسقاطه، لأن روسيا تحسبها خطأ وتعتبر أن مصلحتها الدولية مرتبطة ببقاء هذا النظام وهي تراهن على جواد خاسر، أما أميركا فهي غير قادرة على التحرك قبل الانتخابات الرئاسية القريبة أولا، وثانيا وهذا الأهم تنسق مع إسرائيل بحيث إن الولايات المتحدة تتكفل بإسقاط النظام عندما تضمن حماية حدود إسرائيل، لكن ليس في المعارضة الوطنية السورية شخص واحد يقبل إعطاء ضمانات لإسرائيل بعدم استعادة الجولان».