آيسلندا.. في القلب نيران تغلي وعلى السطح طبيعة ساحرة

غارقة في عزلتها وهدوئها مع نشاطها البركاني

TT

لا يذهب إلى آيسلندا سوى المغامرين، أصحاب الأرواح المحبة لسحر الطبيعة وإمكاناتها النادرة والجبارة. اليوم، غالبية الذين يترددون على الجزيرة هم من كبار السن والمتقاعدين الذين يبحثون عن الهدوء والسكينة وكذلك عن الهواء النقي في كوكب تزداد يوميا نسب التلوث فيه.. النسب التي لم تصل إلى هناك بعد. فحتى العاصمة ريكيافيك تعتبر من أفضل مدن العالم في نقاوة الهواء، وكذلك من أنظف مدن العالم، وهذا في حد ذاته يمثل معجزة. لكن من ميزات هذه العاصمة أنها ليست هدفا في حد ذاتها للسياح، الذين ما إن يصلوا إليها، حتى يستعدوا لمغادرتها إلى الأماكن الأكثر جذبا للسياح؛ مثل البراكين والينابيع الساخنة والأرياف الهادئة في الشمال، التي تعبر عن الأصل الحقيقي للحياة على هذه الجزيرة، خاصة البيوت التقليدية الآيسلندية، التي عادة ما تكون متوائمة مع الطبيعة وحدائقها مغطاة بالعشب الأخضر الذي لا يفارق الجزيرة لا صيفا ولا شتاء، وهي الأعشاب أو الحشائش التي لا تعلو كثيرا عن الأرض، كما أن الجزيرة كانت خالية تقريبا من الأشجار التي قطعت في أزمنة سابقة لاستخدامها في التدفئة والبناء، وهي اليوم تعود بنسب قليلة، حيث لا يمكن أن تنمو بسهولة بسبب قشرة التربة البركانية الرقيقة التي تغطي البازلت القاسي. وكذلك لا يمكن لأي نوع من الأشجار أن يعيش هنا. مع هذا، فإن المناخ الآيسلندي أقرب إلى المعتدل على الرغم من قربها من المحيط المتجمد الشمالي.

سكن البشر آيسلندا منذ اثني عشر قرنا، وتشير المراجع التاريخية وما يسمى «كتاب الاستيطان (لانتاومابوك)» إلى أن المغامر والزعيم النرويجي أنغولفر أرنارسون هو أول من أقام عليها بشكل دائم في عام 874م، في حين أن مغامرين كثرا، في ذلك الوقت، كانوا قد زاروا الجزيرة وأقاموا عليها طوال فصل الشتاء، لكنهم عادوا إلى بلادهم لعدم قدرتهم على تحمل المناخ البارد والقاسي شتاء.