وزير خارجية بريطانيا: هناك حاجة لقرار قوي في مجلس الأمن لوقف إراقة الدماء

الدبلوماسيون البريطانيون سيضاعفون جهودهم لإيجاد الحلول المناسبة للعنف في سوريا

وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ يجلس بمخيم الرمثا للاجئين السوريين بالأردن (أ.ب)
TT

قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، إن هناك حاجة لقرار قوي في مجلس الأمن الدولي يزيد الضغط على النظام السوري لوقف إراقة الدماء في سوريا.

وأكد هيغ أنه يجب عدم استبعاد أي خيار في سوريا التي تشهد أزمة مستمرة منذ 17 شهرا، مؤكدا الحاجة لقرار يتخذه مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع. وقال هيغ في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة في عمان إن «الوضع (في سوريا) خطير جدا ولا يمكن التنبؤ به، لدرجة أنني أعتقد أنه لا ينبغي استبعاد أي خيار في المستقبل». وأضاف «من الواضح أننا فشلنا حتى الآن. العملية التي أطلقها (مبعوث السلام للأمم المتحدة) كوفي أنان فشلت حتى الآن في تحقيق عملية سياسية سلمية، ولهذا نحن الآن بحاجة لأن يعزز مجلس الأمن بشكل كبير الضغط من أجل تحقيق ذلك».

وأعلنت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا والبرتغال أنه آن الأوان لتصعيد الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد وفرض عقوبات إن لم يوقف استخدام الأسلحة الثقيلة امتثالا لخطة سلام ذات ست نقاط تدعمها الأمم المتحدة. وقال هيغ «ليس هناك سبب الآن لعدم التوافق على قرار من هذا القبيل». وأضاف «نحن نتجادل بهذا الخصوص مع غيرنا من الدول الغربية والعربية في مجلس الأمن، وسنستمر في الجدل في هذا الشأن خلال الساعات المقبلة، بالطبع هناك خلافات مستمرة في المجلس»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأكد هيغ أن «ما رأيناه اليوم يجب ألا يدع لنا أي مجال للشك في أن المطلوب هو قرار يتخذه مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع».

واكد: «نريد توافقا في مجلس الأمن الدولي وليس اختلافا، ولا نرى عودة للحرب الباردة على الإطلاق»، مشيرا إلى أن هناك اختلافا بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن حول سبل معالجة الملف السوري في الوقت الذي نشهد فيه اتفاقا بين جميع الأعضاء على خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان وبنودها وضرورة تشكيل حكومة انتقالية.

وأشار هيغ إلى أن الأوضاع غير مطمئنة في سوريا، واصفا الوضع على الأرض السورية بأنه مرعب، لافتا إلى أنه لمس ذلك أثناء مقابلته عددا من المدنيين السوريين الذين فروا إلى الأردن بسبب تعرض منازلهم للقصف والسرقة، وأن البعض منهم استغرقت رحلته أربعة أشهر. وتابع هيغ: «لقد ضاعفنا مساعداتنا للشعب السوري المقدرة بنحو 17.5 مليون جنيه إسترليني لتقديم المساعدات الإنسانية لثمانين ألف سوري».

وأوضح أن هناك تعاونا وتنسيقا وتشاورا وثيقا ومستمرا بين الأردن وبريطانيا فيما يتعلق بعملية السلام وقضايا المنطقة والقضايا الدولية، لافتا إلى أن هذه القضايا كانت محور لقائه مع وزير الخارجية البريطاني، حيث تم بحث تطورات الوضع في سوريا وأهمية إيجاد حل سلمي وسياسي للأزمة هناك ووقف نزيف الدم وأهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه تداعيات استمرار هذه الأزمة على دول المنطقة، وتحديدا الأردن.

وقال جودة «إنه بحث مع نظيره البريطاني عملية السلام وضرورة إحياء الجهود المبذولة لهذه الغاية»، مستعرضا الجهود الأردنية المستمرة بقيادة الملك عبد الله الثاني في هذا الإطار. وأشار إلى أنه عرض خلال اللقاء الخطوات التي قام بها الأردن على مسار عملية الإصلاح والإنجازات التي تحققت في هذا الإطار. وكان وزير الخارجية الأردني ونظيره البريطاني قد بحثا خلال لقائهما العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات وتطورات الأوضاع في المنطقة، لا سيما سوريا وعملية السلام. وأكد الجانبان خلال اللقاء عمق وتميز العلاقات القائمة بين البلدين وضرورة استمرار التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا التي تشهدها المنطقة والتي تهم الطرفين.

على صعيد متصل، زار الوزير هيغ أمس (الثلاثاء) سكن البشابشة للاجئين السوريين في الرمثا (شمال الأردن) يرافقه الوزير جودة، واستمعا من نائب الممثل المقيم لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في المخيم إلى إيجاز عن أوضاعهم والخدمات المقدمة لهم.

والتقى هيغ عددا من اللاجئين السورين واستمع إلى معاناتهم، حيث عرضوا له عملية انتقالهم من سوريا إلى الأردن الذي قدم لهم العون والمساعدة.

وقال هيغ «سنضاعف جهودنا لإجراء دبلوماسي حاسم للوضع السوري والضغط على النظام السوري لتنفيذ التزاماته»، مشيرا إلى أن الدبلوماسيين البريطانيين سيضاعفون جهودهم لإيجاد الحلول المناسبة للعنف في سوريا.

من جانبه، قال جودة «إن هذه الزيارة تأتي للاطلاع على سكن السوريين والاطلاع على الأعداد المتزايدة من اللاجئين وفي إطار استمرار الحوار مع بريطانيا الذي بدأه الملك عبد الله الثاني خلال زيارته لبريطانيا الشهر الماضي».

وأضاف «إنه على الرغم مما يعانيه الأردن من شح الموارد، فإنه يستقبل الأشقاء السوريين لأننا نفصل بين المساق السياسي، حيث إننا نؤمن بالحل السياسي، وهناك الوضع الإنساني الذي يجب علينا التعامل معه لتقديم العون للأشقاء السوريين». وأشار إلى أن «أعداد اللاجئين في ازدياد، حيث عبر الحدود الأردنية السورية مساء أمس 700 لاجئ سوري ليرتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 130 ألف لاجئ»، مشيرا إلى أن الأردن يأمل أن تنتهي الأحداث في سوريا من خلال حلول سياسية تضمن عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم. وأوضح أن هناك أكثر من سبعة آلاف طفل سوري يتلقون الدراسة في مدارس أردنية، مشيرا إلى أن هناك عددا من المنظمات الدولية بدأت بتقديم الدعم للسوريين في الأردن.

وكان عدد من أبناء الرمثا قد اشتكوا من تردي الوضع في الرمثا لما تتحمله من عبء وجود آلاف اللاجئين السوريين في الرمثا وتزايد عددهم يوميا، مطالبين بضرورة توجيه الدعم للمدينة ومؤسساتها المدنية لتقوم بمسؤولياتها تجاه المواطنين.