حكم بالإعدام على جندي أفغاني قتل 5 جنود فرنسيين

دفع رشوة 12 يورو لمسؤول أفغاني لتجنيده في الجيش

TT

أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أمس أن حكما بالإعدام صدر على جندي أفغاني قتل خمسة جنود فرنسيين في قاعدة عسكرية في كابيسا (شمال غربي كابل)، بعد ستة أشهر من الحادث الذي دفع باريس إلى الانسحاب بشكل مبكر من أفغانستان.

وكان عبد الصبور فتح النار في 20 يناير (كانون الثاني) على مجموعة من المدربين الفرنسيين العزل أثناء ممارستهم رياضة الجري من دون أسلحة أو حماية في غوام في ولاية كابيسا التي اخترقها متمردو طالبان وكان يشرف عليها الجيش الفرنسي.

وقتل أربعة جنود فرنسيين على الفور وأصيب خامس بجروح توفي على أثرها في الأسابيع التي تلت الحادث الذي أدى إلى جرح 14 آخرين.

وصرح الجنرال محمد زاهر عظيمي المتحدث باسم وزارة الدفاع الصحافة الفرنسية أن محكمة عسكرية في سجن بول شرقي بالقرب من كابل حكمت على عبد الصبور بالإعدام، دون أن يضيف أي تفاصيل. وذكر مصدر قضائي في باريس أنه حكم على عبد الصبور بالإعدام شنقا. وتنفيذ أحكام الإعدام أمر نادر في أفغانستان حيث تلقى الحكومة الأفغانية دعم مانحين غربيين ألغى معظمهم هذه العقوبة.

وكان الحادث أثار غضب ساركوزي الذي اعتبره «غير مقبول» وعلق كل العمليات الفرنسية في أفغانستان لبضعة أيام قبل أن يعلن الانسحاب المبكر لقوات بلاده في أواخر 2013 بدلا من 2014 كما كان مقررا.

وقام الرئيس الجديد فرنسوا هولاند بتقديم الموعد إلى أواخر 2012 للقوات القتالية التي يبلغ عديدها ألفي جندي من أصل نحو 3500 ينتشرون حاليا في أفغانستان.

كما حدد منتصف 2013 موعدا لإعادة بقية القوات والعتاد.

وشكل مقتل خمسة جنود فرنسيين الهجوم الأول من سلسلة هجمات شنها جنود وعناصر من الشرطة الأفغانية في 2012 على قوات حلف شمال الأطلسي ومنها القوات الفرنسية.

ومنذ ذلك الحين لقي عشرون أجنبيا مصرعهم في ظروف مماثلة.

وعزا وزير الدفاع الفرنسي السابق جيرار لونغيه أولا الهجوم إلى «عنصر متسلل من طالبان». لكن أي مصدر أفغاني لم يؤكد ذلك.

من جهته وصف الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الحادث بأنه «معزول وفردي»، دون أن يتهم طالبان.

واكتفى عناصر طالبان الذين يسارعون عادة إلى تبني الهجمات على قوات الحلف الأطلسي بالإشادة بالتحرك الذي قام به «جندي أفغاني وطني وشجاع» عرف أن يحافظ «على إيمانه بالشرف الأفغاني والإسلامي».

ويعقد تضاعف الهجمات التي يشنها عناصر من قوات الأمن الأفغانية مهمة الحلف الذي يقوم منذ سنوات بتأهيل الجنود والشرطيين الأفغان على أمل تسليمهم مسؤولية الأمن في بلدهم في نهاية 2014.

وكشفت معلومات عديدة عن شخصية عبد الصبور أنه من شبه المستحيل لدولة هشة مثل أفغانستان تجنيد عناصر بشكل آمن لعسكرييها وشرطييها.

فالرجل الذي لا يملك هوية شخصية تمكن من رشوة أحد الذين يقومون بالتجنيد بثمانية يوروات لقبوله في 2011.

وقد فر بعد ثمانية أشهر ليتوجه إلى شمال غربي باكستان أحد معاقل طالبان قبل أن يلتحق مجددا بالجيش بدفعه 12 يورو للمسؤول نفسه.

وعبد الصبور معروف بنزعته إلى العنف. فقد ذكر مصدر في الشرطة أن عائلته تقدمت بشكوى ضده «لأنه هاجم عمه بفأس».

وروى والده محمد نور لموقع «ماكلاتشي» الإلكتروني الأميركي أن ابنه كان خلال توقيفه «يضرب نفسه ويضرب الآخرين ولا يسمح لأحد بالاقتراب منه». إلا أن هذا لم يمنع تجنيده مرتين.