المعارضة السورية: تفجير مبنى الأمن القومي حدث مفصلي وضع النظام على حافة الانهيار

نشار لـ«الشرق الأوسط»: السوريون حسموا موقفهم من دمشق وليسوا بحاجة لمجلس الأمن

TT

أجمعت مواقف المعارضة السورية على أن «ما حصل في دمشق (تفجير مبنى الأمن القومي وقتل قادة سياسيين وأمنيين) شكل منعطفا مهما في حياة الثورة السورية». وأكدت أن «تفجير حي الروضة هو حدث مفصلي وجه رسالة قوية إلى المجتمع الدولي والحكومة الروسية مفادها أن الشعب السوري لم يعد بحاجة إلى قرارات مجلس الأمن الدولي». ورأت أن النظام في سوريا على شفير الانهيار، وأن (الرئيس السوري) بشار الأسد، سيلاقي المصير الذي لقيه معمر القذافي».

فقد اعتبر عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، سمير نشار، أن «ما حصل في دمشق هو أحد إفرازات الثورة السورية، التي أثبت فيها السوريون أنهم ذاهبون إلى إسقاط النظام، والإطاحة ببشار الأسد، وأنهم بدأوا يجنون ثمار التضحيات التي قدموها». وقال نشار في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن التفجير الذي حصل اليوم (أمس) في دمشق، وجه رسالة قوية جدا إلى المجتمع الدولي وإلى الحكومة الروسية، مفادها أن الشعب السوري لم يعد يحتاج لمواقف وقرارات لا من مجلس الأمن الدولي ولا من روسيا، وأن الشعب السوري حسم موقفه من دمشق». ورأى أن «مصرع قيادات كبيرة في النظام، ومنها آصف شوكت (صهر الرئيس بشار الأسد)، هو دليل على أن هذا النظام بدأ يتداعى، خصوصا مع انشقاق المئات من الضباط من رتب عليا والالتحاق بالجيش الحر». وأكد أن «سوريا باتت على أبواب مرحلة جديدة تتأسس لتكون وطنا لكل السوريين، وخصوصا العلويين والمسيحيين الذين عليهم أن لا يخشوا الثورة، لأنه سيكون لهم دورهم ومكانتهم كمواطنين سوريين متساوون في الحقوق والواجبات كغيرهم من أبناء الشعب السوري». وأضاف: «ما حصل هو قطع للأفعى والنظام بات بأيامه الأخيرة، ومصيره سيكون مشابها تماما لمصير (العقيد الليبي السابق) معمر القذافي». وتوجه نشار إلى الحكومة الروسية قائلا: «المعركة في سوريا على مشارف الحسم لمصلحة الثورة، والسوريون ليسوا بحاجة لا لقراراتكم ولا لقرارات مجلس الأمن الدولي».

أما الناطق باسم «الهيئة العامة للثورة السورية»، بسام جعارة، فرأى أن «النظام السوري تصدع وتفكك، ومن يريد إنقاذ نفسه سيسارع إلى القفز من قارب بشار الأسد قبل أن يغرق، لأن الوضع انتهى والنظام انهار فعليا». وأكد جعارة لـ«الشرق الأوسط» أن «أكثر من 70 في المائة من الجيش السوري خرج عن طاعة بشار الأسد، الذي لم يبق معه إلا قوة من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، وهو (الأسد) سينسحب إلى الساحل بين ساعة وأخرى ليحاول إقامة دويلة له، لكنه لن ينجح، لأنه إذا وصل هو فلن تستطيع قواته الوصول إلى الساحل السوري»، مشيرا إلى أن «معظم المدن السورية ستتحرر خلال ساعات أو أيام قليلة جدا، وستحصل انشقاقات عسكرية وسياسية واسعة في السلطة». وقال جعارة: «لا تتفاجأوا إذا سمعتم بين ساعة وأخرى بنبأ فرار (نائب الرئيس السوري) فاروق الشرع إلى الأردن، وربما نسمع بعملية انقلابية داخل النظام يرعاها الروس، وقد تفاجئ الجميع». وعما إذا كان الشعب السوري سيقبل التعامل مع من يقوم بالانقلاب الذي قد يكون صورة عن نظام الأسد، أجاب: «ربما تكون هناك محاولة لوقف نهر الدم في سوريا ونقل السلطة إلى الشعب السوري»، متوقعا أن «يلجأ الأسد إلى قصف دمشق بالصواريخ الثقيلة، لكن عندها سيتغير الوضع كله على الأرض».

إلى ذلك أكد ممثل لجان التنسيق المحلية في سوريا، عمر إدلبي، أن عملية تفجير مركز الأمن القومي بدمشق «من شأنها أن تزعزع أركان النظام». وقال: «نعتقد أن النظام وجهت له ضربة قاتلة من خلال هذا التفجير»، مشيرا إلى أن «حارسا شخصيا لأحد كبار المسؤولين هو من نفذ هذه العملية بحزام ناسف»، معتبرا أن «هذه العملية ربما تكون اختراقا أمنيا كبيرا للنظام». وختم بالقول: «هذا يوم مفصلي ومنعطف كبير في مسيرة هذا النظام».

وأعلن المتحدث باسم «المجلس الوطني السوري»، جورج صبرا، أن «الجيش السوري الحر هو من سيقلب موازين القوى»، مشددا على أن «معركة دمشق بدأت منذ ثلاثة أيام و(الجيش الحر) يقاتل في أحيائها»، مشيرا إلى أنه «لوحظ زيادة الانشقاقات في الأسبوع الأخير إلى أكثر من 60 ضابطا، 2 منهم برتبة لواء، ما يؤشر إلى بدء تفكك وضع النظام السوري»، وقال صبرا: «على السوريين أن يستعدوا لنهاية النظام، وهذه الأيام مصيرية».