برهم صالح يلتقي القادة الإيرانيين في أول زيارة حزبية له لطهران

قيادي بحزبه: إيران تحاول تعويض خسائرها في سوريا عبر تقوية حلفائها في العراق

علي لاريجاني مستقبلا برهم صالح بطهران أمس («الشرق الأوسط»)
TT

يواصل الدكتور برهم صالح، نائب الأمين العام لـ«الاتحاد الوطني الكردستاني» الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، لقاءاته مع المسؤولين الإيرانيين في طهران، والتقى أمس رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني وأجرى معه مباحثات تركزت حول تداعيات الأزمة السياسية في العراق والعلاقات الثنائية بين «الاتحاد الوطني» وإيران. ونقل آلان رؤوف، السكرتير الصحافي المرافق لصالح في زيارته الحالية، لـ«الشرق الأوسط»، أن «صالح والوفد المرافق له التقوا رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني وبحضور السفير العراقي في طهران وتركزت مباحثاتهم حول تعزيز العلاقات بين إيران و(الاتحاد الوطني)، حيث نقل صالح إلى الجانب الإيراني تحيات الرئيس العراقي جلال طالباني، مؤكدا رغبة (الاتحاد الوطني) في تطوير العلاقات الثنائية التي تستند إلى أسس قوية تعود إلى عقود طويلة من التعاون الأخوي، ووقوف إيران إلى جانب المعارضة العراقية في مرحلة التصدي للنظام العراقي السابق بقيادة صدام حسين، وأكد الجانبان أهمية تعزيز تلك العلاقات وانعكاسها على التحالفات السياسية في العراق». وأضاف «وكانت تداعيات الأزمة السياسية الحالية في العراق والاصطفافات الناجمة عنها محورا من محاور اللقاء».

وكان صالح قد التقى في وقت سابق أول من أمس وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي وأجرى معه مباحثات تركزت حول تطورات الأزمة السياسية في العراق، وتداعيات أحداث المنطقة، إلى جانب بحث العلاقات الثنائية والتأكيد على تعزيزها.

وتعد زيارة برهم صالح إلى إيران هي الأولى من نوعها باعتباره نائبا للأمين العام، حيث سبق له أن زار لعدة مرات إيران عندما تولى منصبيه السابقين كنائب لرئيس الوزراء العراقي ورئيس حكومة إقليم كردستان.

وبحسب تصريحات لمصادر قيادية كردية، فإن الحديث يدور حاليا حول جهود تحاول إيران بذلها مع كل من قيادة «الاتحاد الوطني الكردستاني» وحركة التغيير الكردية المعارضة التي يقودها السياسي الكردي نوشيروان مصطفى النائب السابق لطالباني في حزب «الاتحاد» بهدف التقريب بينهما ردا على موقف الزعيم الكردي مسعود بارزاني رئيس «الحزب الديمقراطي الكردستاني» من الأزمة السياسية الحالية التي تعصف بالعراق، وإصراره على الإطاحة بحكومة نوري المالكي - الحليف القوي لإيران. وتحدثت تلك المصادر عن رغبة إيران في فك الاتفاق الاستراتيجي الذي يربط بين الحزبين (الديمقراطي والاتحاد الوطني) وعقد اتفاق بديل بين «الاتحاد» و«التغيير» وتقوية صفوفهما داخل الإقليم. ولكن قياديا في «الاتحاد الوطني» أكد لـ«الشرق الأوسط»، في تصريح خاص، أنه «رغم أن الهدف الأساسي لإيران من كل هذه التحركات التي بدأت أولا بتوجيه دعوة رسمية إلى رئيس حركة التغيير نوشيروان مصطفى ثم دعوة برهم صالح، هو تحقيق هذه الرغبة بجمع الحزبين، فإن الرؤية غير واضحة حتى لدى الإيرانيين أنفسهم، وسبب ذلك هو تشعبات وتداعيات الأزمة السياسية الحالية بالعراق وتشوش الرؤية والأفكار لدى القيادات العليا بإيران، حيث إن هذه الأزمة أظهرت تحالفات واصطفافات لم تكن متوقعة لدى الجانب الإيراني، فهناك الكثير من القوى السياسية التي كانت محسوبة بولائها لإيران وسياساتها في العراق، أصبحت تتخندق بالضد منها، مثل القوى الإسلامية الكردية التي أيدت سحب الثقة من المالكي.