استقبل الرئيس المصري، محمد مرسي، بعد ظهر أمس في مقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة، الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، أول رئيس عربي أو أجنبي يزور مصر في عهد الرئيس الجديد. واستهل أبو مازن الاجتماع بتهنئة الرئيس مرسي على تسلمه مهامه. وبحث الرئيسان العلاقات المصرية - الفلسطينية وسبل تعزيزها، والمصالحة الفلسطينية، وجهود إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وآخر تطورات الأوضاع في المنطقة، وعلى الساحة الفلسطينية. وأطلع أبو مازن الرئيس مرسي على مستجدات عملية السلام المتعثرة بسبب موقف الحكومة الإسرائيلية المتعنت الرافض للالتزام بأي من الاتفاقات الموقعة بين الجانبين، وبمرجعيات عملية السلام، ووقف الاستيطان.
وحضر الاجتماع عن الجانب الفلسطيني إضافة إلى أبو مازن كل من عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، ومفوض العلاقات الوطنية في اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، ووزير الشؤون الخارجية، رياض المالكي، والناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية، مجدي الخالدي، وسفير فلسطين في القاهرة، مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، بركات الفرا. وشارك فيه عن الجانب المصري، إضافة إلى الرئيس مرسي، رئيس المخابرات العامة، اللواء مراد موافي.
وفي سابقة يستقبل الرئيس مرسي اليوم وفدا رفيع المستوى من حركة حماس من الداخل والخارج برئاسة خالد مشعل، رئيس مكتبها السياسي، الذي وصل إلى القاهرة صباح أمس قادما من المغرب. وقال المتحدث الإعلامي باسم مشعل إنه لأول مرة يلتقي رئيس مصري وفدا من الحركة. وأضاف أن هذا حدث تاريخي بالنسبة للحركة؛ أن يلتقي رئيس مصري وفدا من حماس.
وقال إن الوفد سيقدم التهنئة للرئيس مرسي على انتخابه رئيسا لجمهورية مصر العربية. وبالتأكيد سيتطرق اللقاء إلى التطورات على الساحة الفلسطينية والجهود التي تقوم بها مصر من أجل إتمام ملف المصالحة الفلسطينية والاحتياجات اللازمة للشعب الفلسطيني، خصوصا في قطاع غزة، وأهمها فتح معبر رفح على مدار الساعة، ودعم مصر لقطاع غزة بالكهرباء والغاز والطاقة، وكذلك عمليات الاستيطان والتهويد المستمر للأراضي الفلسطينية، وبخاصة في القدس. وحسب المتحدث فإن اللواء مراد موافي، رئيس جهاز المخابرات المصرية، التقى أمس مشعل من أجل التحضير للقاء الرئيس مرسي وبحث القضايا التي تعرقل ملف المصالحة وطرق علاجها وقضايا أخرى. ولم يستبعد المتحدث الإعلامي إجراء لقاء بين الرئيس عباس ومشعل، وقال إن كل الاحتمالات مفتوحة، وهذا اللقاء يتوقف على إزالة أي عقبات أمام انعقاده.
وكان جهاز المخابرات العامة المصرية قد توصل مع حركتي فتح وحماس إلى اتفاق على تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة أبو مازن وعمل المجلس التشريعي.. واتفقت فتح وحماس (برعاية مصرية) على إعلان هذا الاتفاق في القاهرة في 20 يونيو (حزيران) الماضي، ولكن انشغال مصر بالانتخابات الرئاسية وتوقف لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة عن العمل أجل هذا اللقاء.
وتقول لجنة الانتخابات إن الحكومة الفلسطينية المقالة تتدخل في عملها، وعودة عمل هذه اللجنة في غزة، وتضع حركة فتح عودة لجنة الانتخابات إلى غزة وممارسة عملها، شرطا ضروريا ومهما من أجل إعلان تشكيل الحكومة الجديدة، ويعتقد أن عودة اللجنة لعملها في غزة سيكون هو المفتاح للقاء عباس مشعل خلال الساعات القادمة.