آصف شوكت: امتلك قلب بشرى الأسد

أحكم قبضته على مفاصل النظام

TT

لم تكن أمس المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها عن مقتل نائب رئيس الأركان العامة في الجيش السوري وصهر الرئيس السوري بشار الأسد آصف شوكت، إذ ترددت في 25 شهر مايو (أيار) الفائت أنباء عن مقتله مسموما خلال عملية تبنتها كتيبة تابعة للجيش السوري الحر قيل إنها استهدفت أعضاء خلية الأزمة السورية من دون أن يتم التأكد من صحتها. لكن اللافت أن شوكت لم يظهر إعلاميا أو شعبيا منذ ذلك الحين، علما أنه من القادة الأمنيين السوريين ذوي الإطلالات القليلة.

برز اسم شوكت خلال الثورة السورية من خلال إشرافه على العمليات العسكرية والأمنية التي استهدفت محافظة حمص تحديدا، ويعتبره الناشطون المعارضون واحدا من أبرز المتورطين في عمليات قتل المدنيين في سوريا. ويقول أحد المعارضين لـ«الشرق الأوسط» إن شوكت تردد كثيرا بعد اندلاع الثورة السورية إلى فندق السفير حيث كان يعقد اجتماعات مع قيادات اجتماعية ودينية ويبعث معهم برسائل تهديد إلى قياديي الثورة ملوحا بإحراق حمص بأكملها. قبل التسعينات لم يلعب شوكت، المولود عام 1950 في مدينة طرطوس الساحلية والمتحدر من عائلة يقال إنها من الرحّل الذين تمركزوا في قرية المدحلة (طرطوس)، دورا بارزا في الذراع الأمنية للنظام السوري. بعد إنهاء دراسته الجامعية وتطوعه في الكلية الحربية وتخرجه كضابط اختصاص مشاة في عام 1979، شارك شوكت في قمع جماعة الإخوان المسلمين قبل أن يرأس سرية الاقتحام في الوحدات الخاصة في حوادث حماه الشهيرة.

بعد نجاحه بمهمات عسكرية عدة أوكلت إليه، نقل الرئيس الراحل حافظ الأسد شوكت إلى القصر الجمهوري، حيث التحق بوحدة «الحماية الأمنية - المرافقة الخاصة»، وتولى مهمة حماية ابنة الأسد الوحيدة بشرى، التي سرعان ما وقعت في غرام الضابط الشاب، تاركة خطيبها الدكتور محسن بلال (وزير الإعلام السابق). لكن شقيقها الأصغر باسل كان لهما بالمرصاد ولم يتردد في اعتقال شوكت لمرات عدة وملاحقته حتى وفاته عام 2004، ليتزوج الحبيبان عام 2005 بعدما هربا إلى إيطاليا سرا.

لعب شوكت دورا أساسيا، خلال سنوات الأسد الأب الأخيرة وبعد تولي الأسد الابن للحكم، داخل عائلة الأسد الصغيرة وفي النظام الأمني وبدأ نفوذه الفعلي يكبر مع تعيينه عام 2005 مديرا للاستخبارات العسكرية السورية قبل أن يصبح عام 2009 رئيسا للأركان.