أبو مازن: عازمون على التوجه للأمم المتحدة.. ولقاء مشعل غير مبرر

مرسي يستقبل وفدا من حماس.. والرشق يصف اللقاء بالتاريخي

مرسي خلال اجتماعه مع وفد حماس برئاسة مشعل في القاهرة أمس (رويترز)
TT

في ختام زيارته الأولى لمصر في عهد الرئيس محمد مرسي، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) عزمه على التوجه للأمم المتحدة للحصول على وضع دولة غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة بسبب عدم تقديم إسرائيل أي إشارات جدية تفتح باب المفاوضات، وكذلك عزمه لقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في مطلع أغسطس (آب) المقبل، نافيا أن يكون ذلك جراء ضغوط قطرية.

في غضون ذلك، استقبل الرئيس مرسي في قصر الرئاسة مشعل وفدا كبيرا من حماس وصل إلى القاهرة أول من أمس قادما من المغرب، وهي المرة الأولى التي يستقبل فيها رئيس مصري وفدا من حماس. ووصفت حماس الاجتماع بالتاريخي.

وقال أبو مازن خلال لقاء مع رؤساء تحرير الصحف المصرية في مقر إقامته بقصر الضيافة في القاهرة، قبل أن يغادر إلى الأراضي الفلسطينية عبر عمان، إن الحديث مع الرئيس مرسي تناول 4 قضايا، الأولى هي موضوع التوجه للأمم المتحدة، موضحا أن الحصول على دولة غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة «سيفيدنا بأننا سنكون دولة تحت الاحتلال، وهذا لا يجعل إسرائيل تتذرع بأن الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 ليست أراضي متنازعا عليها». وأضاف «حتى الآن لم نقرر متى سنذهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسنتشاور مع الإخوة العرب من خلال اجتماع لجنة المبادرة العربية في الدوحة في 22 من الشهر الحالي، وسنقوم بالتشاور معهم حول متى سنذهب، وكيفية عمل غطاء عربي لنا لإنجاح هذا التحرك».

وتابع أبو مازن القول «إننا إذا طرحنا هذا الموضوع على الجمعية العامة للأمم المتحدة سنحصل بسهولة على نحو 133 صوتا، وهي أغلبية كبيرة تمكننا من الحصول على دولة غير كاملة العضوية، وسنتعامل مع الدول على أننا دولة ولكن هذا الإجراء لن نقدم عليه إلا بعد التشاور مع الدول العربية والدول الفاعلة في المجتمع الدولي».

وردا على سؤال حول موضوع الحدود المؤقتة التي تطرحها إسرائيل وعما إذا كانت القيادة الفلسطينية تقبل بها، قال «نحن رفضنا هذا الطرح في السابق ونرفضه حاليا لأننا نريد دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف».

وأضاف أن الموضوع الثاني الذي «تحدثت حوله مع الرئيس المصري محمد مرسي هو الأزمة المالية التي تمر بها السلطة، فنحن نمر بأزمة كبيرة جدا وتوقفنا عن دفع كامل الرواتب للموظفين، إذ تم دفع 60 في المائة لكل موظف من راتبه، لكن السعودية قدمت لنا 100 مليون دولار ستساعدنا للمضي قدما للأمام، لكن سنظل نعيش نفس الأزمة. والموضوع الثالث الذي تحدثنا عنه هو المصالحة الوطنية الفلسطينية، إذ كان من المفترض أن تقوم لجنة الانتخابات المستقلة بالذهاب إلى قطاع غزة وتسجيل عدد 300 ألف مواطن فلسطيني لم يتم تسجيلهم منذ عام 2006، وذلك حسب اتفاق القاهرة للمصالحة الوطنية الذي وقع في 4 مايو (أيار) 2011، لكننا فوجئنا بأن حماس أوقفت أعمال اللجنة من دون أي أسباب، فالمصالحة تعني إجراء الانتخابات وأي أحد ينجح سيأخذ السلطة، فالانتخابات ليست (عود كبريت) يستخدم مرة واحدة فقط». وأكد مجددا أنه «إذا جرت الانتخابات وفازت حماس سنسلم لها السلطة بكل تأكيد، فأنا في عام 2006 رغم أنني كنت على يقين أن حماس ستفوز في هذه الانتخابات وقادة حركة فتح قالوا سنخسر هذه الانتخابات، فإنني صممت على أن تجرى، وأنا مصمم على إجراء الانتخابات الآن مهما كانت نتائجها. وأما الموضوع الرابع الذي بحثته مع الرئيس مرسي هو ما أذاعته بعض القنوات الفضائية حول استشهاد الرئيس ياسر عرفات وقولهم إن هناك مادة البولونيوم المشعة في ملابسه، ونحن أعلنا بكل وضوح أننا ليس لدينا أي مانع من فتح قبر الشهيد ياسر عرفات أمام أي لجنة دولية من أجل استجلاء الحقيقة».

وردا على سؤال عما إذا كان سيلتقي بمشعل في القاهرة، قال «اتفقنا على كل شيء، ولا توجد أي مشكلة، ولا يوجد أي مبرر للاجتماع، فنحن اتفقنا هنا في القاهرة ويبقى أن تبدأ لجنة الانتخابات عملها في غزة لكي نشرع في تشكيل الحكومة والكرة الآن في ملعب حماس».

وعلى صعيد آخر، وللمرة الأولى في تاريخ العلاقات المصرية مع حركة حماس استقبل الرئيس مرسي وفد حماس برئاسة مشعل، وبحث الجانبان آخر تطورات المصالحة الفلسطينية والجهود التي تبذلها مصر لدعم القضية الفلسطينية وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، إلى جانب جهود مصر في دعم الشعب الفلسطيني في غزة ورفع المعاناة عنه. وقدم مشعل تعازي الحركة بوفاة مدير المخابرات السابق عمر سليمان.

ووصف عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس اللقاء بالتاريخي «بكل معنى الكلمة، وهو ثمرة طيبة من ثمار الربيع العربي، وثورة الشعب المصري العظيم. كان لقاء جميلا ودافئا وإيجابيا». وأضاف «بحثنا فيه تطورات القضية الفلسطينية، وتناولنا ملف المصالحة بعمق وتفصيل. وكان الرئيس المصري مهتما جدا وجادا بإنجاز المصالحة الفلسطينية وتوحيد الصف الفلسطيني، كما بحثنا سبل معالجة العقبات والمشاكل التي تواجه أهلنا في قطاع غزة، وتفعيل الحركة على معبر رفح ومعالجة مشكلة الكهرباء».

حضر اللقاء موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وأعضاء المكتب السياسي من غزة الدكتور محمود الزهار وخليل الحية ونزار عوض الله ومحمد نصر وسامي خاطر وعزت الرشق وصالح العاروري.