ما بعد تفجير دمشق: المعارضة السورية تجمع على «إسقاط النظام» عسكريا وشعبيا

أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط»: العمليات النوعية ستركز على دمشق وحلب.. والمباحثات مستمرة لتنفيذ مقررات مؤتمر القاهرة

TT

يجمع أطراف المعارضة على أن التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي في دمشق أول من أمس، ليس كما بعده، وهذا ما يجعلها تعد العدة للخطط المستقبلية ولا سيما العسكرية والشعبية منها، وهذا ما يؤكده عمر إدلبي الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا، لـ«الشرق الأوسط»، معتبرا أن تفجير دمشق أثبت أن إسقاط النظام لن يتحقق إلا بالاعتماد على قدرات الجيش الحر وقوى الحراك الثوري. وكان أيضا، رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا قد دعا ضباط وعناصر الجيش السوري إلى الوقوف إلى جانب الشعب والانشقاق عن النظام، كما دعا المواطنين السوريين إلى الاستمرار في التظاهر والإعداد لعصيان مدني شامل في سائر المناطق السورية. وفي حين أوردت قناة «المنار» اللبنانية خبرا أمس نقلا عن مصدر أمني سوري أن «انتشار 17000 عنصر إرهابي مسلح في دمشق قد يجعل القوات المسلحة النظامية تنسحب تكتيكيا إلى الساحل»، قال أحمد رمضان، عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، لـ«الشرق الأوسط»: «التركيز بات الآن على مدينتي دمشق وحلب، حيث سيتم تنفيذ العمليات النوعية لإنهاك قوات النظام وإخراجها منهما»، مضيفا: «العمل اليوم هو على مستويين، ميداني وسياسي. ويرتكز الأول على الدفع باتجاه تحرير بقية المناطق من سيطرة النظام، وهذا ما يدل عليه تحركات الجيش السوري الحر والكتائب الميدانية على الأرض». موضحا: «التركيز اليوم على المنطقة الشرقية (دير الزور) والشمالية (حلب وإدلب) والوسطى (حمص وحماه) والجنوبية (درعا) بهدف تحريرها»، مضيفا: «نتيجة عملية مبنى الأمن القومي كان لافتا انشقاق عدد كبير من الضباط، إضافة إلى مئات الجنود الذين تركوا مراكزهم وأعلنوا انشقاقهم»، مؤكدا أن الجيش الحر تمكن من طرد قوات النظام من عدد كبير من الحواجز العسكرية وفي بعض المراكز الأمنية، وتم تحرير مدينتي إعزاز والباب في حلب.

أما على الصعيد السياسي فيرى رمضان أن «الحل الوحيد الذي لا يمكن التنازل عنه هو تنحي الأسد، وهذا ما يعمل عليه المجلس الوطني من خلال مباحثاته مع كل الأطراف لتفعيل الخطة الانتقالية التي أقرت في مؤتمر القاهرة تحت رعاية الجامعة العربية، وسنبذل ما بوسعنا لتصبح جاهزة للتنفيذ في أقرب وقت ممكن». وتعليقا على خبر قناة «المنار»، يعتبر رمضان أن «قوات النظام أصبحت أولا فاقدة للمعنويات، وثانيا بلا قيادة ومنظومة عسكرية، حتى إن منظومة الاتصال داخل القيادة العسكرية والأمنية فقدت أكثر من 50 في المائة من قدرتها على الاستمرار، وبالتالي فإن التواصل مع كتائبها في الميدان بدأ يتقلص، وأصبحت أيضا مخترقة من الجيش الحر وشباب الثورة. كل ذلك أفقدها القدرة على المباغتة في العمليات العسكرية، وهذا ما سينعكس ليس فقط على العناصر العسكرية وإنما أيضا على الشخصيات الذين هم في صلب النظام».

كذلك أكد عمر إدلبي لـ«الشرق الأوسط» أن العمل اليوم يهدف إلى تصعيد الحراك الثوري في كل المناطق ودعم الجيش الحر وربطه مع الحراك الثوري، ليعملا ضمن استراتيجية واضحة. وفي حين يقول: «لن نقبل بعد اليوم بالحلول السياسية التي تضع الضحية والجلاد في خانة واحدة وتمنح الأسد المزيد من الوقت لارتكاب الجرائم وقتل الشعب»، يلفت إلى أن «هذا لا يعني أن الحلول السياسية انتهت، بل ستبقى هي النافذة التي نأمل أن ننتقل بها إلى مستقبل آمن مع التأكيد على رفض أي سلطة انتقالية يكون فيها أي شخص من مجرمي النظام».

بدوره أكد ضابط قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن «مرحلة إسقاط النظام التي بدأت بالعد العكسي ستكون من العاصمة، وهذا ما سيتحقق من خلال تنفيذ المزيد من العمليات النوعية المشابهة لتفجير دمشق، وإن كان تنفيذها خاضعا للظروف والمستجدات»، مضيفا: «الخطة اليوم ترتكز على العمل بهدف استنزاف النظام وإضعافه والتأثير عليه بكل مفاصله، وذلك عبر مراحل متتالية، وهذا ما نعمل عليه من خلال استهداف الحواجز العسكرية والاشتباك مع العناصر المنتشرة في العاصمة والوصول من خلالها إلى المباني والمقرات الأمنية التي لن يتمكن أو يجرؤ على قصفها نظرا لوجودها في الأحياء»، مؤكدا أن العمل سيبقى مستمرا في موازاة ذلك في المناطق السورية الأخرى، والدفع أيضا باتجاه تسجيل المزيد من الانشقاقات، ليس فقط عسكريا وإنما أيضا سياسيا ودبلوماسيا».