نفي وبث شريط لنائب في «التشريعي» يدعو لمقاطعة أفراد الأمن اجتماعيا

فتح تدعو للتصدي لعقلية حماس «الانقلابية»

TT

لم تكد تمضي ساعات قليلة على نفي أمين سر المجلس التشريعي من حماس، محمود الرمحي، دعوته لمقاطعة أفراد الأجهزة الأمنية في الضفة «اجتماعيا» حتى بثت حركة فتح مقطعا لفيديو المقابلة التي دعا فيها الرمحي لهذه المقاطعة، وهو ما وتر الأجواء بشكل كبير بين الحركتين في الضفة.

وخلال 48 ساعة، كان حديث الرمحي، الشغل الشاغل لفتح وحماس في الضفة، وتبادلت الحركتان الاتهامات، بتخريب المصالحة، وتغليب أجندة أخرى عليها. ونفى الرمحي التصريحات وقال إنها مجتزأة، وفي غير سياقها، متهما فتح بتوتير الأجواء، وردت فتح بتذكيره بتصريحاته، وقالت إنها «دعوة صريحة لانقلاب حمساوي في الضفة على غرار انقلابهم في قطاع غزة». وقال في تصريحاته «لم ترد بالسياق الذي أورده الناطق باسم فتح أحمد عساف، وإنما هي اجتزاء للكلمات بهدف استغلالها في توتير الساحة الفلسطينية».

وأضاف الرمحي في تصريح مكتوب «إن ما جرى الحديث عنه هو وصف للحالة الأمنية السائدة في الضفة التي تعمل على تقطيع الأواصر الاجتماعية في مجتمعنا الفلسطيني، فمن يأتي يعتقل في الصباح ويعود لمشاركة ذوي المعتقل مناسباتهم في المساء يستهتر بمشاعر المعتقلين وذويهم ويجرح كرامتهم». وتابع «إن سبل مقاومة الاعتقال السياسي لا تتعدى الاعتصام السلمي والإضراب للحد من استهتار الأجهزة الأمنية بكرامة المواطنين». ودعا الرمحي السياسيين من فتح وغيرها «إلى توخي الصدق في التعليق على ما يرد من تصريحات دون مغالاة وعدم اجتزاء الكلام بهدف تسويق أهواء وأهداف خاصة».

وفورا ردت فتح على الرمحي بشريط فيديو، ظهر فيه أحد مذيعي قناة «الأقصى» الفضائية التابعة لحماس يتحدث إلى الرمحي عبر الهاتف، ويسأله عن الوقوف ضد الظلم في الضفة الغربية، باعتبار السلطة تمثل «آخر من تبقى من حكم العسكر»، على حد تعبيره، فرد عليه الرمحي، قائلا إنه لا يدعو لرفع السلاح في وجه السلطة، ولكنه يدعو إلى قضيتين مهمتين «الأولى، هي كسر حجز الصمت والخروج في مسيرات ومظاهرات واعتصامات وإضرابات وغيره، وثانيا، لا بد من مقاطعة أفراد هذه الأجهزة (الأمنية) مقاطعة اجتماعية». وأضاف «لا يعقل أن يعتقلني ابن عمي وأنا أدعوه إلى عرسي ومناسبتي، ولا يعقل أن يعتقلني ويأتي يعيد علي (يزورني في العيد)».

واستهجن المتحدث باسم فتح أحمد عساف، بعد نشره الشريط «نفي الرمحي لتصريحات موثقة». وقال عساف، في تصريح صحافي «إن هذه التصريحات جاءت أثناء مقابلة مع الرمحي على فضائية (الأقصى) التابعة لحماس، والتي قال فيها وحرفيا، لا بد من مقاطعة أفراد هؤلاء الأجهزة الأمنية مقاطعة اجتماعية». وأضاف «إن موقف الرمحي من الأجهزة الأمنية هو دليل آخر على العقلية الانقلابية التي تعشعش في رؤوس قيادات حماس في الضفة، وهي ذات العقلية لزملائهم في غزة، والواجب الوطني يدعو أبناء شعبنا للتصدي إلى هذه العقلية، التي من شأنها إلحاق أفدح الأضرار بمشروعنا الوطني وقضيتنا العادلة».

واعتبر عساف أن تصريحات الرمحي «تمثل دعوة صريحة للفتنة، والانقلاب، والحرب الأهلية، واستنساخ لتجربة حماس الكارثية في غزة على الضفة».

ووصف عساف عقلية حماس «بالانقلابية القائمة على أساس الإقصاء، والعزل، والنفي للآخر». وقال «هي التي قادت إلى ما جرى في غزة من انقلاب دموي على الشرعية الفلسطينية، وهي التي أدت إلى الانقسام المدمر، وهي ذاتها التي تحول اليوم دون تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية، لأنها لا تستطيع التعايش إلا مع نفسها». وهاجم عساف حماس قائلا، إن قيادتها عودتنا «على المراوغة والكذب واللف والدوران، واستسهال إعطاء التصريحات والمواقف في الصباح، ونفيها في المساء».