المغرب: وكالة بيت مال القدس تشكو من ضعف التمويل

تطلق حملة خلال شهر رمضان لمواجهة خطط تهويد المدينة المقدسة

TT

قال عبد الكبير العلوي المدغري، المدير العام لوكالة بيت مال القدس، المنبثقة عن لجنة القدس، إن التبرعات للوكالة التي تنفذ مشاريع خيرية في القدس، تعرف تراجعا كبيرا، مشيرا إلى أن الدول العربية والإسلامية والمؤسسات والهيئات المقتدرة لم تلتزم بوعودها لتدعيم الوكالة.

وقال المدغري، خلال لقاء صحافي بمقر وكالة بيت مال القدس بالرباط، إن حصيلة التبرعات خلال العام الماضي عرفت تراجعا ملحوظا مقارنة مع عام 2010 بلغت نسبته 78 في المائة، إذ إنها لم تتجاوز مليون وتسعمائة ألف دولار، وعزا ذلك إلى عزوف الدول والمؤسسات والأشخاص عن التبرع لتمويل المشاريع التي تنجز في مدينة القدس. وأوضح المدغري أن غياب الدعم والمساندة من طرف الدول العربية والإسلامية، يحول دون تنفيذ الوكالة لمشاريعها المبرمجة في القدس لمساعدة المدينة وسكانها.

وقال إن من أبرز هذه المشاريع حاجة سكان القدس إلى بناء ما بين 15 و20 وحدة سكنية في المدينة القديمة، وحاجة قطاع التعليم إلى بناء 28 مدرسة بطاقة استيعابية تبلغ 864 فصلا دراسيا، وبناء 29 حضانة للأطفال موزعة على أحياء القدس، وتجهيز مراكز العلاج في المستشفيات الخاصة ودعم موازناتها الإدارية، بما لا يقل عن 30 في المائة لسد النقص، بالإضافة إلى إنشاء مراكز ثقافية وملاعب رياضية ومتنزهات للترفيه والتثقيف.

وقال المدغري إن القطاع النسائي يحتاج كذلك إلى دعم يمكنه من تطوير مهارات النساء في الحرف والمشاريع المدرة للدخل. وأشار المسؤول المغربي إلى أن الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري للمدينة يتطلب ترميم 3 آلاف عقار تتوزع بين بنايات أثرية ومساجد وكنائس، وصيانة المقابر الإسلامية ومرافق اجتماعية واقتصادية. وأعلنت الوكالة أنها قررت إطلاق حملة التبرعات خلال شهر رمضان لمواجهة مخططات سلطات الاحتلال الرامية إلى تهويد القدس وطمس هويتها وتغيير وضعها القانوني وفق خطة تهدف إلى خلق خلل عميق في البنية الديموغرافية للمدينة، ينتهي بتحويل سكان القدس من العرب إلى أقلية لا تتعدى 16 في المائة من سكان هذه المدينة.

وقالت الوكالة في تقرير وزع خلال اللقاء الصحافي، إنه لتحقيق هذا المخطط تعمل سلطات الاحتلال على تكريس سياسة الحصار، وخنق التجارة واختلاق المشكلات لإضعاف النسيج الاقتصادي، في المقابل، تشجع حكومة الاحتلال شبكة الأسواق الإسرائيلية المتخصصة في تسويق موادها التموينية والاستهلاكية والترخيص لاجتياح الأسواق المقدسية، بالإضافة إلى إثقال كاهل المقدسيين بالضرائب، وأشار التقرير إلى أن هذا الوضع أدى إلى تراجع الإنتاجية وتقلص فرص العمل لتصبح نسبة السكان العرب تحت خط الفقر في القدس 69 في المائة. يشار إلى أن «وكالة بيت مال القدس» تحصل على معظم تمويلها حتى الآن من المغرب.

على صعيد آخر، انتقدت «مجموعة العمل المغربية لمساندة العراق وفلسطين» استضافة حزب العدالة والتنمية الإسلامي الناشط الإسرائيلي عوفير برونشتاين، في مؤتمره السابع الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي.

وذكرت المجموعة، وهي من أكثر الجمعيات المناهضة للتطبيع تشددا، في بيان لها أنها تلقت باستغراب شديد نبأ حضور برونشتاين في المؤتمر السابع للحزب الذي كان الشعار الرئيسي فيه هو «الشعب يريد تحرير فلسطين»، والذي عرف دائما وما زال بمناهضته لكل أشكال التطبيع.

وكان حضور برونشتاين في مؤتمر الحزب الذي يقود الحكومة المغربية، قد خلف جدلا واسعا، ألقى بظلاله على النجاح الذي حققه المؤتمر على مستوى التنظيم، وكذا على مستوى تماسك قيادته.

واستضاف المؤتمر أيضا خالد مشعل، رئيس حركة حماس. وتحدثت صحف محلية عن أن محادثات جرت خلال مأدبة عشاء أقامها الحزب لضيوفه بين برونشتاين ومشعل، بيد أن حماس نفت ذلك، وكذا قياديون في الحزب.