تراجع حدة المسيرات الاحتجاجية بالأردن في أول أيام رمضان

جراء ارتفاع غير مسبوق منذ 30 عاما في درجات الحرارة

أردني يتلو آيات من القرآن الكريم بحضور لاجئين سوريين في جامع الرمثا الكبير في اول ايام رمضان أمس ( أ ب)
TT

تراجعت أمس الجمعة حدة المسيرات السلمية في الأردن المطالبة بتسريع وتيرة الإصلاح الشامل ومكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين وذلك مع بداية أول أيام شهر رمضان المبارك وارتفاع درجات الحرارة التي وصلت إلى 40 مئوية في بعض المناطق نتيجة تأثر البلاد بموجة حارة لم يسبق لها مثيل منذ 30 عاما، تسيطر على المنطقة منذ أكثر من أربعة أيام.

ففي العاصمة عمان خلا صحن وسط المدينة وبالتحديد أمام المسجد الحسيني المكان التي اعتادت الحركة الإسلامية وأحزاب المعارضة انطلاق مسيراتها الأسبوعية أمس من المسيرات أو الوقفات الاحتجاجية بسبب ارتفاع درجة الحرارة واكتظاظ الأسواق المجاورة بالمتسوقين لموائد الإفطار فقد أنهت صلاة الجمعة وتفرق المصلون بهدوء إلى قضاء حاجاتهم.

وهذا الحال انطبق على العديد من المدن الأردنية التي اعتادت كل يوم جمعة الخروج بمسيرة أو اعتصام تطالب بتسريع وتيرة الإصلاح ومكافحة الفساد.

وأشار ناشطون إلى أن الحراك الشعبي وأحزاب المعارضة قد تنشط في المساء أو بعد صلاة التراويح إلا أن ارتفاع درجات الحرارة قد أثر على حركة المسيرات.

واقتصرت نشاطات أمس على وقفة تضامنية نفذها العشرات من تنسيقية الحراك الشعبي والشبابي في شمال الأردن أمام مبنى محافظة إربد (100 كيلومتر شمال عمان) للمطالبة بالإفراج عن الناشط الأردني سعود العجارمة بعد مرور أكثر من عشرين يوما على اعتقاله، مطالبين بوقف سياسية اعتقال الناشطين ومحاكمتهم أمام محكمة أمن الدولة.

وطالب ممثلو الحراك الشعبي والشبابي في لواء المزار الجنوبي بمحافظة الكرك (150 كيلومترا جنوب عمان) خلال الوقفة الاحتجاجية التي نفذوها بعد صلاة الجمعة في ساحة مسجد جعفر بن أبي طالب في مدينة المزار الجنوبي الحكومة الأردنية بوقف ارتفاع أسعار المواد التموينية وفرض الضرائب على المواد الأساسية للمواطنين في ظل تأكل دخل الفئات الاجتماعية والطبقات الفقيرة من أبناء المجتمع. كما طالبوا بإعادة النظر في قانون الانتخابات وإجراء التعديلات اللازمة عليها بما ينسجم مع مطالب أبناء المجتمع المحلي وأحزابه الوطنية وإلغاء الصوت الواحد وخصخصة الشركات الاقتصادية واسترجاع أموال الشعب ومحاسبة الفاسدين.

ونظم الحراك الشعبي والشبابي في محافظة الطفيلة (180 كيلومترا جنوب عمان) مسيرة انطلقت من أمام مسجد الطفيلة الكبير بعد صلاة الجمعة بمشاركة فعاليات شعبية وحزبية وذلك ضمن الاحتجاجات المتواصلة والمطالبة بالإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومحاربة الفساد والفاسدين.

وردد المشاركون في المسيرة التي حملت عنوان جمعة «أعذر من أنذر» هتافات وشعارات مرتفعة السقوف طالبت بحل مجلس النواب الأردني ورفض قانون الصوت الواحد وكبح جماح الأسعار التي ازداد ارتفاعها خاصة في أول يوم من أيام شهر رمضان المبارك. وأكد المشاركون في المسيرة مواصلة الحراك الشعبي الضاغط والمطالب بتحقيق إصلاح سياسي واقتصادي عبر مسيرات سلمية سيتم تنظيمها في كل جمعة.

ونفذ العشرات في محافظة معان (250 كيلومترا جنوب عمان) وقفة احتجاجية أمام مسجد المدينة الكبير بعد صلاة الجمعة اليوم تحت شعار «جمعة قاطع حتى إصلاح الدستور»، شارك فيها فعاليات شعبية وشبابية وحزبية.

كما نفذ حراك الشوبك جنوب معان وقفة احتجاجية أمام مسجد التقوى تحت مسمى «أعذر من أنذر» أشار المتحدثون فيها إلى بعض القضايا المتداولة على الساحة الأردنية والأحداث الأخيرة في سوريا.

يشار إلى أن الأردن يشهد مسيرات أسبوعية تطالب بالإصلاح السياسي ومكافحة الفساد وقد أعلنت قد الأسبوع الماضي مقاطعتها للانتخابات النيابية المقبلة بسبب إقرار قانون الانتخاب الذي قالت عنه إنه لا يحقق العدالة بين الأردنيين.