سلوكيات جديدة للرئيس المصري تفاجئ المواطنين

خطب في المصلين بعد صلاة «التراويح».. ووجه كلمة للأمة بمناسبة رمضان

مصريون يؤدون صلاة الجمعة في جامع عمرو بن العاص في اول ايام شهر الصيام الكريم في القاهرة أمس (أ ب)
TT

سلوكيات جديدة دشنها الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي على أجندة مؤسسة الرئاسة، فبعد 20 يوما من تنصيبه وإعلانه استقالته من جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها، حرص الرئيس مرسي على تأدية صلاة التراويح أمس، في أولى ليالي شهر رمضان المبارك، بل خطب في المصلين بعد انتهاء الصلاة، في تقليد جديد لم يعتده المصريون من الرؤساء السابقين.

ورغم أن هذه السلوكيات تربك بروتوكولات الرئاسة والحرس الخاص للرئيس فإن ناصر محمد، بائع «العرقسوس» المتجول يقول: «أنا فخور بأن مرسي رئيسي.. فهو إنسان متدين وبسيط يعيش زي المصريين العاديين أجواء رمضان، كما أنه لا يلتزم بالبروباجندا الرئاسية القاسية التي تحدث حاجزا بينه وبين المواطنين».

وأدى مرسي مساء أول من أمس (الخميس) صلاتي العشاء والتراويح بمسجد «الشربتلي» بالتجمع الخامس، أحد الأحياء الراقية بالعاصمة القاهرة، كما ألقى خطبة في الفواصل بين الصلاة، قال فيها: «يجب أن نتعلم من رمضان العبر والدروس، وأن نحافظ على أولادنا وأوطاننا، وأن يتسع صدرنا لبعضنا البعض، وأن نؤدي واجبنا نحو الوطن، لأنه لن يقوم أحد بأدوارنا».

وشدد الرئيس المصري على أنه «من يفرط في حق نفسه سيضيع حقه في الدنيا، وعلينا أن نعمل، متسائلا: أين البواكير من أمة محمد، وعلينا أن نقتصد في الطعام في رمضان»، وختم كلمته داعيا أن «يرزقنا الله الخير والثبات على الحق، وأن يتقبل الله الصيام والقيام والقرآن».

ومنذ توليه رئاسة الجمهورية، خلفا للرئيس السابق حسني مبارك، الذي أطاحت به ثورة 25 يناير، حرص مرسي على التخفف في موكبه الرئاسي، وعدم تعطيل الطرق والمواصلات.

لكن عددا آخر من المواطنين، يرون أن ما يقوم به الرئيس ليس إلا مظاهر معنوية للتقرب من الجماهير، لن تعود عليهم بأي نفع. ويقول الناشط السياسي محمد جمال الدين: «جميل أن يقوم مرسي بهذه اللفتات الإنسانية والروحية.. لكن الأجمل هو أن يركز في برنامج الـ100 يوم الذي تعهد به وأن يقوم بتوفير الاحتياجات الرئيسية وحل مشاكل المواطنين، بدلا من إلقاء الخطب الدينية».

وأمس أدى مرسي صلاة أول جمعة في شهر رمضان بمسجد الفتح في محافظة الشرقية (مسقط رأسه)، بحضور الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، كما وجه كلمة مقتضبة إلى جموع المصلين، عقب الصلاة هنأهم فيها بقدوم شهر رمضان المبارك، وسط احتفاء المواطنين به.

وفي السياق ذاته، ابتكر الرئيس مرسي تقليعة جديدة للتواصل اليومي مع المواطنين، من خلال برنامج يومي تفاعلي على الإذاعة المصرية طوال شهر رمضان، تحت عنوان «الشعب يسأل.. والرئيس يجيب». يقوم فيه الرئيس مرسي بالرد على التساؤلات اليومية للمواطن المصري، حيث يتناول خلالها القضايا التي تهم المواطنين، ومنها القضايا السياسية والاجتماعية والخدمية.

وكان الرئيس مرسي قد وجه خطابا إلى الشعب المصري وإلى الأمتين العربية والإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، معربا عن أمله «ونحن نستقبل هذه الأيام في أن نضرب المثل والقدوة في العلاقة بيننا».

وقال مرسي إننا نريد أن نقدم للعالم شكلا جديدا لبلدنا ولوطننا في العمل والإنتاج في رمضان وغير رمضان ودعم الجهود المبذولة لعودة الأمن كاملا للشارع المصري وأن تعمل أجهزة الدولة وموظفوها من أجل خدمة المواطن المصري ليشعر أن الدولة خادمة له.

ودعا مرسي الجميع إلى الالتزام بالمواعيد خلال شهر رمضان لخدمة المواطنين، كما دعا إلى الانطلاق نحو الإنتاج وإتقان الأعمال. واستطرد قائلا: «نريد في هذا الشهر أن تعمل كل أجهزة الدولة وموظفيها بكامل طاقاتهم من أجل خدمة المواطن المصري وتذليل كل العقبات من أجل أن يشعر المواطن بأن الدولة خادمة له».

وطالب الرئيس مرسي الجميع بالمشاركة يومي 27 و28 يوليو (تموز) الحالي في حملة قومية على مستوى الجمهورية من أجل وطن نظيف ليس فيه قمامة.

وتعهد الرئيس مرسي بضمان حرية تدفق المعلومات، ليكون الإعلام قادرا على تقديم الحقائق بعيدا عن الشائعات، مشيرا إلى أن الإعلام في هذه المرحلة الدقيقة يحتاج إلى الدعم ويجب عليه أيضا أن يكون داعما لنهضة بلدنا ويتحرر من نظام زال.

وأكد أن القضايا الخمس ذات الأولوية في هذه المرحلة (الأمن والمرور والوقود والخبز والنظافة) لا يمكن أن يحدث فيها نجاح ملموس إلا إذا تضافرت كل الجهود المخلصة بالتعاون مع الجهاز الإداري للدولة.

وشدد على القول: «إن نجاحنا سويا في حل هذه المشكلات هو نجاح لمصر وليس لشخص بمفرده»، مشيرا إلى أن الجهاز الإداري للدولة يعمل الآن بشكل متواصل من أجل توفير الأمن وحل مشكلات المرور والوقود والنظافة وتحسين نوعية رغيف الخبز.

وقال الرئيس مرسي إنه وجه بأوامر واضحة تم تطبيقها الآن على هذا الشهر (شهر يوليو) زيادة العلاوة الاجتماعية لتكون 15 في المائة للعاملين في الحكومة والقطاع العام وقطاع الأعمال وكذلك لكل المعاشات وزيادة معاش الضمان الاجتماعي ليصبح 300 جنيه بدلا من 200 جنيه، مشيرا إلى أنه قام بإنشاء لجنة لبحث ملف المحتجزين في أحداث ثورة 25 يناير وما بعدها وغير ذلك من المظلومين.