تكرر انقطاع الكهرباء في العاصمة المصرية

دعوات على «فيس بوك» بضرورة الامتناع عن سداد الفاتورة

TT

أعادت ظاهرة انقطاع الكهرباء المتواصل ولفترات طويلة تصل للساعات في العاصمة القاهرة والأقاليم إلى أذهان المصريين حكاية «فأر السبتية»، الذي أصبح نذير شؤم، وكائنا سيئ الصيت، بعدما حملته وزارة الكهرباء في مصر مسؤولية انقطاع التيار الكهربائي عن منطقة السبتية بالقاهرة، في منتصف عقد الثمانينات من القرن الماضي. الطريف أن الوزارة وقتها وضعت المشكلة برمتها على كاهل الفأر المزعوم، وقالت إن الفأر قام بقطع الأسلاك بأسنانه المدببة، وهو بالتالي المتهم عن إغراق المنطقة في الظلام الدامس لعدة أسابيع! ورغم أن صحف المعارضة والناس سخروا من الحكومة التي عجزت عن إعادة التيار الكهربائي فاختبأت وراء فأر لتداري عجزها، ظل «فأر السبتية» المسكين لسنوات عديدة الفاعل المجهول، فكلما حدثت مشكلة، لا يُعرف المتسبب فيها، أطل الفأر من صندوق الحكاية، كأنه إسفنجة مهمتها امتصاص الغضب وتهدئة الأمور.

سعدية صادق (50 عاما)، سكرتيرة بمدرسة إعدادية، علقت على ظاهرة انقطاع الكهرباء قائلة: «أنا نفسي أشوف أي حاجة في البلد صح.. هل من المعقول أن تتكرر ظاهرة حساسة كانقطاع الكهرباء على مدار اليوم مرة واثنتين وثلاثا، ولا أحد من المسؤولين في الحكومة يتحرك».

وتتابع صادق قائلة: «ما يحزنني ويجعلني في حالة ذهول هو مدى البلادة التي وصل إليها المسؤولون في التعامل مع هموم الناس وقضاياهم».

وأضافت أن انقطاع الكهرباء المتكرر شكل عبئا آخر على كاهل المصريين الذين استقبلوا شهر رمضان في واحدة من أسوأ موجات الطقس الحار. وبدا أن الساكن الجديد للقصر الرئاسي مشغول بملاحقة المشكلات المتراكمة دون أن يجد الوقت الكافي لتشكيل حكومة جديدة، تاركا ملايين المصريين غارقين في الظلام.

وقالت وزارة الكهرباء المصرية إنها تعمل على تخفيف الأحمال عن شبكتها ومقاومة نقص الوقود في محطات التوليد، وناشدت الوزارة المصريين أن يرشدوا استهلاكهم.

وفي المقابل دشن نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» حملة «أنا مش هادفع فاتورة الكهرباء» احتجاجا على انقطاع الكهرباء. ورصد النشطاء انقطاع الكهرباء عن 50 في المائة من محافظات مصر قبل أسبوع، في وقت تشهد فيه البلاد موجة من الطقس شديد الحرارة.

وقال بيان للحملة إن التعاقد بين الشركة القابضة لكهرباء مصر كمقدم للخدمة والمواطن المصري كمستقبل للخدمة يقوم على أن تقوم الشركة بإمداده بالطاقة الكهربية اللازمة له سواء كانت لاستخدام منزلي أو لاستخدام تجاري على أن يقوم مستقبل الخدمة بسداد المبالغ المستحقة عليه. أما في حالة تعذر المستفيد بالخدمة عن سداد فاتورة الكهرباء فتقوم الشركة بفصل التيار الكهربي عنه.

وتابع البيان: «وعليه فمن حقنا في حالة تقصير مقدم الخدمة الممثل في الشركة القابضة للكهرباء عن توفير احتياجاتنا من الطاقة الكهربية بحجة تخفيف الأحمال فأنا كمستقبل للخدمة لا يعنيني تخفيف الأحمال فهي مسؤولية مقدم الخدمة أن يقوم بتوفيرها لجميع المشتركين».

وأكد البيان حق الامتناع عن سداد فاتورة الكهرباء لحين إيقاف سياسة تخفيف الأحمال التي تنتهجها الشركة في الفترة الماضية. ودعا المصريين إلى التوقف عن سداد الفاتورة للضغط على الشركة لحل المشكلة والتوقف عن الفصل المتعمد للكهرباء.

وما زال تأثير الدعوة التي أطلقها النشطاء محدودا، لكن الغضب المتنامي بسبب الظاهرة قد يدفع البعض للاستجابة، خاصة مع تنامي الاحتجاجات في محافظات الصعيد التي تشعر بالإهمال.