مصادر لـ «الشرق الأوسط»: قيادة الجهاد غادرت دمشق لطهران دون قطيعة

تفضل العمل من مكان غير سوريا الآن

متظاهر فلسطيني يرد بقنبلة مسيلة للدموع ويرميها على قوات اسرائيلية اثناء مظاهرة ضد سياسة الاستيطان بالقرب من نابلس أمس ( إ ب أ )
TT

قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن قيادة حركة الجهاد الإسلامي، غادرت سوريا عمليا، دون أن تنهي وجودها هناك الذي استمر لسنوات طويلة، أو تقطع علاقتها بالنظام السوري الذي ما زالت تحظى بعلاقات جيدة معه.

وبحسب المصادر فإن نائب الأمين العام للجهاد، زياد نخالة موجود في إيران منذ أسابيع، ولم يذهب إلى سوريا سوى مرة واحدة قبل نحو 10 أيام لنقل جثمان عضو المكتب السياسي للجهاد سليم حمادة إلى لبنان، حيث دفن في صيدا، بعدما وافته المنية في سوريا إثر مرض عضال.

وحسبما قالت المصادر فهذا هو حال الأمين العام للجهاد رمضان شلح، الذي ينتقل بين البلدين، ويمارس جل عمله من إيران أيضا. ويغادر قادة الجهاد سوريا ويعودون إليها بحرية كبيرة، بعكس قيادة حماس التي توترت العلاقة كثيرا بينها وبين النظام السوري، بسبب انتقادات مبطنة من قادتها للنظام ثم إعلان رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية في الأزهر تأييده للشعب السوري.

ونفى مصدر مسؤول في الجهاد في غزة مغادرة مسؤولي الحركة سوريا. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الحركة لا تستطيع في هذه الظروف الصعبة أصلا إلا أن تكون بين إخوانهم في سوريا». وأضاف أن «الحركة تنفذ برامج إغاثية للاجئين الفلسطينيين في سوريا». واعتبر المصدر مغادرة بعض المسؤولين سوريا في إطار أعمال في الخارج وليست نهائية.

وقالت المصادر إن «علاقة الجهاد بالسوريين ممتازة، بعكس حماس، لكنهم باتوا يفضلون البقاء خارج سوريا». وتحافظ الجهاد على علاقتها بالنظام السوري، وكذلك على العلاقة مع النظام الإيراني. وامتنعت الجهاد عن توجيه أي انتقاد النظام السوري مرارا، كما امتنعت عن تأييد الثورة السورية، بخلاف موقفها من الثورات الأخرى المصرية والتونسية والليبية.

وتؤكد المصادر أن مغادرة قيادات من الجهاد إلى إيران، لا تعني أبدا تغييرا في الموقف من سوريا، بيد أن الظروف الميدانية والسياسية في دمشق أجبرت قيادة الجهاد على العمل من منطقة أخرى.

وتشكل سوريا داعما قويا للجهاد وقد احتضنتها طويلا، كما كانت لحماس، غير أن ارتباط حماس بمشروع الإخوان المسلمين الذين يشكلون عدوا لدودا لسوريا عجل من الطلاق بين نظام بشار وحماس بعدما رفضت الأخيرة دعمه بشكل علني في البداية ثم انحيازها المبطن للثورة السورية. كما تشكل سوريا بالنسبة للجهاد ممرا مهما لقيادات وعناصر الحركة الذين يسافرون من غزة إلى طهران، لأسباب مختلفة، سياسية ولوجستية.

وحسب المصادر فثمة العشرات الآن من مدنيين وعسكريين من غزة، عالقون في سوريا بعد المشاركة في مؤتمرات في إيران ودورات أخرى.

وكان وفد فلسطيني نسوي محسوب على الجهاد، قد حضر هذا الشهر مؤتمر المرأة والصحوة الإسلامية في إيران الذي اختتم قبل أيام، وضم نساء من 80 دولة، وحضره نحو 1500 امرأة، كما شارك عشرات في دورات مختلفة هناك خلال يوليو (تموز) الجاري ويونيو (حزيران) الماضي، وجميعهم عالقون في سوريا الآن.

وبحسب المصادر فإن «الوفد النسوي الفلسطيني يدلل على عمق العلاقة بين الجهاد وإيران، إذ كان وفدا جهاديا بامتياز، ضم الأسيرة المحررة هناء شلبي، وأخريات». وغادر الوفدان من إيران إلى سوريا، في طريقهم إلى مصر فغزة وكان يفترض أنهم وصلوا قبل يومين، لكن مع تردي الأوضاع الأمنية في سوريا أبلغوا بأن المطارات والمعابر مغلقة الآن وعليهم الانتظار.

لكن مصدر الجهاد في غزة نفى أن يكون وفد نسوي عالقا في سوريا وقال إن الوفد في مصر، ومن المقرر أن يعود في أي لحظة.