إسرائيل تقرر إعلان الحرب على حزب الله إذا سيطر على السلاح الكيماوي السوري

قالت إن أيام الأسد باتت معدودة

TT

ذكرت مصادر عسكرية في تل أبيب أن الجيش الإسرائيلي اتخذ قرارا حازما بإعلان الحرب على حزب الله اللبناني في حال سيطرته على الأسلحة الكيماوية في سوريا، عند سقوط نظام بشار الأسد. وقال روني دانئيل، المراسل العسكري للقناة التجارية الثانية في إسرائيل، وهي قناة تلفزيون مستقلة، الليلة قبل الماضية، إن القرار اتخذ خلال جلسة طارئة لرئاسة أركان الجيش الإسرائيلي، عقدت بحضور وزير الدفاع، إيهود باراك، في موقع عسكري قريب من الحدود مع سوريا، وإن الاجتماع عقد في ضوء التطور الجديد الذي حصل في دمشق، مع مقتل وزير الدفاع وغيره من القادة العسكريين الذين يديرون الحرب ضد المعارضة. وقال إن المخابرات العسكرية الإسرائيلية ترى أن أيام الأسد باتت معدودة. وأن سوريا ما بعد الأسد ستكون مرتعا للفوضى العارمة، حيث إن المعارضة مشتتة وفوضوية وغير قادرة على فرض الاستقرار. وهناك خطر انهيار لكل شيء.

وركز القادة العسكريون الإسرائيليون على مخازن الأسلحة الكيماوية في سوريا، التي تعتبر من أكبر مخازن الأسلحة الكيماوية في العالم، إن لم تكن الأكبر على الإطلاق، حسب قولهم. وقد رأوا أن حزب الله اللبناني ينوي السيطرة على هذه الأسلحة ونقلها إلى لبنان. وقرروا أن هذا خط أحمر لا يمكن لإسرائيل القبول به. وقرروا منعه بالقوة.

وحسب القرارات في هذا الاجتماع، تقرر أن يرفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب القصوى في قيادة المنطقة الشمالية، خاصة على الحدود السورية، وإلغاء العطلة الأسبوعية للجنود، وبقاؤهم في أماكنهم بسبب احتدام المعارك في سوريا. ودرس قادة الجيش الإسرائيلي عدة سيناريوهات حول الأوضاع في سوريا، وبينها أن يقدم الرئيس الأسد على خطوة مغامرة ضد إسرائيل في حال وصوله إلى حالة اليأس من إمكانية النجاة. كما توقعوا سيناريو تجزئة البلاد وسيطرة المسلحين على الأسلحة الكيماوية أو غيرها من أنظمة السلاح، ومن ثم محاولة استخدامها ضد إسرائيل، وسيناريو استخدام الطائرات والدبابات التي يمتلكها الثوار في مقاومة الجيش الإسرائيلي على الحدود السورية.

وذكرت الإذاعة العبرية الرسمية أن باراك أبلغ وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، في اتصال هاتفي بين الطرفين، بأن إسرائيل تتابع عن كثب التطورات الجارية في سوريا. وبحسب تقديرات باراك فإن مصرع كبار المسؤولين السوريين سيسرع سقوط نظام الأسد، وأن «إسرائيل متيقظة جدا لمحاولات حزب الله نقل مجموعة من منظومات الأسلحة المتطورة والأسلحة الكيماوية إلى لبنان، وأن إسرائيل لن تسمح بذلك». وقالت الإذاعة إن بانيتا وباراك اتفقا على المحافظة على اتصال متواصل بينهما. وأضافت الإذاعة أن باراك أعرب عن تقديره أن إسرائيل ليست معرضة لخطر حقيقي على ضوء الأحداث الجارية في سوريا، ولكنها مع ذلك ستعزز من استعداداتها ويقظة قواتها في الجولان (المحتل منذ عام 1967)، مضيفا أن أجهزة الأمن المختلفة في إسرائيل تجري مشاورات متواصلة حول الأوضاع الأمنية مع رئيس هيئة أركان الجيش والجهات الأمنية الأخرى.

وذكرت صحيفة «معاريف»، أمس، أن رئاسة الأركان تلقت معلومات عن قلق شديد لدى القيادة الإيرانية من تدهور أوضاع الرئيس الأسد في سوريا. وأن قيادة الجيش في طهران عقدت هي الأخرى اجتماعا طارئا لبحث هذه الأوضاع، «ولا نعرف ما هي القرارات التي اتخذتها، ولكننا نعرف أنهم لن يسلموا بسقوط حليفهم بشار الأسد، ومن غير المستبعد أن يتخذوا إجراءات شيطانية تمس بإسرائيل».

تجدر الإشارة إلى أن صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية نشرت، أول من أمس، تحذيرات مسؤولين في الإدارة الأميركية، من إمكانية شن إسرائيل غارة جوية تستهدف منشآت الأسلحة الكيميائية في سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأميركية عبرت عن رفضها شن هجوم إسرائيلي على سوريا، معللة ذلك بأن أي هجوم كهذا في الوقت الحالي سيكسب الرئيس الأسد دعما عربيا كبيرا ضد أي تدخل إسرائيلي ضده. ولفتت الصحيفة إلى أن التقديرات الأميركية جاءت في أعقاب الزيارة التي قام بها مستشار الأمن القومي الأميركي، توم دونيليون، إلى إسرائيل في مطلع الأسبوع، أي قبل اغتيال القادة العسكريين السوريين، والتقائه عددا من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين ووزراء في الحكومة.

يذكر أن الجيش الإسرائيلي كان قد حشد قواته على طول الحدود مع سوريا، مع بداية تدهور الأوضاع في سوريا، منذ عدة أسابيع. وقالت في البداية إن الغرض هو منع تدفق السوريين نحو الجولان هربا من المعارك، ولكن يتضح الآن أن الهدف هو الاستعداد لمعارك مفاجئة، ودعا الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية «الموساد»، داني يتوم، نتنياهو أن لا يوافق مع وزيره باراك على منع وصول لاجئين سوريين إلى إسرائيل. وقال يتوم إن مصلحة إسرائيل أن تستوعب ألوف اللاجئين السوريين الهاربين من النظام السوري، «فهذه ستكون بادرة طيبة منا للشعب السوري ولقيادته المستقبلية».