تقرير سري لشرطة نيويورك : الحرس الثوري الإيراني وراء 9 مؤامرات هذا العام

مسؤولون اميركيون: منفذ هجوم بلغاريا ينتمي إلى خلية لحزب الله

ذوي القتلى في مطار بن غوريون أمس (رويترز)
TT

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلا عن مسؤولين أميركيين إن منفذ التفجير الانتحاري الذي استهدف سياحا إسرائيليين في بلغاريا يوم الأربعاء الماضي ينتمي إلى خلية تابعة لحزب الله اللبناني. ونقلت الصحيفة عن المسؤولين قولهم إن حزب الله يقف وراء الهجوم الذي أدى إلى مقتل 7 أشخاص بينهم خمسة سياح إسرائيليين. ونقلت الصحيفة عن مسؤول ثالث قوله إن منفذ التفجير «كان يتصرف إلى حد بعيد بتوجيهات» من حزب الله وسنده الرئيسي إيران لشن ضربات ضد أهداف إسرائيلية. اعتمادا على مصادر في المخابرات الإسرائيلية، إلى ذلك كشفت وثائق سرية حصلت عليها «رويترز» عن أن شرطة نيويورك تعتقد أن الحرس الثوري الإيراني شارك مع جماعات تابعة له، حتى الآن، هذا العام في تسع مؤامرات ضد أهداف يهودية أو إسرائيلية في أنحاء العالم.

وتقول تقارير أعدها هذا الأسبوع محللو مخابرات لصالح شرطة نيويورك، إن ثلاث مؤامرات أحبطت في يناير (كانون الثاني) وثلاث في فبراير (شباط) فضلا عن إحباط ثلاث مؤامرات أخرى منذ أواخر يونيو (حزيران).

وجاء في التقارير التي حملت وصف تقارير حساسة لتنفيذ القانون أن الهجوم الانتحاري بقنبلة الذي وقع هذا الأسبوع في بلغاريا كان ثاني مؤامرة هناك يكشف عنها هذا العام.

وتفصل التقارير مؤامرتين في بانكوك، ومؤامرة في كل من نيودلهي وتفليس وباكو ومومباسا وقبرص، ونسبت كل مؤامرة إلى إيران أو جماعة حزب الله اللبنانية الحليفة لها.

وكتبت هذه التقارير بعد تفجير حافلة كانت تقل سائحين إسرائيليين في مطار بورجاس في بلغاريا.

وأدرج تفجير مدينة بورجاس الذي وقع يوم الأربعاء في وثيقة تحمل عنوان المؤامرات المشتبه بها لإيران وحزب الله ضد أهداف إسرائيلية أو يهودية التسلسل الزمني لعام 2012. وهذا الهجوم هو الأحدث في تسع مؤامرات في عام 2012 ربطت بالجمهورية الإسلامية أو جماعات تدعمها.

ويقول مسؤولون أميركيون إن قناعتهم تتزايد بتقديرات إسرائيل بأن إيران وجماعات تدعمها قامت بقتل خمسة سائحين إسرائيليين في بورجاس بواسطة مفجر انتحاري بعد ركوبهم حافلة تابعة للمطار.

وقال مسؤول أميركي إن حزب الله قام بهجمات تفجيرية انتحارية من قبل.

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن تفجير بورجاس وقع في الذكرى الـ18 لتفجير المركز اليهودي في بيونس آيرس الذي ربطت الأرجنتين بينه وبين إيران.

وقال المسؤول إن الهجوم في بلغاريا يبدو معقدا نسبيا، حيث يشير إلى أن من قاموا به جمعوا معلومات بشأن الأهداف المحتملة قبل أن يقوموا بعمليتهم.

وقال مسؤول أميركي آخر إن إحصاء السلطات الاتحادية الأميركية للمؤامرات المزعومة المتصلة بإيران في عام 2012 يتفق كثيرا مع قائمة شرطة نيويورك.

بينما قال مارك ريجيف، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، العام الماضي، إنه كانت هناك 20 محاولة إيرانية لمهاجمة سائحين في الخارج، كان خمسة إيرانيين واثنان من عناصر حزب الله قد شاركوا فيها بشكل مباشر.

وبعد تفجير بلغاريا قال مسؤول أمني أميركي رفيع إن شرطة نيويورك زادت من تركيز جهودها في مكافحة الإرهاب على الأحياء والمؤسسات اليهودية بسبب مخاوف من هجمات تشنها إيران على الأراضي الأميركية في حالة تصاعد التوتر بين طهران من ناحية والولايات المتحدة وإسرائيل من ناحية أخرى.

ونشرت في تل أبيب، أمس، رواية تقول إن منفذ عملية بورجاس في بلغاريا، التي أدت إلى مقتل 7 أشخاص، خمسة منهم إسرائيليون، وجرح 42 سائحا إسرائيليا آخرين، هو مواطن سويدي من أصل جزائري يدعى مهدي محمد الغزالي وعمره 33 عاما، ولد في السويد لأب جزائري وأم فنلندية. وتقول المصادر إنه عضو في تنظيم القاعدة العالمي، قضى عامين في معتقل غوانتانامو الأميركي في كوبا. وبعد سنتين من الاعتقال أطلق سراحه وزار أفغانستان وباكستان. وتم تجنيده عن طريق خلية تابعة لحزب الله. وإن هذه الخلية دخلت بلغاريا بمساعدة إيران. وسلمت حقيبة المتفجرات في مطار بورجاس البلغاري قبل ساعة من وقوع الانفجار.

وقالت المصادر إن التحقيقات الأولية تشير إلى أنه لم يكن ينوي الانتحار، بل حاول إلصاق حقيبة متفجرات كبيرة على جسد حافلة الركاب، عندما رأى أن السياح الإسرائيليين اعتلوها. ولكن خللا ما وقع فانفجرت الحقيبة خارج الحافلة، قبل أن يتمكن من إلصاقها. فقتل على الفور.

وقال وزير السياحة الإسرائيلي، ستاس ميسجنيكوف، لدى استقباله جثامين الإسرائيليين الخمسة الذين قتلوا في العملية، إن هناك «سلسلة عمليات إرهاب تنوي تنفيذها إيران وأذرعها في العالم وفي المقدمة منها حزب الله اللبناني، ضد إسرائيل واليهود ليس لشيء سوى لكوننا يهودا وإسرائيليين». ورحب الوزير الإسرائيلي بقرار مجلس الأمن الدولي إدانة هذه العملية، لكنه رأى أن القرار ليس كافيا وأن العالم مطالب برفع مستوى مواجهته مع إيران.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد تكلم للمرة الثالثة خلال يومين في هذا الموضوع، مطلقا الحملة الدولية ضد إيران. فشكر الرئيس البلغاري، بويكو بوريسوف، ومن خلاله الشعب البلغاري على احتضانه السياح الإسرائيليين الذين تعرضوا لعملية التفجير وإسعافهم الذي أنقذ حياة الكثيرين. وأضاف «إنني أؤمن أنه آن الأوان لكل الدول التي تعرف الحقيقة، وليس فقط إسرائيل، أن تقولها بصوت واضح، إيران هي التي تقف وراء موجة العمليات الإرهابية، إيران هي أكبر مصدر للإرهاب في العالم. لا يمكن السماح لدولة إرهاب أن تمتلك أسلحة نووية. ولا يمكن السماح لأخطر دولة في العالم أن تمتلك أخطر الأسلحة في الكون».

واختتم نتنياهو بالتوجه إلى المواطنين الإسرائيليين قائلا: «سنستمر في ملاحقة الإرهابيين وفي جباية ثمن باهظ من أولئك الذين يرسلونهم. دولة إسرائيل هي دولة قوية ومواطنوها أقوياء. سنواصل مكافحة الإرهاب الإيراني. أنه لن يخضعنا وسنعمل ضده بمنطلق قوتنا».

وكانت قوة من الجيش الإسرائيلي وطواقمه الطبية قد جلبت جميع الجرحى المصابين في عملية بورجاس على تكملة العلاج في المستشفيات الإسرائيلية. كما أحضرت جثامين القتلى الخمسة، حيث جرت لهم مراسيم استقبال عسكرية.

وبقي في بلغاريا طاقم محققين من شرطة والمخابرات الإسرائيلية للمشاركة في التحقيقات البلغارية حول هوية المنتحر الذي نفذ العملية وكيف دخل إلى بلغاريا وهل رخصة قيادة السيارة الأميركية التي عثر عليها في جيبه أصلية أم مزيفة وغير ذلك من المعلومات.