قوات كردية تحرر مدينة كوباني وتستعد لتحرير كامل المناطق

أنباء عن عبور 650 مسلحا من كردستان العراق إلى سوريا

TT

أعلنت قوات كردية مشتركة من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري والمجلس الوطني الكردي السوري تحريرها لبلدة كوباني التابعة لمحافظة حلب، وهي تستعد حاليا لبسط سيطرتها على بقية المناطق الكردية المتبقية من حلب، والمناطق التابعة لمحافظة الحسكة، من أهمها القامشلي وعامودا وغيرهما.

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» أكد ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في إقليم كردستان العراق حسين كوجر، أن «عملية التحرير تمت من دون أي مقاومة من قبل الجنود والمسؤولين البعثيين في المؤسسات الحكومية والأمنية بالمدينة، إذ بعد محاصرة جميع المؤسسات الأمنية والمخابراتية من قبل قواتنا المشتركة خيرناهم بين الاستسلام والمواجهة، فاضطرت القوات الموجودة هناك إلى التسليم بعد أن علمت استحالة المقاومة في مثل هذه الظروف، ونحن سعداء بأن العملية تمت بشكل سلمي بعيدا عن إراقة الدماء، وهو ما كنا نؤكد عليه منذ بداية الثورة السورية، وخاصة في مناطقنا الكردية التي حاولنا أن ننأى بها عن مظاهر العنف والقتل، والحمد لله وفقنا بذلك».

وحول مصير المسؤولين الأمنيين والحزبيين التابعين للنظام السوري، قال كوجر «لقد خيرناهم بين البقاء معنا كإخوة معززين، والذهاب إلى حيث يشاءون، واختار معظمهم الخروج من المدينة، وقد أوصلناهم إلى خارج حدودها باحترام ونشكرهم على عدم المقاومة وإراقة المزيد من الدماء، وبذلك أصبحت المدينة برمتها منذ يوم الخميس المنصرم تحت سيطرة القوات المشتركة لحزبنا والمجلس الوطني الكردي عبر مفارز وتشكيلات أمنية أطلقنا عليها اسم (وحدات الحماية الشعبية) التي تتولى حاليا تأمين الأمن في البلدة».

وأضاف ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني «سنعمل في المرحلة القادمة على تحرير بقية المناطق الكردية من أيدي النظام بنفس الصيغة التي نجحنا فيها بكوباني، أي بعيدا عن العنف والقتل. وأعتقد بأن معنويات جيش النظام منهارة، ولذلك أستطيع القول إن المناطق المتبقية ستتحرر تباعا، وستقوم لجان مشتركة بيننا وبين المجلس الكردي بالسيطرة على كامل المنطقة الكردية في القريب العاجل، وقد شكلنا لجنة عليا مشتركة ستكون المرجع الأساسي والأعلى لتمثيل الشعب الكردي بسوريا».

وردا على سؤال حول ما إذا كانوا سيقبلون بدخول عناصر الجيش الحر إلى منطقتهم، قال كوجر «نحن لسنا بحاجة إلى دخول أي قوات من أي جهة إلى مناطقنا، لأن وحدات الحماية الشعبية تتولى مقاليد الأمور الأمنية فيها، كما أننا لا نريد أن تتحول مناطقنا الكردية إلى ساحة حرب بين الجيش الحر وعناصر النظام، فكما حافظنا على هدوء المنطقة طوال شهور الانتفاضة، فلا نريد أن تعمها الفوضى، وخاصة أن قواتنا المشتركة قائمة بمهامها الأمنية على الوجه المطلوب ولا حاجة لتدخل أي طرف، كما أننا نضمن الحماية حتى لغير الأكراد في مناطقنا مثل الإخوة العرب والمسيحيين».

من جهته، اعتبر شيرزاد اليزيدي المتحدث الرسمي باسم مجلس شعب غرب كردستان (سوريا)، تحرير كوباني بمثابة أول خطوة لتطبيق الاتفاق الموقع بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المعروف بإعلان «هولير» (أربيل) على أرض الواقع، وستليها خطوات أخرى تنسيقية مشتركة لتحرير بقية المناطق وإدارتها ذاتيا، «حيث إننا سبق أن طالبنا بأن تكون إدارة المناطق المحررة من قبل سكانها بعيدا عن تدخلات الغير، وذلك ضمانا لعدم حدوث مواجهات غير محمودة».

وأشار القيادي الكردي السوري إلى أن «أنظار الأكراد السوريين وقادتهم تتجه صوب مدينة القامشلي التي تعتبر المعقل الرئيسي للقوى الكردية، وهي أكبر المدن الكردية في كردستان سوريا وتعتبر العاصمة السياسية والإدارية للمنطقة، ونحن بانتظار تطورات الأحداث في بقية المناطق، وخصوصا في دمشق لكي نتمكن من تحرير القامشلي وبقية المدن الكردية بنفس الطريقة السلمية التي جرت بالنسبة لمدينة كوباني التي تنفس سكانها لأول مرة في تاريخهم هواء الحرية بعد أكثر من أربعة عقود من سيطرة النظام القمعي البعثي».

يذكر أن موقع «السومرية نيوز» نشر أمس تقريرا يفيد بدخول 650 عنصرا كرديا مسلحا من مدينة دهوك بإقليم كردستان العراق إلى الأراضي السورية، وهم يشكلون جزءا من مجموعة من الشباب الأكراد الذين فروا في الفترة الماضية من سوريا إلى كردستان العراق وجرى تدريبهم هناك، وعبروا أمس إلى الأراضي السورية لتعزيز الوجود الكردي المسلح في المنطقة ودعم جهود اللجان الشعبية المحلية في وجه أي تدخلات خارجية.

ولكن ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي حسين كوجر نفى هذه الأنباء، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «لم يبلغ رسميا بأي تطور بهذا المجال».