قصف شديد على كل المناطق.. والنظام يتوعد بالقضاء على «الإرهابيين» خلال 48 ساعة

دبابات النظام تقتحم حي الميدان الدمشقي العريق بعد تدميره

TT

قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر تجري بعدة أحياء من دمشق، وتزامن ذلك مع خروج مظاهرات أمس في عدة مناطق بجمعة «رمضان النصر سيكتب في دمشق»، كما قال ناشطون إن أكثر من ستين شخصا قتلوا بنيران قوات النظام. وسقط عدد من القتلى أثناء إطلاق قوات الأمن النار على مظاهرة خرجت وسط العاصمة دمشق وأصيب العشرات، كما أطلقت قوات النظام النار على مظاهرة حاشدة خرجت في حي صلاح الدين في حلب، وخرجت مظاهرات في مختلف أنحاء البلاد في وقت استمرت فيه الاشتباكات يوم أمس الجمعة في بعض أحياء دمشق الجنوبية الشرقية وتركزت يوم أمس في حيي كفر سوسة والمزة والقابون وبرزة بدمشق ومحيط قيادة الشرطة في شارع خالد بن الوليد وسط العاصمة. في وقت اشتد فيه القصف العنيف جدا على ريف دمشق، حرستا، جوبر، الزبداني، الهامة، وقدسيا، وأعلنت السلطات السورية سيطرتها على حي الميدان، وسط أنباء عن انسحاب الجيش الحر من حي الميدان بعد اشتباكات استمرت لعدة أيام، تعرض خلالها الحي للقصف الشديد من قبل قوات الجيش النظامي، واقتحمت المدرعات والدبابات يوم أمس حي الميدان، وتحدث سكان عن أن أضرارا كبيرة طالت المباني القديمة في الحي وبعض المساجد، وقال التلفزيون السوري إن الجيش أخرج من سماهم «الإرهابيين» يوم الجمعة من حي الميدان بعد معارك عنيفة؛ بينما وصفت تنسيقية الميدان انسحاب الجيش الحر بأنه «تكتيكي لحقن دماء الأهالي». وقالت مصادر رسمية إن الجيش النظامي يشن يوم الجمعة هجوما مضادا شاملا لاستعادة السيطرة على كل الأحياء المناهضة للنظام في دمشق، وإنه سيتم القضاء على الإرهابيين الذين تسللوا إلى أحياء دمشق خلال 48 ساعة.

ودارت اشتباكات عنيفة ظهر أمس في منطقة الميسات في محيط مقر أمني، وسمعت أصوات إطلاق نار كثيف جدا، بينما حلق الطيران الحربي طوال النهار في سماء العاصمة التي تعيش حالة من حظر التجول، حيث تخلو الشوارع من الحركة، ما عدا المناطق التي يتدفق إليها النازحون من الأحياء والمناطق الساخنة، وفتحت المدارس والحدائق لاستقبال النازحين الذين يعانون أوضاعا صحية ومعيشية سيئة للغاية وتنذر بحصول كارثة إنسانية، في ظل أزمة خبز خانقة، والنقص الحاد بالأدوية، بالإضافة إلى انتشار القمامة في الشوارع وغياب كل مظاهر الدولة، ما عدا الوجود الأمني والعسكري.

من جانبها أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بسقوط جرحى في قصف من الجيش النظامي على أحياء جوبر والقابون وبرزة في دمشق، كما سقط قتلى وجرحى في قصف للجيش النظامي على مدينة داريا بريف دمشق.

من جانب آخر شيعت مدينة عربين في الغوطة الغربية نحو 45 شخصا قتلوا أول من أمس في القصف الصاروخي العنيف الذي تعرضت له المدينة وتجدد بعد ظهر يوم أمس، حيث تعيش المدينة أوضاعا صعبة للغاية بعد نزوح الآلاف منه نحو مناطق أكثر هدوءا.

قال ناشطون إن 13 شخصا قتلوا معظمهم أطفال في قصف على البوكمال, كما قتل 16 طفلا في قرية حوايج دياب القريبة من دير الزور (شرق) لدى سقوط قذيفة على منزل التجأ إليه الأهالي هربا من القصف الشديد الذي تعرضت له القرية مساء أول من أمس، كما قتل ستة أشخاص رميا بالرصاص في بلدة سلقين بريف إدلب وستة في حي الشعار بحلب.

وأفاد ناشطون بأن قتلى وجرحى سقطوا في قصف نفذته قوات النظام على الزبداني ومعضمية الشام وعرطوز والمليحة, وقرى الغوطة الشرقية بريف دمشق. وقصفت قوات النظام مصيف سلمى وعين القنطرة وناحية كنسبا في ريف اللاذقية، وبلدة الرستن بريف حمص.

وفي درعا، تحدث ناشطون عن قصف على خربة غزالة والحراك وعتمان التي نزح معظم سكانها جراء القصف. وسقط أيضا قتلى وجرحى في قصف على قلعة المسيفرة.

وفي ريف حلب، قصفت مروحيات النظام بلدات حيان وبيانون, بالتزامن مع دوي انفجارات ضخمة. وأفاد ناشطون بوقوع اشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي في البوكمال بدير الزور، وغويران في الحسكة، ومحيط مدرسة الشرطة بريف حلب.

وقد بثت مواقع الثورة على الإنترنت صورا لحاجز أمني تابع لقوات النظام في عربين بريف دمشق بعد مهاجمته من قبل عناصر الجيش الحر. ويقول ناشطون إن البلدة تشهد حركة نزوح للأهالي بعد تعرضها للقصف.

وفي حمص تواصل القصف العنيف على أحياء المدينة القديمة بشكل أكثر شراسة، كما تواصل القصف على تلبيسة والرستن والقصير، وفي القصير دارت اشتباكات عنيفة في القرى المحيطة بها بين الجيش الحر والجيش النظامي المدعوم بالشبيحة وعناصر من حزب الله تسللوا من الحدود. وقتل هناك أكثر من خمس أشخاص بينهم سيدتان.

ومن جانب آخر، قال مسؤول تركي إن عميدا في الجيش السوري و20 ضابطا كانوا من بين 710 أشخاص هربوا من سوريا إلى تركيا قبيل فجر الجمعة.

وأضاف المسؤول أن الانشقاقات الجديدة أوصلت عدد الجنرالات السوريين الذين فروا إلى تركيا إلى 22 جنرالا. وقال ناشطون إن معنويات الجنود في الجيش السوري عند الحدود مع تركيا سيئة للغاية، ويعيش الجيش حالة من الفوضى وسط توالي الانشقاقات في صفوفه.