«الجيش الحر» يسيطر على معبر جديد مع العراق.. ويصد هجوما على البوكمال

الثوار يشنون هجوما للسيطرة على معبر نصيب مع الأردن.. ونهب متجر رامي مخلوف في باب الهوى

عنصران من الجيش السوري الحر يعاينان ما تبقى من صورة الأسد المعلقة عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا (رويترز)
TT

تمكن «الجيش السوري الحر» من فرض سيطرته، أمس، على معبر اليعربية الرئيسي الحدودي بين سوريا والعراق الذي يقع إلى شمال غربي بغداد ويعرف من الجانب العراقي باسم «معبر ربيعة»، وجاء ذلك بينما أكد مسؤولون عراقيون أن قوات المعارضة السورية ما زالت تسيطر أيضا على معبر البوكمال الحدودي، على الرغم من الهجوم التي شنته قوات الجيش السوري النظامي مساء أول من أمس لاستعادته. وبينما تعثرت جهود مقاتلي «الجيش السوري الحر» في السيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، تعرض متجر «السوق الحرة» الذي يمتلكه رجل الأعمال السوري البارز وابن خال بشار الأسد، رامي مخلوف، لعمليات نهب من قبل قرويين في نقطة باب الهوى الحدودية قرب الحدود التركية.

وقال محافظ نينوى، أثيل النجيفي: «اتصل بنا مسؤولون من منفذ اليعربية الحدودي وقالوا إنه عند الساعة الخامسة بعد الظهر (14:00 ت.غ) سيطر بعض المسلحين على المنفذ وأبلغوا الجانب العراقي بأن المنفذ من جهته السورية أصبح في يد (الجيش السوري الحر)»، وأضاف: «أبلغ المسلحون الجانب العراقي أن الموضوع سوري ولا علاقة للعراق به، وتعاملوا بود مع الجانب العراقي».

وتابع النجيفي أن المعبر الواقع شمال غربي الموصل (350 كلم شمال بغداد) «سيكون ابتداء من يوم غد مخصصا فقط لعبور العراقيين العائدين من سوريا. نحن لا نعرف طبيعة الجهة التي نتعامل معها في الجانب السوري، ولذا علينا أن ننتظر».

من جهته، قال الملازم أول في شرطة الحدود العراقية، محمد خلف الشمري، لوكالة الصحافة الفرنسية: «رفع (الجيش السوري الحر) علمه على المعبر، وقام بعض عناصره بتمزيق صور الرئيس السوري بشار الأسد». وأضاف الشمري، الموجود في الجانب العراقي من المعبر: «انتهى الدوام الرسمي عند الساعة الرابعة (13:00 ت.غ) ونحن ننتظر الأوامر لنرى كيف سنتعامل مع هذا الأمر ابتداء من غد».

وتابع: «نسمع إطلاق نار بين الحين والآخر، ولم تحدث أي محاولات للتسلل من سوريا إلى العراق حتى الآن».

وكان النجيفي قال في وقت سابق، أمس، إن «الجيش النظامي لا يزال يسيطر على منفذ ربيعة، لكن حسب المعلومات التي تردني فإن الوضع قلق بالنسبة لهم، هذه الأيام، والطريق المؤدي إلى هذا المعبر من داخل سوريا هو في يد (الجيش السوري الحر)».

ومعبر اليعربية أو ربيعة كما يطلق عليه أيضا والواقع في محافظة نينوى، واحد من المعابر الرئيسية الـ3 بين العراق وسوريا إلى جانب معبري البوكمال والوليد في محافظة الأنبار.

وكانت قوات الرئيس السوري، بشار الأسد، قصفت مدينة البوكمال مساء أول من أمس، الجمعة، لاستعاد السيطرة عليها وعلى المعبر الحدودي. وقال المسؤول العسكري في «الجيش السوري الحر»، خالد أبو زياد: «القصف أعنف مما كان الليلة الماضية»، حين سيطر مسلحو المعارضة على المعبر الحدودي، مشيرا إلى أن «الجيش السوري يقصف كل مناطق المدينة».

وأعلن طبيب في البوكمال، طالبا عدم الكشف عن اسمه، أن 4 أشخاص قتلوا في القصف على المدينة. وقال: «أردت التوجه إلى مستشفى، لكنني لم أستطع الخروج من منزلي لأن قذيفتين سقطتا على مقربة منه».

إلى ذلك، قال مصدر أمني أردني إن مقاتلي المعارضة السورية حاولوا، أمس، السيطرة على معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن. وأوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن «مقاتلي المعارضة السورية وما يعرف بـ(الجيش الحر) حاولوا ظهر اليوم (أمس)، السبت، السيطرة على معبر نصيب الحدودي في الجانب السوري من الحدود مع الأردن، لكنهم فشلوا بعد مواجهات مع الجيش السوري». وأضاف أن «أصوات إطلاق النار والاشتباكات في الجانب السوري كانت مسموعة على جانبنا من الحدود». ويربط معبر نصيب الحدودي بين منطقتي درعا السورية والرمثا الأردنية. وكانت الحكومة أكدت أول من أمس، الجمعة، أن «الأردن يراقب ويتعامل مع أي تطور ميداني في الداخل السوري بحذر»، معتبرة أن «الأمور حتى الآن في حدودها الطبيعية وضمن سياقاتها المألوفة».

وأعلن مقاتلو المعارضة السورية، يوم الخميس الماضي، أنهم سيطروا على معابر على الحدود السورية مع العراق، ومعبر حدودي مع تركيا، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، منتصف مارس (آذار) 2011.

وفي غضون ذلك، تعرض متجر «السوق الحرة» الذي أتت عليه النيران في باب الهوى، النقطة الحدودية بين سوريا وتركيا التي سيطرت عليها المعارضة، لعمليات نهب من قبل قرويين.

وحسب تقرير لوكالة «رويترز»، فإن متاجر «السوق الحرة» في سوريا يمتلكها رجل الأعمال رامي مخلوف، وهو ابن خال الرئيس السوري، بشار الأسد، مما يجعلها تمثل أهمية رمزية للقرويين والمعارضين الذين يمثلون العمود الفقري للانتفاضة التي يحركها إحساس عميق بالظلم والغضب على ثروة عائلة الأسد.

ووصل شبان من قرى قريبة لإفراغ المتجر والمخزن، اللذين تفحمت جدرانهما، من محتوياتهما. وغطت الجدران كتابات مناهضة للأسد من بينها: «يسقط عميل إيران»، و«ارحل يا قاتل الأطفال»، و«الجيش الحر إلى الأبد».

وتمركز عدد قليل من المقاتلين في النقطة الحدودية في مواقع دفاعية، ولكن لم تظهر بوادر تذكر لتحركات نظامية لمقاتلي «الجيش السوري الحر» الذين سيطروا على الموقع.

ولم ينزل أحد العلم السوري الممزق الذي كان يرفرف فوق المتجر المحترق، بينما توعد مقاتلو المعارضة بالتصدي لأي هجوم مضاد لجيش الأسد وأعلنوا سيطرتهم بالفعل على معظم الأراضي بين باب الهوى ومدينة إدلب على بعد 30 كيلومترا إلى الجنوب.

وقال سامح، وهو أحد المقاتلين، ولم يذكر سوى اسمه الأول مثل غيره من مقاتلي المعارضة: «تخلصنا من الجيش من هنا وحتى إدلب. يوجد الجيش في بعض القواعد العسكرية فقط».

ولم يتحدث الأسد منذ يوم الأربعاء مما يقوي الإحساس بأن سوريا تفلت من قبضة عائلته التي حكمت البلاد منذ أكثر من 4 عقود.

بينما أفاد إبراهيم، وهو أحد المقاتلين ويرتدي سروالا من الجينز وقميصا أزرق، وهو يمسك ببندقيته: «سنبقى هنا حتى نسحق النظام المستبد».

ولا يوجد أثر للجيش رغم سماع دوي الرصاص من بعد، ويقول مقاتلو المعارضة إن الجيش السوري على بعد كيلومترين فقط أو 3 كيلومترات.

وعلى الرغم من تلميحاتهم عن ضعف عتادهم فإنهم مفعمون بالتفاؤل، وقال سامح: «حاول بعضنا أن يطلق الرصاص من البنادق الآلية وهم لم يطلقوا النيران»، بينما قال مقاتل آخر يدعى عبد اللطيف: «لن نسمح لهم بالعودة مرة أخرى».