موفاز يصف نتنياهو بـ«الكذاب».. والمسؤول «العاجز» عن اتخاذ قرارات كبيرة

قال بعد أيام من انسحابه: سيعود لمنافسته على رئاسة الحكومة وسيعيد «كديما» إلى مجده

شاؤول موفاز (إ.ب.أ)
TT

تعهد رئيس حزب كديما المنسحب من الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، شاؤول موفاز، بخوض الانتخابات المقبلة في مواجهة بنيامين نتنياهو على منصب رئاسة الوزراء، وقال إنه سيعيد حزب كديما إلى أيام مجده.

جاء حديث موفاز في وقت لا تعطيه استطلاعات الرأي موقعا متقدما لمنافسة نتنياهو، غير أنه يرى عكس ذلك. وسئل موفاز عن ذلك، فقال: «أي سؤال هذا؟.. أنا أنوي منافسة نتنياهو وسنعود أقوياء». وأضاف لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية: «(كديما) سيستعيد قوته السياسية. (التآكل) في عهد تسيبي ليفني أوصل الحزب إلى واقع صعب جدا، ولكننا اليوم في وضع آخر، آراؤنا أكثر وضوحا ولدينا أجندة».

وبهذا الموقف، تحول موفاز خلال أيام قليلة من شريك لنتنياهو في ائتلافه الحكومي إلى منافس محتمل في الانتخابات التي قد تجرى مبكرا. ودافع موفاز عن دخوله الحكومة برغم المعارضة داخل «كديما» قائلا: «دخلنا للحكومة لدفع مسائل قيمية ومبدئية، كان أولها المساواة في تحمل العبء، ولكن نتنياهو لا يعرف اتخاذ قرارات سياسية بمثل هذا المقياس».

وأضاف: «اعتقدت أن رئيس الوزراء مع 94 عضو كنيست يمكنه أن يقوم بخطوات، ويتخذ قرارات كبيرة وعندما وصل إلى لحظة الحقيقة الحاسمة فضل الأصوليين وموقفهم».

وخرج موفاز من حكومة نتنياهو، قبل أيام، بعد خلافات كبيرة، حول قضية تجنيد «الحريديم» (اليهود المتشددين)، واختلفا في قضية جوهرية متعلقة بعمر المجندين، وأوضح موفاز أن الأمر الأكثر وضوحا من كل هذه المسائل هو قضية العمر؛ ففي الوقت الذي يتجند فيه الشبان للخدمة من سن 18 حتى 21 وافقنا على حل وسط بأن يتجند جزء في سن 18 وآخرون في سن 22. وكل رقم يتجاوز ذلك لا يبدو جديا. وكان نتنياهو يريد أن يتجند هؤلاء في سن 26، بسبب انشغالهم في الالتحاق بالكليات الدينية، وهو الأمر الذي أثار جدلا في إسرائيل واتهامات بعدم التوزيع العادل لعبء الخدمة العسكرية.

ويرى موفاز أن شركاء نتنياهو المتشددين في الائتلاف الحكومي هم الذين أثروا في موقفه، بعدما كان قد وافق على مقترحات لجنة خاصة قبل أن يحلها لاحقا. وقال: «لقد عرضنا اقتراح قانون صوت عليه هو نفسه ومر بالإجماع في كتلة الليكود، هذا الأمر كان في يوم الأحد، إلا أن المسألة انقلبت رأسا على عقب يوم الثلاثاء. أنا أعتقد أن أناسا آخرين جاءوه في هذه المرحلة وقالوا له إن سرت في هذا الاتجاه فنحن لسنا معك». وأكد موفاز أن الخلاف كان مبدئيا وجوهريا، ولذلك ترك الائتلاف وهو غير نادم على دخوله، ليعود معارضا كفاحيا في وجه نتنياهو.

وهاجم موفاز نتنياهو قائلا: «هو يعطيك الانطباع بأنه يريد أن يفعل ولكن عند الحسم يقول هيا نترك الأمر للآخرين. وأضاف أنه ليس رجل القرارات الكبيرة. وعندما يصل الأمر إلى لحظة الحسم الاستراتيجي والتاريخي يتراجع عن موقفه. رئيس الوزراء الذي يتفق معك حول أمور ولديه القوة لفعلها ليس بالنموذج الذي ينطبق على نتنياهو».

وردا على سؤال حول تصريحات سابقة بأن نتنياهو شخص كذاب، رد موفاز: «ما قلته كان نابعا من القلب في لحظة محددة جدا. كل رئيس وزراء يمتلك 94 عضو كنيست يمكنه أن يقوم بخطوات تاريخية. ولا شك لدي أنه لو أقدم نتنياهو على مسألتين أو ثلاث مما اتفقنا عليه لحظي بالأغلبية. خلال الثلاث سنوات ونصف السنة الأخيرة لم تتخذ إسرائيل قرارا تاريخيا واحدا. وباستثناء قرار إعادة غلعاد شاليط لم تقدم الحكومة على أي قرار مهم ذي آثار بعيدة المدى في أي مجال».

وقلل موفاز من قدرة أعضاء منسحبين من «كديما» على شقه، وإن لم ينف هذه الأنباء، وسئل حول حقيقة أن تسيبي ليفني، رئيسة كديما السابقة، وحاييم رامون، أحد أعضاء الحزب المنسحبين، يحاولان التأثير من الخارج لشق «كديما»، فرد قائلا، «هذا الأمر، أي عدم قبول إرادة الناخبين، مسألة إشكالية؛ هي اختارت عدم البقاء وعدم تقديم المساعدة. ولكن الأمر الأكثر إشكالية هو أنها غادرت الكنيست وأنها تحاول التأثير على أعضاء الكنيست لمغادرة (كديما). رامون لم يكن رئيس (كديما) وإنما عضوا في الحزب. وغير رأيه وهذا شأنه. أنا لست مطلعا على ما يفعله ولا أعرف إلى أي مدى يمكنه أن يؤثر».