المحققون يسعون لدخول شقة منفذ مجزرة دنفر بعد اكتشاف متفجرات بداخلها

مطلق النار اشترى أكثر من 6 آلاف رصاصة بشكل قانوني وليست له سوابق قضائية

امرأتان تواسيان بعضهما البعض في المجزرة التي حدثت في أوروا بضواحي دنفر أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

حاول المحققون وخبراء المتفجرات الدخول مجددا أمس إلى شقة منفذ مجزرة أورورا الذي تم توقيفه بعد أن أطلق النار في قاعة سينما مزدحمة بضواحي دنفر (الولايات المتحدة) ما أوقع 12 قتيلا و58 جريحا أثناء عرض أول لفيلم جديد عن «باتمان». وكان هؤلاء الخبراء قد حاولوا الجمعة حتى هبوط الليل دخول شقة القاتل غير أنهم اكتشفوا أنها مفخخة بكميات من المواد المتفجرة والكيماوية والسريعة الاشتعال.

وقال قائد شرطة المدينة دان اوتاس أثناء مؤتمر صحافي مساء أول من أمس «هناك كدسات من الكوابل الكهربائية والصواعق والذخائر والسوائل. الكثير من الأشياء التي تشبه ذخيرة هاون. إن الدخول إلى الشقة بأمان يشكل تحديا حقيقيا».

وتأمل أجهزة الأمن أن تحصل من داخل الشقة على قرائن تتيح لها فهم دافع القاتل المفترض وهو جيمس هولمز، 24 عاما، من سكان المدينة والذي اعتقل من دون أن يبدي مقاومة. وتجمع سكان أورورا مساء الجمعة ورفع مئات منهم كانوا في حداد شموعا لتذكر القتلى والجرحى وعبروا عن ألمهم. وقال قائد الشرطة إن «الكثير من المصابين هم في حالة حرجة»، مشيرا إلى أن معظم الجرحى أصيبوا بطلقات نارية إضافة إلى إصابات أخرى بسبب الفوضى والبلبلة التي أعقبت إطلاق النار. ولم تقدم الشرطة تفاصيل عن هويات الضحايا أو أعمارهم لكن سلسلة «باتمان»، التي ينصح بعدم مشاهدتها لمن هم دون 13 عاما، تجذب فئتي المراهقين والبالغين الشباب.

ولم يكن هولمز الطالب الذي يدرس علوم الجهاز العصبي، معروفا لدى أجهزة الأمن، وليست له سوابق عدلية باستثناء مخالفة سرعة في أكتوبر (تشرين الأول) 2011. بيد أنه اقتنى أكثر من ستة آلاف طلقة عبر الإنترنت في الشهرين الأخيرين، بحسب قائد الشرطة. وصادرت الشرطة من سيارته بندقيتين ومسدسا إضافة إلى مسدس ثان في صالة السينما. واقتنى هولمز أسلحته بشكل قانوني، بحسب المتجر الذي باعه إياها. وقالت الشرطة إنها تعتقد أن هولمز «تحرك بمفرده».

وكان الهجوم أثار الفزع والبلبلة بين مئات المتفرجين قدموا خصيصا للعرض الأول عند منتصف الليل لفيلم «ذي دارك نايت ريزس» آخر حلقات ثلاثية «باتمان» التي كان إطلاقها موضع انتظار ملايين المعجبين. وبحسب قائد الشرطة فإن شهودا قالوا إن مطلق النار كان يرتدي معدات حماية وقناع غاز، وقد رمى قنبلة غاز أو دخان لدى وصوله إلى قاعة السينما. وقال قائد الشرطة: «لقد سمع صوت صفير ثم انبعث نوع من الغاز وظهر القاتل وأطلق النار».

وأثار هذا الهجوم العديد من ردود الفعل القلقة من جانب الكثير من القادة السياسيين وفي مقدمتهم الرئيس باراك أوباما، وأعاد الجدل بشأن مراقبة الأسلحة وبيعها في الولايات المتحدة. وإثر المجزرة علق أوباما الذي يقوم بحملة انتخابية منذ الخميس في فلوريدا (جنوب شرق) جولته بغرض العودة إلى واشنطن. كما علق منافسه ميت رومني حملته. وقال البيت الأبيض إنه وبحسب التحقيقات الأولية فإن ما جرى في أورورا «لا علاقة له بالإرهاب». وندد أوباما بالعنف «العبثي» ودعا مواطنيه إلى «يوم صلاة ودعاء وتأمل» وأمر بتنكيس الأعلام على المباني الرسمية لستة أيام. ويشمل هذا الأمر أيضا أساطيل البحرية الأميركية كما أوضح أوباما في مرسوم صدر بعيد عودته إلى واشنطن من فلوريدا. وأعلنت شرطة نيويورك أنها ستعزز الإجراءات الأمنية في قاعات السينما التي تبث فيلم باتمان «وذلك احتياطا من احتمالات تقليد وتعزيزا للشعور بالأمان لدى المتفرجين». ومن جانبه، عبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن «تأثره البالغ» وتعازيه للأميركيين. وألغى في باريس العرض الأول لفيلم «باتمان» الذي كان من المقرر أن ينظم مساء أول من أمس في الشانزلزيه بحضور ممثلين.