جيش جنوب السودان يتهم قوات الشمال بقصف أراضيه.. والخرطوم تنفي

مصادر لـ «الشرق الأوسط» : الاتحاد الأفريقي قد يتقدم باتفاق نهائي للطرفين

صورة ارشيفية لعناصر من الجيش الشعبي لتحرير السودان اثناء الاحتفال بالإستقلال في جوبا (نيويورك تايمز)
TT

اتهم جيش جنوب السودان القوات المسلحة السودانية بشن هجوم على أراضيه في شمال بحر الغزال في الساعات الأولى من صباح أول من أمس، وأدى الهجوم إلى إصابة رجل وامرأة بجراح خفيفة، واعتبرت جوبا أن الهدف من الغارة تأجيل المفاوضات وخلق مناخ من التوتر بين البلدين، غير أن الخرطوم نفت قصفها لأراضي الجنوب، في وقت علق وفد الجنوب المحادثات المباشرة مع نظيره السوداني، وتقدم بشكوى مكتوبة إلى الوساطة الأفريقية التي يتوقع أن يصدر منها قرار، في غضون ذلك توقعت مصادر أن يتخذ الاتحاد الأفريقي قرارا بأن يوقع الطرفان على اتفاق تم إعداده من قبل.

وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان، فيليب اقوير، لـ«الشرق الأوسط»، إن الغارة الجوية التي حدثت صباح أول من أمس، الجمعة، استهدفت قرى في شمال بحر الغزال، وأضاف أن طائرة «انتنوف» أسقطت 8 قنابل على قرى روماكير، وربكل باج في مقاطعة أويل الشمالية عاصمة شمال بحر الغزال، مشيرا إلى أن رجلا وامرأة أصيبا بجراح خفيفة، نافيا وجود لقوات حركة العدل والمساواة المتمردة داخل أراضي بلاده، وقال: «ليس هناك من مبرر لما قامت به الخرطوم، خصوصا أن وفدي البلدين يتفاوضان، ولكن تعودنا ذلك من الحكومة السودانية وهي محاولة لنسف المفاوضات كما فعلت من قبل في مارس (آذار) الماضي»، وأضاف أن قوات الجيش الشعبي ملتزمة بالهدوء ووضعت تحوطاتها، لكن ستكون في حالة الدفاع عن أراضي الدولة، مستعبدا حدوث أي اشتباكات برية في هذه المرحلة، وقال إن فصل الخريف يعوق تحرك القوات، وتابع: «أعتقد أن الخرطوم ستواصل مناوشاتها عبر الغارات الجوية، وهذا ستكون له عواقب وخيمة عليها».

من جهته قال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد، إن قوات بلاده لم تقم بأي اعتداء على دولة جنوب السودان أو على «الجيش الشعبي» خلال الفترة الماضية، نافيا اتهامات جوبا لقواته بالهجوم على مناطق في شمال بحر الغزال، وقال إن قوات «الجيش الشعبي» موجودة في أراضي سودانية بشرق دارفور في منطقة (تمساحة)، وأضاف: «على الرغم من ذلك فإن قواتنا لم تعتد على (الجيش الشعبي)»، وقال: «اتهامات جوبا لا أساس لها من الصحة».

من جانبه قال المتحدث باسم الوفد السياسي الأمني السوداني في مفاوضات أديس أبابا السفير عمر دهب، إن وفده مستعد للاستمرار في المفاوضات المباشرة مع جنوب السودان ببحر دار الإثيوبية، نافيا أن يكون الجيش اعتدى على أي أراض جنوبية، وأضاف أن كل ما حدث هو عبارة عن محاولة من قوات حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور مهاجمة أراضي السودان عبر الالتفاف داخل أراضي الجنوب، وقال: «القوات المسلحة السودانية قد تعاملت معها داخل الأراضي السودانية ولم يحدث أن اخترقت أراضي جنوب السودان»، مشيرا إلى أن وفد بلاده أكد في بيان له حق السودان من الدفاع عن أراضيه وأن وفده على استعداد للتفاوض المباشر مع وفد جنوب السودان.

وقال مصدر من الوفد السوداني المفاوض إن بلاده بصدد تقديم شكوى رسمية للوساطة الأفريقية حول الحشود العسكرية لحركة العدل والمساواة المتخذة من دولة جنوب السودان عمقا أمنيا لها، متوقعا عودة الأطراف للمفاوضات المباشرة سريعا.

من جانبه قال المتحدث باسم وفد المفاوضات لجنوب السودان، عاطف كير، لـ«الشرق الأوسط»، إن الحديث عن وجود حركة العدل والمساواة في جنوب السودان ذر للرماد في العيون، لا سيما أن الحدود الدولية معروفة، مؤكدا أن وفد بلاده لم ينسحب من المفاوضات الحالية في إثيوبيا، وأضاف: «نحن علقنا المفاوضات المباشرة مع وفد السودان بعد الهجوم الذي شنه سلاح الجو على مناطق في شمال بحر الغزال أول من أمس»، وأضاف: «الخرطوم غير جادة في التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة بين البلدين ويحقق السلام والتعاون المشترك»، وقال إن اجتماعات بدأت أمس ضمت رئيس فريق الوساطة، ثابو مبيكي، ورئيسي الوفدين عبد الرحيم محمد حسين وباقان أموم، لكن لم تخرج نتائجه بعد.

وقال كير إن هناك مجموعة متنفذة في المؤتمر الوطني الحاكم لا تريد أن يتوصل البلدان إلى اتفاق، وقال: «في الجولة قبل الماضية وأثناء المفاوضات كان وزير الدفاع السوداني رئيس وفد حكومته عبد الرحيم محمد حسين يصدر تعليمات إلى القوات المسلحة لضرب الجنوب وهو الذي قاد إلى توتر البلدين» .