عصيان في سجن حمص المركزي بعد انشقاق عدد من حراسه.. وقصف عنيف يطال أحياء في دمشق

حركة خجولة في حي الميدان.. وانشقاق ضابطين برتبة «عميد» وفرارهما إلى تركيا

جانب من الدمار الذي حل في جورة الشياح بحمص جراء القصف الحكومي (رويترز)
TT

كثفت قوات الأمن السورية من حصارها وقصفها لعدد من المناطق السورية، مستخدمة الطائرات المروحية لقصف الأحياء والمدن المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وبينما توالت حركة الانشقاقات العسكرية، تعرضت أحياء عدة في العاصمة دمشق لقصف عنيف وسط انعدام الحركة وتنفيذ القوات النظامية لانتشار أمني، ولا سيما في حي الميدان. وبلغ مجمل قتلى أمس نحو 30 قتيلا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بينهم 7 مدنيين في دمشق.

وقال ناشطون إن حركة الناس انعدمت في حي الميدان بدمشق أمس في ظل حركة سير خفيفة وحالة من الخوف سادت بين الأهالي الذين لا يزالون قاطنين في منازلهم، في وقت أعلن فيه مصدر رسمي سوري في وقت سابق «تطهير» الحي. وقالت مصادر أمنية أمس إن القوات السورية استعادت السيطرة على أحياء التضامن والقابون وبرزة.

وفي حين بث ناشطون صورا تبين آثار الدمار الذي لحق بحي الميدان بعد قصفه واقتحامه من قبل قوات النظام والشبيحة الذين قتلوا مدنيين ودمروا ممتلكات، على حد قولهم، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بتعرض حي برزة، المحاصر منذ ثلاثة أيام، لقصف بالطائرات المروحية وقذائف المدفعية والهاون، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى في ظل نقص حاد بالمواد الإسعافية والطبية، ونداءات استغاثة من الأهالي لتخفيف القصف عن الحي المنكوب.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار إلى أن «حيي القدم والعسالي في جنوب العاصمة دمشق تعرضا للقصف من القوات النظامية السورية بعد منتصف ليل الجمعة/ السبت»، كما تعرض حيا التضامن والحجر الأسود المجاوران للقصف خلال الليل.

وفي مخيم اليرموك، الواقع جنوب دمشق، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد سكان المخيم قوله إنه «لم يخرج من منزله منذ الأربعاء الماضي»، موضحا أن «الخروج يعرضنا للخطر بسبب المسلحين الموالين للنظام المتمركزين على مدخل المخيم والذين يطلقون النار على كل تجمع». وبث ناشطون معارضون مشاهد فيديو تظهر مبنى قسم شرطة اليرموك وألسنة النيران تتصاعد منه «بعد تحريره»، وفق معارضين سوريين. وبدت سيارات للشرطة متروكة في الشارع وأخرى مدمرة بالكامل.

وفي ريف دمشق، أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن انشقاقات كبيرة في اللواء 18 في بلدة قطنا، اندلعت على أثرها اشتباكات امتدت إلى قطاعات مجاورة تابعة للفرقة العاشرة. وفي حوش عرب، وصلت تعزيزات عسكرية ضخمة مؤلفة من عدد من الدبابات والمدافع، نفذت عملية قصف عشوائي على المنازل بالتزامن مع تحليق للطيران المروحي.

أما في حمص، فقد تمكن المعتقلون في سجن حمص المركزي من القيام بعصيان، إثر انشقاق بين حراس السجن تبعه اشتباكات بين الحراس النظاميين والمنشقين. وبينما ذكرت لجان التنسيق المحلية أن السجناء سيطروا على الباحات والساحة الرئيسية للسجن، عملت كتيبة حفظ النظام على استعادة سيطرتها وأطلقت الغازات المسيلة للدموع والنار في الهواء.

وبعد سيطرة السجناء على المبنى القديم، طوقت المخابرات الجوية السجن وتوجهت دبابات من حاجز مجاور للسجن. وبعد فشل وساطة لتهدئة الوضع، أكدت الهيئة العامة للثورة السورية «إطلاق نار من الخارج باتجاه السجن مما أدى إلى سقوط أربعة قتلى وعدد من الجرحى». وتخوف ناشطون من ارتكاب مجزرة في السجن مع تأكيدهم إطلاق قناصة النار على المساجين. وبينما ذكرت لجان التنسيق أن السجن يضم أكثر من 1700 من معتقلي الثورة في حمص، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عدد الموجودين في السجن القديم فقط يتراوح بين 3000 و5000 سجين، مذكرة بسجل النظام المخزي في التعامل مع السجناء (تدمر وصيدنايا).

وذكر المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبدالله، أن قوات «المخابرات الجوية التابعة للنظام قامت على الأثر بتطويق السجن»، وحصل تبادل إطلاق نار بين داخل السجن وخارجه، مما تسبب بمقتل أربعة أشخاص.

في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص في حمص للقصف من «القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على هذه الأحياء» منذ أسابيع.

كما أشار إلى قصف مماثل على محيط مدينة القصير في ريف حمص حيث تدور أيضا اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين. وقتل رجل وطفله في قصف على مدينة الرستن في محافظة حمص الخارجة عن سيطرة النظام والتي تشهد «اشتباكات عنيفة»، بحسب المرصد، عند مداخلها. كما قتل أربعة مقاتلين معارضين في اشتباكات عند مداخل قريتي جوسية والنزارية على الحدود السورية - اللبنانية. وأشار المرصد إلى تعرض هذه القرى لـ«القصف من القوات النظامية قبل محاولة اقتحامها».

وفي دير الزور، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات وقعت فجرا قرب دوار الدلة في مدينة دير الزور (شرق)، بينما تعرضت بلدات الشحيل والعشارة والجرذي وصبيخان في ريف دير الزور للقصف من القوات النظامية».

وفي اللاذقية، أفادت «لجان التنسيق» بقصف عنيف طال «مصيف سلمى» حيث تعرضت نواحي وادي شيخان والمرج والغنيمية لقصف بقذائف المدفعية والهاون. وفي درعا، استخدمت قوات الأمن السورية الطيران المروحي لقصف خربة غزالة والمناطق الواقعة بين معربة وغصم والسهوة.

إلى ذلك، قال مسؤول تركي إن ضابطين سوريين كبيرين برتبة «عميد» فرا إلى تركيا ليلا ضمن مجموعة من نحو عشرة أفراد بينهم ضباط برتبة «عقيد» وعسكريون آخرون، وبذلك يرتفع عدد كبار الضباط السوريين الذين فروا إلى تركيا إلى 24، حسب وكالة «رويترز».