«الجيش الحر» اخترق أمن مطار دمشق الأربعاء الفائت.. والنظام يستقدم تعزيزات أمنية إضافية

الكردي لـ «الشرق الأوسط»: قصفه تم بمدفعي «هاون» نجح عناصر الجيش الحر في الاستيلاء عليهما

TT

تحول الطريق الواصل بين دمشق ومطارها خلال الأسابيع الماضية إلى واحد من أخطر الطرق وأكثرها تعرضا للقصف، بسبب وجود لعناصر من الجيش السوري الحر في الأحراش المتاخمة للشارع العام المؤدي إليه، حيث يفصل بين مطار دمشق الدولي ومركز العاصمة نحو 25 كم، تتخللها مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية.

وبينما يتحدث ناشطون مناهضون للنظام السوري عن «اشتباكات عنيفة تحصل بين الفينة والأخرى بين قوات الجيش النظامي المدعومة بالطائرات وكتائب الجيش الحر، أكد نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام استقدم مجموعات إضافية من قواته إلى محيط المطار منذ بدء الثورة السورية، لا سيما بعد الهجوم الذي استهدفه يوم الأربعاء الماضي»، لافتا إلى أن «قصف المطار تم بمدفعي هاون نجح عناصر الجيش الحر في الاستيلاء عليهما من قوات النظام». وقال إن «كتائب الدفاع الجوي وقوات الفوج 35 إضافة إلى قوى أمنية من الشرطة والمخابرات هي التي تقوم عادة بمهمة حماية أمن المطار». وفي حين لم ينف الكردي «عدم قدرة الجيش الحر على تنفيذ أي عمليات عسكرية لاستهداف المطار»، أكد أن «اتخاذ القرار بهذا الأمر يخضع للوضع على الأرض لا سيما أن عناصر الجيش الحر موجودون في محيط المكان لرصد أي تحركات».

وبحسب ناشطون في دمشق، يتمركز أكثر من 35 دبابة في المنطقة الحرشية المجاورة للمطار، وتؤازرها طائرات الهليكوبتر بالقصف خلال المعارك القاسية، فيما تسعى كتائب الجيش الحر الموجودة في المنطقة بكل قوتها عبر الهجومات المتقطعة والحركة السريعة إلى التقدم نحو المطار وتنفيذ عمليات، كما حصل الأربعاء الفائت مع تقدم مجموعة نحو المطار واستهدافه بالقصف. ووفقا لمصادر في المعارضة السورية، فإن حركة الطيران في مطار دمشق الدولي قد شهدت خلال الأيام الماضية تراجعا ملحوظا نتيجة المعارك الطاحنة التي تدور في مدينة دمشق بشكل عام وفي المناطق المحيطة بالمطار بشكل خاص.

ورغم أن وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» تنشر على موقعها الإلكتروني جدولا يوميا يعرض حركة الهبوط والإقلاع، فإن ناشطين يؤكدون أن معظم شركات الطيران الأوروبية والعربية تمنع طائراتها من الهبوط في مطار دمشق بسبب الوضع الأمني المتردي. وفي مقابل انحسار حركة الطيران، تكتظ قاعات الانتظار في مطار دمشق بالأشخاص الراغبين في السفر، لا سيما الذين يحملون جنسيات عربية وكانوا يقيمون في سوريا. وكان علي الدباغ، المتحدث باسم الحكومة العراقية، قد أعلن في وقت سابق أن أكثر من 1500 عراقي يمكثون في مطار دمشق في انتظار طائرات تقلهم إلى بلادهم.

ويرجع تاريخ إنشاء المطار إلى عام 1970، عند تسلم الأسد الأب السلطة في البلاد. ويعتبر مطار دمشق الدولي ثاني مطار يتم إنشاؤه بعد مطار المزة الذي يقع غرب مدينة دمشق، والذي كان يعتبر البوابة الجوية لدمشق قبل إنشاء المطار الدولي.

ويضم المطار مبنى للركاب يتكون من طوابق عدة وعدد من القاعات والصالات المخصصة لكل الاستخدامات، فيما يشمل المبنى الرئيسي للمطار الخدمات كافة ومكاتب شركات الطيران وقاعات مختلفة منها قاعة الشرف، وكذلك هناك استراحات ومطاعم ومقاه متعددة في الطابق الأرضي والطوابق العليا من مبنى المطار.

وتبلغ القدرة الاستيعابية للمطار نحو 5 ملايين راكب سنويا، وكان من المقرر أن تطورها الحكومة لتصبح 10.8 مليون راكب في السنوات المقبلة، بهدف التنمية السياحية بسوريا، حيث كان من المفترض أن تستقبل سوريا سنة 2020 أكثر من 16 مليون سائح أجنبي وفق التقديرات الرسمية.