«سي آي إيه» تفتش على أسلحة الأسد الكيماوية.. وإسرائيل قلقة من وصولها لحزب الله

وزير الدفاع الإسرائيلي: نستعد لتدخل عسكري محتمل

سحابة من الدخان الأسود تغطي سماء حمص بعد قصفها من قبل القوات الحكومية (أ.ب)
TT

وسط تقارير إخبارية حول إرسال وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) عملاء وخبراء إلى سوريا والدول المجاورة لجمع معلومات عن أسلحة نظام بشار الأسد الكيماوية والجرثومية، عبرت إسرائيل عن قلقها الشديد من وصول تلك الأسلحة إلى حزب الله اللبناني وتعهدت بالقيام بعملية عسكرية إن تطلب الأمر.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في وقت متأخر من مساء أول من أمس إن إسرائيل تستعد لتدخل عسكري محتمل في سوريا إذا سلمت الحكومة السورية صواريخ أو أسلحة كيماوية لحزب الله اللبناني.

وقال باراك في مقابلة مع القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي «أمرت الجيش بزيادة استعدادات المخابرات وإعداد ما هو ضروري حتى نكون (إذا دعت الضرورة) قادرين على دراسة تنفيذ عملية»، وأضاف «نتابع احتمال نقل أنظمة ذخيرة متطورة لا سيما الصواريخ المضادة للطائرات أو الصواريخ أرض - أرض الكبيرة لكن من المحتمل أيضا أن يجري نقل (أسلحة) كيماوية من سوريا إلى لبنان».

وقال باراك «في اللحظة التي يبدأ فيها (الأسد) في السقوط سنجري مراقبة مخابراتية وسنتواصل مع الوكالات الأخرى».

وأطلق حزب الله الذي تلقى في الماضي دعما عسكريا وماليا من سوريا وإيران آلاف الصواريخ قصيرة المدى على إسرائيل خلال هجومها على جنوب لبنان في عام 2006 لكن بعض الصواريخ الأطول مدى سقطت أيضا على وسط إسرائيل، وظلت الحدود بين البلدين هادئة إلى حد كبير منذ ذلك الحين.

وقام باراك أول من أمس بجولة في مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967 والتي يمكنها من خلالها مراقبة التحركات داخل ألأراضي السورية.

وبدوره, قال البيت الأبيض أمس إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية و«تتشاور بشكل مكثف» مع جيران دمشق للتأكيد على القلق إزاء الأمن بسبب هذه الأسلحة ومسؤولية سوريا عن تأمينها.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور: «نعتقد أن مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية ما زال تحت سيطرة الحكومة السورية.. في ظل تصاعد حدة العنف في سوريا وهجمات النظام المتزايدة على شعبه، ما زلنا نشعر بقلق بالغ بشأن هذه الأسلحة». وأضاف فيتور: «إضافة إلى مراقبة مخزوناتهم فإننا نجري مشاورات مكثفة مع جيران سوريا وأصدقائنا في المجتمع الدولي للتعبير عن قلقنا بشأن أمن هذه الأسلحة والتزام الحكومة السورية بتأمينها».

وفي غضون ذلك, دعا أعضاء في الكونغرس الرئيس باراك أوباما للتدخل في سوريا للتأكد من سلامة هذه الأسلحة.

وقال السناتور البارز جون ماكين (جمهوري من ولاية أريزونا) في مقابلة في تلفزيون «سي إن إن»: «كلما يستمر هذا الوضع، تزيد احتمالات أن الأسلحة الكيماوية التي خزنها بشار الأسد يمكن أن تصل إلى الأيدي الخطأ. أو يمكن أن يستخدمها نظام الأسد نفسه».

لكن، في الجانب الآخر، عارض أعضاء ديمقراطيون التدخل، ودعوا إلى التمهل خوفا من تفاقم الوضع أكثر في سوريا وفي المنطقة. وقال السناتور جون كيري (ديمقراطي من ولاية ماساشوستس)، «نعم، هناك قلق أكبر، لكنى أدعو إلى مزيد من اليقظة، والنظر في الخيارات المتوفرة».

وكانت صحف أميركية أشارت إلى غموض وضع ومستقبل أسلحة الدمار الشامل في ظل زيادة العنف في سوريا، ودخول الثوار قلب العاصمة دمشق.

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلا عن مسؤولين أميركيين قولهم إن نظام الأسد نقل «أجزاء من ترسانته الهائلة من الأسلحة الكيماوية» من أماكن التخزين العادية إلى أماكن أخرى. بينما ذكر نواف فارس، سفير سوريا في العراق الذي أعلن انشقاقه في الأسبوع الماضي، أن الأسد «لن يتردد في استخدام الأسلحة الكيماوية» إذا اضطر لذلك.

غير أن السناتور كيري قال إنه ينبغي الحذر تجاه مثل هذه التصريحات. وأضاف لصحيفة «هيل» اليومية الصغيرة التي تركز على أخبار الكونغرس: «علينا أن نصدر أحكامنا الخاصة. علينا أن ننظر إلى الأمر بعناية فائقة. الشيء الجيد هو أن لدينا قدرات (استخباراتية) لمتابعة ما يجري هناك عن كثب».

وأضاف: «يوجد عدد من الاحتمالات، بعضها سيئ، وبعضها خير». وقال، في إشارة إلى إمكانية أن يستخدم الأسد هذه الأسلحة، أو إمكانية أن يحافظ عليها من الوقوع في أيدي إرهابيين، «كل شيء ممكن».

في نفس الوقت، حمل البيت الأبيض المسؤولين السوريين مسؤولية الحفاظ على هذه الأسلحة. وقال متحدث باسم البيت الأبيض، جوش ايرنست: «هناك مسؤوليات إلى جانب تخزين والمحافظة على أمن هذه الأسلحة الكيماوية. نحن نعتقد أن على المسؤولين عن هذه الأسلحة الارتفاع إلى مستوى هذه التحديات، وهم سوف يتحملون مسؤولية ذلك».

وكان تقرير أصدره معهد «هيرتدج» اليميني في واشنطن قال إن سوريا تخزن كميات كبيرة من مخزون غاز الأعصاب، مثل غاز الخردل وغاز السارين، في ما لا يقل عن 50 من مواقع إنتاج وتخزين الأسلحة الكيماوية.

وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا قال إن التحدي المتمثل في تأمين الأسلحة الكيماوية في سوريا ربما «أسوأ مائة مرة» من تأمينها في ليبيا خلال القتال بين الحكومة والمعارضة هناك. وقال إنه لا تزال آلاف الصواريخ مفقودة.