إسرائيل تخشى هجوما إيرانيا على رياضييها خلال الألعاب الأولمبية في لندن

نتيجة تشريح جثة منفذ اعتداء بلغاريا تعزز فرضية وجود شريك له

TT

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، أمس، أن إسرائيل قلقة من تصاعد الإرهاب ضدها ومن خطر استهداف الرياضيين الإسرائيليين في الألعاب الأولمبية بلندن، التي ستبدأ في نهاية هذا الأسبوع، ولم ينف الأنباء التي نشرت في بريطانيا عن مشاركة عناصر من المخابرات العامة و«الموساد» (جهاز المخابرات الخارجي) في حماية هؤلاء الرياضيين، إلى جانب الحراسة الأمنية المحلية.

وكان باراك يتحدث في معرض مراسم استقبال دفعة جديدة من الجنود في الجيش الإسرائيلي النظامي.. فسئل عن رأيه في ما نشرته صحيفة «صنداي تايمز»، أمس، وجاء فيه أن إسرائيل ترسل قوة من حراس ووكلاء «الموساد» ليشاركوا البريطانيين في حراسة الرياضيين الإسرائيليين وأماكن سكنهم في القرية الأولمبية والملاعب، فرفض التأكيد أو النفي بشكل مباشر، ولكنه قال: «نحن في بيئة صعبة. وأنت لست بحاجة لأن تكون وزيرا أو صحافيا كبيرا حتى ترى أن الأمور في الشرق الأوسط خطيرة، وأننا لا نستطيع التحكم في كل الأحداث الجارية فيه. وقد حصل أن تم الاعتداء على المدنيين الإسرائيليين فقط هذا الأسبوع، وسبق أن تم الاعتداء على الرياضيين الإسرائيليين في أولمبياد ميونيخ. لذلك، نحن حذرون ومتيقظون إزاء الأولمبياد في لندن. المخابرات البريطانية تعمل بكل قواها لكي تقلص الأخطار الأمنية في الألعاب الأولمبية، تساندها في ذلك المخابرات من جميع أنحاء العالم».

وكانت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية ذكرت أمس أن إسرائيل عززت إجراءاتها الأمنية لدورة الألعاب الأولمبية خوفا من هجوم قد تدبره إيران ضد رياضييها في لندن.

وقالت الصحيفة إن الشرطة البريطانية (أسكوتلنديارد) والاستخبارات البريطانية أعادتا تقييم التهديد الذي يواجهه الوفد الإسرائيلي بعد الهجوم الانتحاري الذي استهدف في 18 يوليو (تموز) الحالي حافلة للسياح الإسرائيليين في بلغاريا.

ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية أرسلت عناصرها من جهاز الأمن الداخلي (شين بت) لحماية وفدها إلى دورة الألعاب الأولمبية، وقالت الصحيفة إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) أرسل في الوقت نفسه على ما يبدو فريقا إلى أوروبا بحثا عن مجموعة من الإرهابيين المفترضين الذين يشتبه في أنهم يعملون بالتواصل مع إيران وحزب الله. وتابع نقلا عن خبراء أمنيين أن وحدة خاصة للتدخل من حرس الثورة الإسلامية جندت عدة أوروبيين اعتنقوا الإسلام بينهم اثنان من ألمانيا وواحد من السويد وبريطانيان.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أمس إن «العالم يشهد حاليا موجة إرهاب متصاعدة بشكل عام، وضد إسرائيل بشكل خاص، وفي صلب هذه الحملة، يقف حزب الله اللبناني بدعم من إيران، وللأسف بدعم من عناصر أخرى أيضا».

وسئل باراك عن أخطار نشوب حروب نتيجة الاضطرار إلى رد إسرائيلي على إرهاب إيران أو على تسرب أسلحة كيماوية من سوريا إلى حزب الله، فقال إن «إسرائيل تتابع عن كثب تطور الأحداث في سوريا. عائلة (الرئيس السوري) بشار الأسد تتحطم أمام ناظرينا. ونتابع تحركات حزب الله ونواياه في الحصول على أسلحة متطورة من سوريا. وقد أوضحنا أن إسرائيل لن تسمح بذلك». وردا على تصريحات سابقة بأن الجيش الإسرائيلي تلقى أوامر بالاستعداد لسيناريو تنفيذ عملية على الأراضي السورية لتأمين الأسلحة، قال: «لن يكون من الصواب أن نتحدث الآن عن توقيت العملية أو كيفيتها أو إذا كانت هناك عملية أصلا»، ولكنه أضاف أن إسرائيل ستدافع عن نفسها «بكل مسؤولية».

وكانت عناصر أمنية إسرائيلية قالت لصحيفة «معاريف» إن هناك قلقا جديا في إسرائيل من أن تكون العملية التفجيرية لحافلة السياح الإسرائيليين في بورغاس البلغارية، مقدمة لاستهداف الرياضيين الإسرائيليين في الألعاب الأولمبية في لندن. ومع أن رئيس الدائرة الأمنية السياسية في وزارة الدفاع، عاموس جلعاد، رفض فكرة إرسال رجال الموساد إلى لندن، إلا أن عناصر الأمن الإسرائيلي أكدوا أن «أجهزة الأمن الإسرائيلية تقف على أهبة الاستعداد لمواجهة الأخطار». وقالت وفقا للصحيفة المذكورة إن باراك يسير على نهج واضح يقول إنه «لا يوجد من يحمي إسرائيل سوى أجهزة الأمن الإسرائيلية». وأكدت أن هذا الموقف ينسحب على مواجهة خطة التسلح النووي الإيراني وغيرها من الخطط.