سلفا كير يدين الغارة السودانية على أراضي الجنوب.. والوساطة تدعو الطرفين لمواصلة المحادثات

مصادر لـ «الشرق الأوسط» : رئيس وفد الخرطوم غادر مقر المفاوضات للتشاور

رئيس جنوب السودان سلفاكير لدى الاحتفال بمرور سنة على اقامة الدولة (رويترز)
TT

أدان رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت هجوم سلاح الجو السوداني على أراضي بلاده صباح الجمعة الماضية، ووصفه بأنه غير مبرر، مشددا على أن حكومته لا ترغب في دخول حرب جديدة مع الخرطوم لكنها ستدافع عن سيادة أراضيها، في وقت أعلن فيه رئيس الآلية رفيعة المستوى ثابو مبيكي عن موافقة وفدي البلدين على مواصلة المفاوضات، بينما غادر رئيس الوفد السوداني وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين مقر المفاوضات عائدا إلى بلاده، ورجح أن تكون للمشاورات، في غضون ذلك أعلنت الجبهة الثورية المعارضة عن تحقيق انتصارات عسكرية في مناطق بولاية جنوب كردفان.

وقال كير خلال كلمة ألقاها في حفل تخريج ضباط الجيش الشعبي لجنوب السودان بثه التلفزيون الحكومي مساء السبت (أول من أمس)، إن الهجوم الجوي الذي شنته القوات المسلحة على شمال بحر الغزال يوضح أن الخرطوم غير جادة في تحقيق السلام مع بلاده، ووصفه بغير المبرر في هذا التوقيت. وأضاف «لم يمض على اجتماعي مع البشير في أديس أبابا أربعة أيام حتى نباغت بهجوم بالطيران في شمال بحر الغزال صباح الجمعة والناس في نومهم ووفدنا في أديس يفاوض وفد الخرطوم»، وأردف «أريد تفسيرا واحدا لهذا الهجوم ونحن نحاول إيجاد سلام بيننا؟»، وقال إن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي يصمتون عندما يقع علينا الهجوم ولا نسمع لهم إدانة لما تقوم به حكومة البشير، وتابع: «لقد أوقفنا النفط بسبب مثل هذه الاعتداءات وسرقة نفطنا، وعندما رددنا على هجوم القوات المسلحة السودانية قامت الدنيا علينا»، وقال: «نحن لن نهاجم الحدود السودانية، ولكن سندافع عن سيادة أراضينا».

من جهة أخرى، انتقل وفد السودان وجنوب السودان إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لمواصلة جولة المباحثات بينهما، ولكن هذه المرة عبر الوسيط بعد أن رفضت جوبا المفاوضات المباشرة مع الوفد السوداني في أعقاب اتهامات بشن الخرطوم هجوما جويا على شمال بحر الغزال صباح الجمعة الماضية وهو ما نفته الأخيرة، وقال بيان من الآلية رفيعة المستوى برئاسة الرئيس جنوب أفريقي السابق ثابو مبيكي التي تقود الوساطة إن طرفي المفاوضات وافقا على استمرار التفاوض دون انقطاع وفق خريطة الطريق الأفريقية وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2046). وأضافت الآلية في بيانها أن وفدي البلدين جددا التزامهما بإنهاء العدائيات والتوصل إلى حلول في كافة المشاكل بينهما عبر الوسائل السلمية، وقالت الآلية إنها تلقت رسالة من كبير مفاوضي جنوب السودان باقان أموم يشتكي فيها أن القوات السودانية قد هاجمت وحدات تابعة لجيش الجنوب في شمال بحر الغزال وأنها تلقت إجابة شفاهية من رئيس الوفد السوداني وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين، نفى فيها هجوم قواته على أي موقع في جنوب السودان وأن القوات الجوية هاجمت وحدة تابعة لمتمردي «العدل والمساواة» داخل أراضي بلاده، وأشار البيان إلى أن الآلية أبلغت الطرفين أنها ستتخذ خطوات مباشرة لمعرفة الحقيقة مع تذكريهما بالتزاماتهما السابقة بإنهاء العدائيات.

من جانبه، قال المتحدث باسم وفد جنوب السودان عاطف كير، لـ«الشرق الأوسط»، إن وفد بلاده متمسك بموقفه بأن يكون التفاوض مع الوفد السوداني عبر الوسيط. وأضاف «سنتفاوض عبر الوسيط ولن ندخل في أي مفاوضات مباشرة مع وفد الخرطوم، وهذا قرارنا الذي أبلغناه للوسيط».

من جهة أخرى، علمت «الشرق الأوسط» أن وزير الدفاع السوداني ورئيس وفد بلاده في المفاوضات مع جنوب السودان عبد الرحيم محمد حسين، عاد إلى الخرطوم أمس وقطع المفاوضات، ورجحت المصادر أن يكون حسين قد عاد لإجراء مشاورات مع قيادة بلاده. وأضافت المصادر أن ترتيبات تجرى لانعقاد اجتماع اللجنة الفرعية لمراقبة الحدود بين السودان وجنوب السودان، ويهدف الاجتماع لبحث المسائل الإدارية والفنية المتعلقة بنقاط المراقبة التي سبق أن اتفق عليها الطرفان في مطلع العام الحالي وتحديد مواقع نقاط المراقبة وطبيعة القوات العسكرية على الأرض، بالإضافة إلى علاقة القوات العسكرية بقوات الأمم المتحدة التي ستتولى الإشراف على نقاط المراقبة.

إلى ذلك، قال المتحدث باسم الحركة الشعبية في شمال السودان أرنو نقوتلو لودي لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش الشعبي التابعة لحركته استطاعت تدمير القوات المسلحة السودانية وما سماه ميليشيات «المؤتمر الوطني» في منطقة (الشفر) بمحلية (السنوط) في جنوب كردفان التي تشهد عمليات عسكرية منذ أكثر من عام. وأضاف أن القوات الحكومية هاجمت مواقع تسيطر عليها الحركة، وقال: «ولكن، تم تدمير وتشتيت هذه القوات بواسطة قوات الجيش الشعبي وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري»، مشيرا إلى أن عدد القتلى وسط الجيش الحكومي (46) وجرح أكثر من (32) آخرين، وقال إن قواته استولت على معدات وسيارات وإن عدد القتلى في صفوفها (5) أفراد، وأوضح أن معارك أخرى دارت في قرى (حمبوية، الفكي إدريس، جبل قنيص) في محلية العباسية بجنوب كردفان. وأضاف أن قواته استطاعت طرد القوات الحكومية واستولت على سيارات ومعدات عسكرية، محذرا المؤتمر الوطني الحاكم من الاستمرار في سياسة الأرض المحروقة وحرب الإبادة العرقية التي ينتهجها - على حد قوله، مناشدا المواطنين عدم الاستجابة لسياسة (فرق تسد) التي يتبعها (المؤتمر الوطني).

من جانبه، نفى المتحدث باسم حركة العدل والمساواة جبريل بلال، لـ«الشرق الأوسط»، وجود قوات لحركته داخل أراضي جنوب السودان، ردا على تصريحات الخرطوم بأنها قصفت قوات «العدل والمساواة» داخل الأراضي السودانية وأنها قدمت من جنوب السودان، وقال إن حركته موجودة داخل السودان ومنتشرة في مساحات وتتحرك بحرية ولا تحتاج إلى أراضي دولة أجنبية. وأضاف «من أراد التثبت عليه أن يزور مواقع الحركة في كردفان ودارفور»، وقال إن قوات حركته لم تتعرض إلى أي قصف جوي من القوات الحكومية في المواقع التي ذكرها المتحدث باسم الجيش السوداني. وأضاف أن حركته لا تبني سياساتها على مصالح آنية على مصالح الشعب الاستراتيجية، وتابع: «يسعدنا أن يتحقق التصالح بين حكومتي السودان وجنوب السودان ما دامت في مصلحة الشعبين»، وقال: «وحركتنا حريصة على ألا تكون سببا في تعكير العلاقة بين الشعب الواحد الذي تسبب نظام الإنقاذ في قسمته إلى دولتين».